[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال عدد من المراقبين السياسيين والمتخصصين بالشأن الإعلامي، إن قضية بناء مسجد ومركز إسلامي قرب موقع هجمات الحادي عشر من أيلول بنيويورك، والمواقف المتعارضة التي صدرت عن البيت الأبيض حول هذا الأمر أظهرت وجود ارتباك لا سابق له في واشنطن لم تعهده حتى إدارة الرئيس السابق، جورج بوش.
ولفت المراقبون إلى أن الرئيس باراك أوباما يفتقد اليوم قدراته البلاغية التي ميزت حملته الانتخابية، كما أن مواقفه من قضية المسجد أدت إلى تصدع علاقته بالكثير من أقطاب الحزب الديمقراطي الذي أبدوا قلقهم من تأثير القضية على شعبية الحزب، كما أنها أدت إلى تذمر علني لدى أقطاب الإدارة.
وكان أوباما قد أبدى الجمعة دعمه لبناء مركز إسلامي يضم مسجداً بالقرب من موقع أنقاض برجي مركز التجارة العالمي، الذي دمر في هجمات 11 أيلول عام 2001، مؤكداً خلال حفل إفطار أقامه في البيت الأبيض، الجمعة، أن للمسلمين الحق في ممارسة شعائرهم الدينية، شأنهم شأن أي شخص آخر في الولايات المتحدة.
ودافع عن بناء مسجد باسم "حرية المعتقد"، التي يكفلها الدستور الأمريكي، قائلاً: "وهذا يشمل حق بناء مكان للعبادة ومركز للجالية على ملكية خاصة في مانهاتن، وفقاً للمراسم والقوانين المحلية"، مؤكداً أن الالتزام بالحريات الدينية، دون استثناء، من السمات المميزة للولايات المتحدة.
وفي اليوم التالي، رد أوباما على سؤال لـCNN حول ما قاله، فأشار إلى أن الموقف الذي أدلى به خلال حفل إفطار لكبار القيادات الإسلامية في الولايات المتحدة يجب ألا يفهم على أنه "تعليق على مشروع بعينه."
ودعا أوباما بالمقابل إلى اعتبار أن ما قاله يصب في إطار "المبدأ العام العريض حول ضرورة أن تعامل الحكومة الجميع بمساواة، بصرف النظر عن ديانتهم."
فمن جانبه، قال ديفيد موري، نائب رئيس مجموعة "الدراسات المعمقة" للاستشارات، والتي لعبت دور المستشار الإعلامي لأوباما خلال حملته الانتخابية: "يبدو أن الخطر الحقيقي الذي نواجهه اليوم هو ظهور البيت الأبيض بمظهر المرتبك، وهذا أمر لا يجوز في مراكز القرار."
وتناول موري تصريحات أوباما حول قضية المسجد، وتأييده لإقامته في خطاب حفل الإفطار الذي أقامه للمسلمين الجمعة، ومن ثم القول إنه كان يتحدث بشكل عام، فأوضح، في حديث لـCNN: "كان من الأفضل اعتماد التصريحات البسيطة والارتقاء فوق هذه القضايا والاكتفاء بإدارة الحوار، وهذا هو المضمون الحقيقي للرئاسة."
وأضاف موري: "هناك مشكلة على ما يبدو في الطريقة التي يعتمدها البيت الأبيض لإرسال الرسائل.. لقد فقدت الإدارة قدرة السيطرة على الحوار، وبدأت تنزلق إلى الأماكن التي يرغب المتطرفون من اليسار واليمين رؤيتها تنزلق إليها."
وذكّر موري أن الكثير من المراقبين كانوا ينتقدون الرئيس السابق، جورج بوش، بسبب الأخطاء اللغوية وسقطات اللسان التي كان يدلي بها، ولكنهم يجمعون على أن هذا الخلل كان يقتصر على الشكل فحسب، لأن محتوى الخطاب كان متماسكاً لدرجة لم يضطر معها بوش للتراجع عن مواقفه في أي مناسبة طوال فترة حكمه.