المدافعون صنعوا غالبية فرص الخضر في التصفيات
مدافعونا هم هدافو المنتخب الوطني
إذا كان منتخب الثمانينيات من القرن الماضي قد اشتهر بمهاجميه وخاصة بالثلاثي الناري "بلومي وماجر وعصاد"، إضافة إلى بن ساولة وبعده مناد... واشتهر بلعبه الهجومي الاستعراضي وانتصاراته الساحقة.
فميزة المنتخب الحالي هي قوة دفاعه ليس في الدفاع عن مرمى الوناس قواوي أو فوزي شاوشي وإنما المشاركة في التهديف، سواء تعلق الأمر مع المنتخب الوطني أو الأندية الأوربية التي ينشطون فيها وجعلتهم يساهمون فعلا في تأهل الجزائر إلى المونديال بأهدافهم. فعنتر يحيى مثلا، سجل خلال التصفيات هدفين كاملين، أحدهما أمام السنغال في البليدة والثاني في الخرطوم في وضع قلب هجوم حقيقي، كما سجل هدفا أمام رواندا رفضه الحكم ظلما في البليدة، وارتطمت رأسيته بالعارضة في ذات المباراة، وأضاع هدفا في القاهرة أخرج مدافع مصري كرته من خط المرمى، كما أضاع هدفا في الخرطوم وآخر ضد زامبيا في البليدة، وحتى مع ناديه بوخوم سجل هدفا بطريقة مغايرة من مخالفة مباشرة، ويكفي تذكر هدفه في السودان حيث تواجد أمام المرمى من دون أن تكون اللقطة مخالفة مباشرة أو ركنية .
هدفا بوقرة في زامبيا وعنتر في السودان أهّلا الجزائر
وحتى رفيق حليش جانب التهديف في عدة لقطات، أسخنها أمام مصر في البليدة في لقطة أخرج وائل جمعة الكرة برأسه من على خط المرمى. وفي القاهرة عندما أنقذ عصام الحضري الفراعنة من كرة كانت في اتجاه المرمى من رأس حليش "المعصوب"، أما مجيد بوقرة فإن مشاهدته في الهجوم صار أمرا عاديا، وكان صاحب الهدف الأول في زامبيا الذي جعل الجزائر تضع قدما أولى في المونديال. ويبقى المدافع الرابع بلحاج هجوميا إلى درجة نسيان دوره الدفاعي، وقد سجل هدفا أمام رواندا وأضاع الكثير أيضا ويكفي القول إنه سجل هدفا في البطولة الإنجليزية أمام ليفربول في الوقت الذي لم يستطع لحد الآن زياني من تسجيل أي هدف في " البوندسليغا ".
رباعي الدفاع في الهجوم أضحى أمرا عاديا
وإجمالا، فإن الفرص التي يصنعها المنتخب الجزائري الحالي هي في غالبيتها من المدافعين، خاصة أن قوة الخضر صارت في الكرات الثابتة ولم تبق في الهجومات المرتدة السريعة، كما كان حاصلا في الثمانينيات من القرن الماضي... وصورة حصول المنتخب الوطني على مخالفة قريبة من المرمى وتولي المدافع بلحاج رفعها ناحية الإطار في وجود رؤوس كل الدفاع الجزائري، أي عنتر يحيى وحليش وبوقرة، ما يعني مشاركة كل الخط الخلفي بدون استثناء في لقطة هجومية، وهي ميزة وعلامة جزائرية خالصة لم نشاهدها في أي فريق كروي..
حليش وبوقرة سجلا أوروبيا .. . وزياني فشل
المنتخب السابق حيث لم يسجل قندوز مع الخضر في أكثر من عشر سنوات سوى هدف واحد أمام تونس عام 1977 في 5 جويلية، ولم يسجل فوزي منصوري ولا نورالدين قريشي أي هدف رغم السنوات التي تقمصوا فيها الزي الوطني، ولا حتى فضيل مغارية وبقيت "مهنة" التهديف بأقدام المهاجمين فقط، لأجل ذلك صارت التكريمات تطال المدافعين الجزائريين أكثر من المهاجمين، عكس ما نشاهده عالميا وهو أسلوب كرة جديد. وقد شارك أربعة جزائريين من الخضر هذا الموسم في مختلف الكؤوس الأوربية، فلم يتمكن زياني من التهديف في رابطة أبطال أوربا مع فولسبورغ، وسجل مغني هدفا وحيدا في رومانيا مع لازيو وهو رصيده من التهديف هذا العام في كل مشاركاته، بينما تمكن حليش من تسجيل هدف مع ماديرا ضد فيردير بريمن الألماني، كما سجل بوقرة في مرمى شتوتغارت وبالذات في مرمى "ليمان" الحارس الدولي السابق.