حينما يعجز الإنسان عن إنجاز شيء ليضع له بصمة في هذه الدنيا تجد أنه أقرب
ما يجد نفسه إنساناً بلا هوية .. لكن المشكلة العظمى حينما يكون لدى
الإنسان طاقات يريد أن يحولها إلى إبداعات ولكن ! .. هذا الإنسان لديه
إعاقة ولم يجد السبل الموصلة إلى الإبداع كما يراها في الغرب تراه محبطاً
نفسياً ومع مرور الزمن تجد أنه قد اندثر بما فيه من المواهب وهذا أحد
الأسباب التي دعت المجتمع يقول : إنه شخص انطوائي .. يظنون أن الإعاقة هي
السبب .. لا والله ليست هي السبب فلو ذهب أحد الأصحاء إلى أحد الدول
الأوروبية لوجد أن المعاق يتجول بكل أريحية بين كنفات المدينة وما تحمله
من مراكز وأسواق .. وقد هيئت له كل التسهيلات ليعيش حياته بشكل طبيعي ..
أما في مجتمعنا فيوجد تقصير كبير وجهل في آنٍ واحد .. التقصير من ناحية
تهيئة الشوارع والمرافق العامة لكي يتسنى للمعاق التنقل بسهولة والاختلاط
بالمجتمع .. أما الجهل فهو جهل المجتمع وجهل الإعلام في إيصال فكرة عن
المعاق بأنه إنسان طبيعي جداً وبأن الإعاقة درجات.
كنت سابقاً ألوم من يرفض تزويج ( المعاق ) .. لكن الآن أدركت أن لهم
الأحقية في الرفض ! .. لأنهم لم تتح لهم الفرصة بالاحتكاك مع أصحاب هذه
الفئة لما يواجهه أصحاب تلك الفئة من صعوبات الانخراط في المجتمع ..
دائماً أواجه اصطدامات واستغراباً من أفراد المجتمع حينما أكون بينهم
وأعينهم تنظر إلي نظرة تأمل .. يا ترى ما بداخل هذا الكائن ؟ .. وكأنني قد
أتيت من كوكب بعيد .. وعندما أبدأ حديثي الكل يصمت صمتاً يتبعه ذهول وترقب
لما أقول .. وكأن لسان حالهم يقول : أهذا هو المعاق الذي يتكلمون عنه بأنه
كئيب وانطوائي ويشفق لحاله ؟ .. منا من استطاع الظهور للعالم الخارجي بسبب
تشجيع ومؤازرة من هم حوله .. لكن الكثير منا لم يستطع الظهور إلى الآن لان
المجتمع ومرافقه غير مهيأة له .. لذلك فهو ينتظر التفاتة حقيقية من الجميع
لتذليل الصعوبات .. لكن يا ترى هل سيطول الانتظار ؟