[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تشهد أسواق التمور إقبالا كبيرا في رمضان من كل عام فالتمر من المنتوجات التي يستهلكها المغاربة بكميات كبيرة، ولا تخلو مائدة الإفطار من مادة التمر التي تمنح الجسم مواد مفيدة، وتتباين كمية وجودة التمور من مائدة لأخرى حسب إمكانيات الأسرة وقدرتها على اقتناء أنواع جيدة. ويطلق التجار والموردون أسماء مشاهير عالم الفن والسياسة والكرة على أنواع التمور لتحفيز المستهلكين على شرائها.
يحتل التمر مكانة خاصة عند المغاربة حيث إنهم يستقبلون الضيوف بالتمر والحليب كنوع من الترحاب وإكرام الضيف وفي مراسم الزفاف يتبادل العرسان التمر والحليب في الكوشة تعبيرا على المودة والحب وأملا في بداية حياة سعيدة مثمرة حسب الموروث الشعبي. ورغم أن هذه التمور لا تحمل اسم السياسي أو الفنان على العلبة إلا أن التجار والموردين يتفقون على إطلاق اسم أحد المشاهير عليها ومنهم من يضع صورته إلى جانب سعر نوع معين من التمر بينما يكتفي آخرون بالمناداة على الزبائن لشراء “تمر أوباما” أو “تمر ليلى علوي”.
المشاهير
في كل موسم يطلق التجار العنان لخيالهم للبحث عن أكثر المشاهير إثارة للجدل من أجل إطلاق اسمه على أجود التمور وأغلاها، وقد اتفقوا في هذا الموسم على إطلاق أسماء هيفاء وهبي ونانسي عجرم وغادة عبد الرزاق وليلى علوي و”جدو” نجم المنتخب المصري، إضافة إلى الرئيس الأميركي أوباما الذي اطلقوا اسمه على تمر يميل لونه إلى البني الداكن.
ولم يكتف التجار بالمشاهير بل أطلقوا على نوع مميز من التمر اسم الأخطبوط بول لاستثمار شهرة ظاهرة الأخطبوط بول التي أثارت جدلا واسعا في المغرب كما في باقي بلدان العالم مؤخرا. ويقول إبراهيم بنشاوسي، صاحب محل بيع التمور والتوابل بسوق الدار البيضاء، إن إطلاق أسماء المشاهير على أنواع التمور تقليد دأب عليه تجار التمور كل موسم بدءا من شهر شعبان. ويضيف بنشاوسي، الذي يزيّن محله بمجموعة من أنواع التمور بطريقة جميلة لافتة أن “التمور المستوردة أكثر رواجًا من التمور المحلية خصوصًا المستوردة من الإمارات ومصر والعراق وتونس والجزائر وسوريا، بينما تأتي التمور المغربية في المرتبة الثانية، ومن أشهر التمور المحلية بوزكري والمجهول والبلوح والخلط والفقوس وبوستحمي”. ويشير إلى أن تمور أوباما والأخطبوط بول باهظة الثمن إلى جانب تمور ليلي علوي وغادة عبد الرزاق التي تعتبر الأكثر مبيعًا في المغرب، بينما تمور هيفاء ونانسي في متناول الجميع، لأن أسعار منخفضة وتبدأ بـ 3 دولارات أميركية للكيلوجرام الواحد، وتتميز بلونها المائل إلى البني المصفر إلى جانب حلاوة طعمها وجودتها في الوقت نفسه”.
معيقات الزراعة
ينتج المغرب تمورا ذات جودة عالية انطلاقا من واحات ورزازات وزاكورة وأكدز ومحاميد الغزلان والرشيدية. ويعد شجر النخيل الذي تتم زراعته على طول كل من وادي زيز ووادي درعة من أقدم أصناف الأشجار المثمرة بالمغرب، إذ تشكل زراعته التي ترمز للخصوبة والازدهار في المناطق الصحراوية والمتاخمة للصحراء، إحدى أهم الأنشطة الزراعية بهذه المناطق.
وزراعة نخيل التمر كانت تشغل قبل نحو قرن مساحة ضمت أكثر من 15 مليون شجرة، وجعلت المغرب حينها في المرتبة الثالثة عالميا في مجال إنتاج التمور، أما حاليا فإن أشجار النخيل لا تغطي سوى مساحة تبلغ 44 ألف هكتار فقط أي ما يعادل أربعة ملايين و430 ألفا من أشجار النخيل، بكثافة متوسطة تقدر بـ 100 شجرة في الهكتار، مما يضع المغرب في المرتبة الثامنة على المستوى العالمي حيث يساهم بحوالي 3 بالمائة من متوسط الإنتاج العالمي للتمور.
ويظهر التوزيع الجهوي لزراعة نخيل التمور تركزه على مستوى ثلاث مناطق رئيسية هي ورزازات (41 بالمائة) وتافيلالت (28 بالمائة) وطاطا (20 بالمائة)، غير أنه تجدر الإشارة إلى أن المناطق المؤهلة لزراعة النخيل تغطي مساحة إجمالية تبلغ 471 ألف كيلومتر مربع أي حوالي ثلثي الأراضي المغربية موزعة على 12 منطقة. عدا عن أن هناك عوامل تقف في وجه تطور مساحة زراعة نخيل التمور أهمها داء “البيوض” الذي تسبب في تدمير أكثر من ثلثي أشجار نخيل التمور وآثار فترات الجفاف الطويلة التي أدت إلى الجفاف الجزئي أو الكلي لأزيد من 500 ألف شجرة نخيل .إلى جانب ظاهرة زحف الرمال على واحات النخيل فإن اهتمام السكان بأنشطة أخرى مدرة لدخل أكبر حرم قطاع زراعة نخيل التمور من اليد العاملة الضرورية للقيام بالأشغال اللازمة للاعتناء بهذه الأشجار.
معرض مغربي للتمور
ينظم المغرب معرضا دوليا للتمور في أكتوبر من كل عام لتشجيع الأطراف المعنية بقطاع زراعة أشجار النخيل على البحث ونقل التكنولوجيا وتعبئة المؤهلات وتحسين ظروف الإنتاج والتسويق وتثمين المنتوج والنهوض بهذا النشاط الزراعي الذي لا تخفى أهميته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فواحات النخيل التي تستغل بصفة عامة في زراعات مختلطة تمكن من ضمان مورد عيش للعديد من الأسر التي يظل مصدر رزقها رهين باستغلال أشجار النخيل والزراعات المحيطة بها والمنتوجات الثانوية لهذه الأشجار في وسط تظل ثرواته محدودة.