مقالة لـ عبدالله بن أحمد الحويل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فدائما مايردني هذا السؤال من العامة عند بدء رمضان واستفتاح الصيام وجواباً للسؤال:
أقول أن هناك أربعة وسائل تعين على تحقيق الإستفادة من الصيام وهي كالتالي:
أولا/المكوث في المساجد ومن أجل هذا كان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد، يقولون: نحفظ صيامنا.
وفوائد المكوث في المساجد كثيرة معلومة خاصة في هذا الموسم الفضيل ومن
أجل الفوائد حفظ الصيام من الجرح والتنغيص ،والتفرغ للعبادة والطاعة
بعيدا عن العلائق والخلائق
ثانيا/ الحذر من مكدرات الصيام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :
من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) رواه البخاري
واعلم يارعاك الله أن مما بليت به أمة الإسلام في هذه الأزمنة المتأخرة
مايسمى بالقنوات الفضائية أو الأطباق الهوائية وأقسم بالله_يمينا لا أحنث
فيه_أن من يتابع قنوات الفساد والمجون ويهدر وقته في ملاحقة المسلسلات
الهابطة من محطة لأخرى أنه لن يستفيد من رمضان البتة
وقد بلغني أن عدد المسلسلات العربية الجديدة التي ستعرض هذا العام على الشاشات قد نيف على المائة والله المستعان .
فاحرص ايها الأخ الكريم على صيانة صيامك وحفظ حسناتك
واعلم أيها الأخ الكريم أن من حفظ هذه الاربعة فقد أحرز دينه:
اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات
فتنبه لها جيداً
ثالثاً/اجتنب الفضول وأعني به هنا القدر الزائد عن الحاجة من المباحات فإن كثرة فضول المباحات
تقسي القلب وتبلد الذهن وتثقل البدن وكن على حذر شديد من فضول أربعة
أمور:
النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس، فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة
رابعاً/التخطيط والترتيب فالذي يعمل بدون تخطيط يكل والذي يجتهد بدون ترتيب يمل
فضع لنفسك وردا يوميا في التلاوة والصدقة وسائر الطاعات ففي القرآن مثلاً
يكون لك حزب يومي مقدراه على حسب همتك(لكن لا ينبغي أن يقل في الشهر
الفضيل عن ثلاثة أجزاء يوميا) وفي الصدقة مثلاً تلزم نفسك بميلغ ثابت
يوميا يناسب دخلك ولا يرهق جيبك وأذكر أحد الأفاضل عندما أقبل رمضان
أحضر من المصرف 150 ريالاً فئة خمسة ريالات ليتصدق كل يوم بخمسة فقط
فقلت له يافلان تصدق بها كلها دفعة واحدة فقال: لا .. بل أتعرض لنفحات
الله كل ليلة في هذا الشهر الفضيل.
هذا ماتيسر من الطرق والوسائل المعينة على استغلال رمضان والله أعلم .