أكد المشاركون في اللقاء الذي نظمته المنظمة الوطنية للمجاهدين اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة احياء للذكرى ال52 لهجومات 25 أوت 1958 بفرنسا أن تلك العمليات التي نفذتها جبهة التحرير الوطني “كانت ضربة موجعة للاستعمار الفرنسي في عقر داره”.
وفي هذا الاطار اوضح الامين العام للمنظمة السيد سعيد عبادو أن الهجومات التي نفذتها جبهة التحرير الوطني تطبيقا لتعليمات لجنة التنسيق و التنفيذ في عدة مواقع اقتصادية و عسكرية في باريس كانت “قرارا حكيما جاء في الوقت المناسب حيث فكت الخناق على الثورة في الداخل” كما “كان لها تأثيرا كبيرا على الراي العام الفرنسي و العالمي”.
وأكد عبادو أن التفجيرات التي نفذها المجاهدون الجزائريون في فرنسا “جاءت في وقت مناسب حيث تزامنت مع وصول الجنرال ديغول للحكم و بداية تطبيق سياسته التي استهدفت القضاء على الثورة التحريرية” فكان نقل الثورة الى الاراضي الفرنسية –كما أضاف– “مبادرة فريدة من نوعها لم يشهد تاريخ الدول المستعمرة في العالم مثلها”.
و شدد المتحدث على ضرورة “اطلاع الرأي العام والشباب على الصعوبات التي كان يعاني منها الجزائريون المغتربون في فرنسا في فترة الاحتلال الفرنسي للبلاد من خلال نقل شهادات المجاهدين الذين ضحوا بانفسهم من اجل حرية الوطن رغم أنهم كانوا بعيدين عنه”.
من جانبه أكد المجاهد أحمد عراد الذي شارك في العمليات التي نفذت على الاراضي الفرنسية في محاضرة القاها بهذه المناسبة ان “الدولة الفرنسية و جنرالاتها لم يتوقعوا يوما ان ينفذ الجزائريون هجومات مسلحة في قلب فرنسا لانهم كانوا يعتبرونهم غير قادرين على تسيير أمورهم”.
و لدى تعرضه للخطة التي وضعها أعضاء جبهة التحرير الوطني في فرنسا لتنفيذ الهجومات ضد عدة مواقع استراتيجية أكد السيد عراد أنها “كانت خطة مدروسة بإحكام استغرقت سنة من التحضير” منوها في هذا السياق ب”التعاون الذي تلقوه من بعض الفرنسيين الذي أمدوا المجاهدين بمعلومات دقيقة عن بعض المواقع المستهدفة “.
و بعد أن قدم عرضا لجميع المواقع التي استهدفتها هجومات يوم 25 أوت 58 أشار السيد عراد الى أنها “حققت الاهداف المسطرة من أهمها اقناع الفرنسيين بان الثورة الجزائرية لا تستهدف الفرنسيين بحد ذاتهم وانما تستهدف الاستعمار”.
كما استطاعت هجومات 58 على التراب الفرنسي كما أضاف المتحدث “هز استقرار فرنسا من الداخل و دفعت الادارة الفرنسية الى احداث تغييرات داخلية في سلك الامن وتكليف العسكريين بحراسة المواقع الاستراتيجية بدل رجال الشرطة”.
ومن اهم النتائج التي حققتها الهجومات –كما أوضح– “فضح الاستعمار الفرنسي أمام الراي العام العالمي و ابلاغ صوت الثورة التحريرية من خلال منظمة الامم المتحدة”.
و اوضح السيد عراد ان جبهة التحرير الوطني نفذت 242 هجوما ضد 181 موقعا منذ انطلاق الهجومات في 25 أوت 58 وأدت الى قتل 82 شخصا و جرح 188 آخرا و تخريب 56 موقعا.