ستنظم، اليوم الأحد، مسيرة تنطلق من كنيسة بواشنطن إلى غاية مسجد من العاصمة الفدرالية حيث سيتم إلقاء خطاب يدعو إلى وحدة المعتقدات
ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس السبت، في خطابه بمناسبة ذكرى هجمات 11 سبتمبر، الأمريكيين إلى التريث و الهدوء في مواجهة تصاعد موجة معاداة الإسلام بسبب المشروع المتعلق ببناء مسجد بنيويورك و دعوة قس إلى حرق نسخ من القرآن الكريم.
و دون الخوض في تفاصيل هاذين المشروعين محل جدل فقد كانت رسالة الرئيس الأمريكي واضحة بحيث أكد في هذا الشأن :”ليس دين (الإسلام) من هاجمنا يوم 11 سبتمبر بل القاعدة مجموعة من رجال يضرون الإسلام. بإمكانهم أن يحاولوا إحداث نزاعات بين المعتقدات و نحن كأمريكيين لسنا و لن نكون أبدا في حرب ضد الإسلام”.
و أكد السيد أوباما في خطابه الذي ألقاه بالنصب التذكاري للبنتاغون (فرجينيا) حيث ارتطمت إحدى الطائرات يوم 11 سبتمبر 2001 يقول “أن الإرهابيين بإمكانهم أن يحاولوا تخويفنا لكنهم غير قادرين على مواجهة قدرتنا على التأقلم. فنحن لن نستسلم للخوف و لن يضعف تفاؤلنا الذي يميزنا كشعب”. و أضاف :”لن نستسلم للحقد و للأفكار المسبقة”.
و اعتبر الرئيس الأمريكي :”أولائك الذين هاجمونا كانوا يريدون إحباط معنوياتنا و تقسيمنا و تحطيم وحدتنا. إن مبادئ أمريكا جعلت منا منارة للحرية و الأمل للملايير عبر العالم”.
و بعد أن اعترف بأن ذكرى هجمات 11 سبتمبر “لظرف صعب بالنسبة لبلدنا” دعا الرئيس أوباما مجددا إلى الوحدة مضيفا بقوله : “في مثل هذه الظروف يحاول البعض زرع الحزن فينا و تقسيمنا على أساس اختلافاتنا و تشتيت وحدتنا حول ما لدينا من قواسم مشتركة”.
و تأتي هذه الدعوة غداة رسالة التهاني التي وجهها لمسلمي الولايات المتحدة و العالم بأكمله بمناسبة عيد الفطر حيث دعا فيها المواطنين “إلى لحظة من التفكير مع الذات من خلال التركيز على القيم التي يتقاسمها المسلمون و غيرهم من أتباع الديانات الأخرى و المتمثلة في الرحمة و التعاون و التضامن”.
و اعتبر الرئيس أوباما أن “العيد يعد أيضا مناسبة للتفكير حول أهمية التسامح الديني و الإعتراف بالدور الإيجابي الذي لعبته المجموعات الدينية بما في ذلك المسلمين في حياة أمريكا”.
و أشار الرئيس الأمريكي خلال ندوة صحفية إلى أنه “ينبغي أن يتمسك الأمريكيون بقيمهم سيما الإيمان بالتسامح”.
و في هذا الصدد وعد أنه سيعمل كل ما في وسعه ما دام في منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مؤكدا : “الأمريكيون يكونون أمة أمام الله و حتى و إن دعيناه بأسماء مختلفة إلا أننا نبقى أمة واحدة”.
و تندرج دعوات الرئيس أوباما في إطار ظرف خاص ميزه مشروع قس أمريكي متطرف لحرق نسخ من القرآن الكريم مثيرا موجة استنكار بالولايات المتحدة و عبر العالم.
و قد تراجع هذا القس و أكد أمس السبت أنه “لن يقوم أبدا بحرق القرآن الكريم”.
و بمناسبة إحياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر اجتمع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن و رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ أمس السبت بموقع انهيار برجي مركز التجارة العالمي حيث قام أقارب الضحايا بتلاوة أسماء الذين لقوا حتفهم في الهجمات.
و ترحمت كاتبة الدولة هيلاري كلينتن في رسالة لها على أرواح الضحايا مشيدة بالعائلات و الجاليات “التي تمكنت معا بجعل من هذه المأساة (11 سبتمبر) انطلاقة جديدة من أجل نشر التسامح”.