سعدان بين التصريح والحقيقة : تناقضات كبيرة، فشل ذريع، والعودة لنقطة الصفر

أشياء كثيرة وكثيرة جدا حدثت في مباراة الخضر وتانزانيا وتستوقفنا للحديث عنها لا من باب النقد والتجريح في حق الناخب الوطني وفريقه، بل انطلاقا من التصريحات الكثيرة والتناقضات التي وقع فيها المسؤول الأول في العارضة الفنية للمنتخب

وهي التي عجلت بفقدان الجماهير الجزائرية الثقة فيه لا سيما وأن كلامه لا يوافق تماما تصريحاته والمهدئات التي ظل منذ أكثر من سنتين يقدمها للجزائريين لم تعد على ما يبدو ناجعة ولا تؤدي دورها، وحتى الحلول باتت منعدمة في نظر الكثيرين الذين لم يجدوا غير خطاب الصراحة الآن للرد على سعدان وطاقمه، مطالبين إياه بالرحيل وحزم الأمتعة، لأن الفشل بات واضحا وبقاء الأمور على حالها يعني تكريس الفشل الذريع .

لا رد الاعتبار ولا " موندياليست "
ومن بين أكبر تناقضات الخطابات المهدئة التي مافتئ رابح سعدان يوجهها للرأي العام لجزائري ولم نجد لها للأسف أثرا في الواقع تغنيه المفرط برد الاعتبار ومواجهة تانزانيا من موقع المنتخب المونديالي، واعدا الأنصار بالفوز آداء ونتيجة على المنافس، لكن كل هذا لم يحدث تماما يوم الجمعة، فلم نشاهد أي محاولة لرد الإعتبار، بل بالعكس تعامل المنتخب الوطني أمام المنافس وكأنه هو الفريق الضعيف لا القوي، ولم نشاهد أي مؤشر على أنه المنتخب المونديالي وصاحب السمعة الكبيرة، فكان المستوى ضعيفا وضعيفا جدا أمام منتخب ضعيف هو الآخر.

لا خطط متنوعة وما " دقدقناهمش "
رابح سعدان ومن محاولة الكذب على الناس صرح في الندوة الصحفية الأحد الماضي أن الخضر يدخلون المباراة بقوة وسيفوزون على تانزانيا بخطط متنوعة، واعدا الجزائرية بأننا "سندقدق" تانزانيا، لكن الواقع يقول أننا كدنا أن ننهزم في عقر دارنا ولم نقدم لا خطة تكتيكية ولا تنوع مثلما وعدنا والخضر عكس ما قاله سعدان قبل أسبوع قدموا مباراة ضعيفة جدا .

اللاعبون قدموا مباراة كبيرة ولم أخطئ في مبولحي
وحسب تصريحات رابح سعدان في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة فإنه لا يحمل اللاعبين مسؤولية التعثر، لأنهم قدموا مباراة كبيرة وقدموا ما عليهم كما لم يخطئ عندما أشرك الحارس مبولحي كأساسي رغم مغادرته التربص وعودته عشية المباراة، والحقيقة يعرفها الجميع، لا أحد من اللاعبين كان رائعا باستثناء قديورة وزياني اللذان قدما مردودا مقبولا، وحتى قرار إشراكه مبولحي ورغم رفض الأنصار، إلا أن الناخب الوطني يبقى مصرا على رأيه .

أرفض أن يشتموني .. ولن أستقيل
وكم كان تعاطف الصحفيين كبيرا مع الناخب الوطني لما تحدث عن الشتائم التي سمعها من بعض الجماهير، معلنا أنه لن يقبل أن يشتم وهو أب وجد عائلة بأكملها، لكن بالمقابل لم يعلن عن أي إجراء لاستعادة الاعتبار، كأن يستقيل أو يلمح بالاستقالة، لكن الواقع جاء معاكسا لما كشف عن تشبثه بمنصبه، لأنه يقوم بذلك من أجل المنتخب والجزائر على حد سواء، وينتظر موقف رئيس الفاف، فإن كان يريد رحيلي فلا أرفض ذلك .

يجب الفوز في المباريات الخمس المقبلة
ومن بين تناقضات رابح سعدان أنه أصبح يتحدث عن الفوز في المباريات الخمس المقبلة داخل وخارج القواعد، وكأنه بصدد تحويل المستحيل إلى ممكن متناسيا أن لاعبيه عجزوا على الفوز على منتخب ضعيف جدا أمام جمهورهم فكيف لهم أن يفوزوا في أدغال إفريقيا ووسط ظروف أصعب بكثير، فهل يتحدث بجد، أم كالعادة يحاول تهدئة الشعب الجزائري بحقنة من حقنه التي أثبتت فشلها منذ مدة، لكن أصحاب القرار رافضون لأي تغيير .
والحقيقة التي لم يختلف بشأنه اثنان أن أداء المنتخب الوطني بعد المونديال يذكرنا بأيام المدرب كافالي أين كان الفريق يفتقد لأي روح .