العدوان في الدراسة النفسية الاجتماعية هو
استجابة عنيفة فيها إصرار لتغلـب على العقبات من أي نوع بشرية كانت أو
ماديه مادامت تقف في طريق تحقيق ا لرغبات.
وهذا يؤكد لنا إن السلوك العدواني ليس هدفاَ بذاته بل وسيلة وقد بكون العدوان في مواجهة عدوان أخر.
((التدمير والمنازعة وضرب الآخرين ))
وللعدوان
درجاته المتصاعدة في سلم الأذى حيث يبدأ من هجوم اندفاعي لإيقاف فرد مهاجم
ثم تدمير وتخريب، إصابة بجروح إلى عنف أشد. يظهر ضعاف العقول تصرفات شاذة
منذ صغر سنهم. حيث يعتري الأمهات قلق بالغ حينما يبلغ طفلهن السنوات الأولى
ويبدأ في مقاومة جميع المحاولات المبذولة لتعليمة أو تقويمية،فيبدو دائماَ
وكأنه يريد أن يفعل ع** ما يقال له تماماَ.
معظم الأطفال من ذوي
الاحتياجات الخاصة يبدو عليهم الميل للعدوان،وبخاصة إذا كانوا من
الصبيان،ويكون الاحتكاك بالآخرين حتمياَ وطبيعياَ، وكذلك ضرب الآخرين بدون
مبرر، وتزداد هذه الظاهرة عند التعب، الجوع، الملل، الشعور بفقدان الأمن
ولفت الانتباه.
ولا ننصح بضرب هذه الفئة من الأطفال إذا ما اعتدى على
طفل أخر بالضرب لأن ضربه يزيد شعوره بفقدان الأمن ويجب أن نتذكر أن هذا
الشعور كامن في عقله الباطن وأن ميلة للعدوان ليس مقصوداَ لذاته ولا حيلة
له فيه.
وقد يكون الضرب وغيره من أشكال السلوك العدواني الناتج عن
التقليد والمحاكاة، وربما محاكاة أحد الوالدين، فالوالد الذي يكثر من ضرب
أبنه عند الغضب يجب أن يتوقع أن ابنه يضرب الآخرين عند الغضب.
أما ميل
الطفل المعاق إلى التدمير فان أسبابه تشبه إلى حد كبير ضرب الأطفال الآخرين
أو منازعاتهم بالإضافة إلى نقص خبرة الطفل ن وتجربته في الإمساك بالأشياء
القابلة لل**ر وهو بطبيعة الحال لا يقدر قيمتها ولا يستطيع أن يتبنين نتيجة
فعلته.
ويبدو أن الميل المعتمد لتحطيم الأشياء لدى الطفل المعاق يرجع
في العادة إلى الشعور بالرغبة في المعارضة، القلق، الغيرة، ولأنهم لا
يفهمون ما يفعلونه.
((كيف نعالج فكرة التدمير والمنازعة وضرب الآخرين))
* من الضروري أن يعمل الوالدين على إزالة كافة أسباب الشعور بفقد الأمن للطفل المعاق عقلياَ.
* لابد من بذل الجهود لإشعار الطفل بأنه محبوب ومرغوب فيه وموضع اهتمام من قبل الوالدين خاصة الأهل والمجتمع عامة.
*لابد من أن يشعر الطفل المعاق بأن له مكانه في البيت ويفضل أن يوجه إليه كثير من الثناء والتشجيع ليكف عن لفت الأنظار إليه.
*ينبغي
إتاحة الفرص للطفل للتنفيس عن طاقاته بتوفير الألعاب التي تحتوي على أجزاء
كثيرة كعدة النجارة وغيرها من التي تحتاج إلي جهد عضلي ولعبه في الهواء
الطلق يساعد من التنفيس عن ميوله العدوانية.
* إبعاد الطفل عن
الأشياء التي يمكن أن يسهل تحطيمها، وإذا تعمد الطفل على تحطيم اللعبة
فأننا نبعدها عنه ونخفيها لبضعة أسابيع وسنلاحظ أنة يفرح عند رؤيتها من
جديد.
* قد يكون العامل جسمياَ في حالة الهيجان العدواني وذلك في
حالة وجود عاهة أو نقص حسي أو ضعف عصبي في السيطرة على النفس فينبغي
إنسانياَ وخلقياَ احترام ذوي العاهات وخدمتهم وتقدير شعورهم الحساس. فكم
أفاد أمثال هؤلاء أنفسهم ومجتمعهم في كثير من مجالات الحياه..
المصدر : مركز القمة للتدريبات السلوكية والعلاج النفسي والمعرفي