أعلن، هذا الخميس، عن رحيل الأديب الجزائري الكبير “الطاهر وطار” (74 عاما) بعد مسيرة إبداعية حافلة، كان قلمه فيها مميّزا على الدوام.
وأكد مصدر مقرب من عائلة الراحل لـ”موقع الإذاعة الجزائرية”، أنّ أب الرواية الجزائرية توفي بمنزله العائلي بالعاصمة بعد صراع طويل مع المرض امتدّ لأشهر عديدة.
ورغم معاناته من المرض وملازمته الفراش في أحد المستشفيات الباريسية منذ أشهر عديدة، إلاّ أنّ “الطاهر وطار” ظلّ حاضرا في عمق المشهد الثقافي الجزائري من خلال إصراره على الإبداع الدائم، ما جعله ظاهرة متفردة في الثقافة الجزائرية، من خلال إبداعاته الغزيرة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، على غرار “الحوّات والقصر”، “اللاز”، “الحب والموت في الزمن الحراشي”، “عرس بغل”، “الزلزال”، “الشمعة والدهاليز” وغيرها.
واختتم المرحوم مسيرته الإبداعية الطويلة بروايته “قصيد في التذلل”، كما نال جائزة الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لـ2009، حيث أبان وطار عن قدرة تجريبية هائلة مزجت الأصالة بالواقع الاجتماعي، ناهيك عن جرأته في بناء الشخصيات والأحداث في معالجة قضايا محلية وبيئية بلغة متطورة تقارب في روحها العامة كلاسيكيات الرواية.
وُلد الفقيد سنة 1936 ببيئة ريفية في الشرق الجزائري، تابع تعليمه بمسقط رأسه، حيث التحق بمدرسة جمعية العلماء التي كان من ضمن تلاميذها النجباء، ونهل من الأدب والفقه وعلوم الشريعة، حيث اطلّع على جميع ما كتبه جبران خليل جبران، مخائيل نعيمة، طه حسين والرافعي، فضلا عن ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، تماما مثل إطلاعه على القصص والمسرحيات العربية والعالمية.
انتقل وطار سنة 1954 إلى تونس، أين درس في جامع الزيتونة، وبعد الاستقلال، اشتغل في ميدان الإعلام، وأسس صحفا ومجلات، قبل أن يتولى إدارة الإذاعة الجزائرية لفترة، ليؤسس جمعية الجاحظية مطلع التسعينيات التي كانت ولا تزال صرحا ثقافيا بامتياز.
ونال الراحل جوائز وتكريمات عديدة آخرها إحرازه جائزة الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لـ2009.
بهذه المناسبة الأليمة، يتقدم “موقع الإذاعة الجزائرية” بأحر التعازي إلى عائلة المرحوم، ويرجو من الله العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.