وافقت لجنة المتابعة العربية الخميس بالقاهرة على إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، تاركة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تحديد موعد بدئها. وأبدت تحفظها حيال ما قد تفضي إليها مع وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية التي سارعت بدورها إلى إعلان استعدادها لبدئها، بينما حذرت فصائل فلسطينية من هذه المفاوضات.
أعلن رئيس الوزراء القطري رئيس اللجنة في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب ختام الاجتماع، أن لجنة مبادرة السلام العربية وافقت على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة ولكن وفقا لمتطلبات عربية تم تضمينها في رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما تتضمن شرحا واضحا للموقف العربي بشأن أسس بدء المفاوضات المباشرة وبعض الأسس والثوابت التي يجب توافرها في عملية السلام برمتها.
وأوضح أن هذا الخطاب يأتي أيضا ردا على خطاب من أوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي قام عباس بإطلاع اللجنة عليه لافتا إلى أن سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة مارجريت سكوبي قد تسلمت الرسالة بالفعل خلال زيارتها للجامعة العربية عقب ختام الاجتماع.
وقال ” إننا لم نتحدث متى وكيف تبدأ المفاوضات المباشرة.. لأن الجانب الفلسطيني معني بهذا الأمر ومعني بتحديد الظروف الملائمة لها”، موضحا أن اللجنة دعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن تكون رسالته التي بعث بها إلى الرئيس الفلسطيني هي مرجعية المفاوضات.
وعدد رئيس لجنة مبادرة السلام الأسباب التي دعت الجانب العربي للذهاب إلى المفاوضات المباشرة والتي منها الوضع العربي الحالي والوضع المحيط بالمنطقة العربية مشيرا إلى أنه رغم تأكد الجانب العربي من عدم جدية حكومة نتنياهو في المفاوضات إلا أن الجانب العربي وجه رسالة للعالم تقول إنهم مع السلام وإن هناك متطلبات لعملية السلام.
وبين أنه أرفق بالرسالة اقتراحا بالرؤية العربية للمفاوضات النهائية وضرورة تحديد جدول زمني والقضايا التي سيتم بحثها في المفاوضات النهائية .. كما أنها تضمنت تأييدا وتقديرا للدور والنية الأمريكية رغم عدم وجود نتائج تذكر من المفاوضات غير المباشرة.
وكشف الوزير القطري أن الرسالة العربية للرئيس أوباما هي اقتراح قطري وهي لا تعني نعم أو لا بل تعبر عن الموقف العربي من متطلبات السلام والتأكيد على أننا نريد مفاوضات جادة ونهائية.
وقال الشيخ حمد بن جاسم، إن الموافقة العربية على الذهاب للمفاوضات أخرجت رئيس وزراء إسرائيل من المأزق الذي كان فيه بعد حادث الاعتداء على قافلة الحرية لهذا فإن الجانب العربي يريد ضغطا أمريكيا ودوليا حقيقيا على إسرائيل لإنجاح المفاوضات المباشرة حول قضايا الوضع النهائي، مؤكدا أن الرسالة العربية بمثابة خطوة عربية مسؤولة تقول لأمريكا نحن جاهزون للمفاوضات المباشرة.
من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء قطر أن المتطلبات العربية الواردة في الرسالة إلى الرئيس أوباما هي ” وقف الاستيطان ووقف تهويد القدس وأن تكون المفاوضات المباشرة نهائية وحول قضايا الوضع النهائي بالإضافة إلى إنهاء حصار غزة ووجود سقف زمني لهذه المفاوضات والحصول على ضمانات أمريكية وتأكيدات إسرائيلية بشأن ما ورد في خطاب ضمانات الرئيس أوباما للرئيس عباس”.
وشدد موسى على أن الرسالة العربية للرئيس أوباما كان عليها توافق من الوفود ولم يكن هناك تحفظات عليها مشيرا إلى أنه من المنتظر حدوث تطورات أخرى خلال الأسابيع المقبلة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وردا على سؤال يتعلق باستمرار الرهان العربي على الدور الأمريكي رغم عدم إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة قال موسى ” نحن نتحدث عن وضع فيه ضمانات أمريكية مكتوبة وإذا حدثت استفزازات من قبل إسرائيل في الأراضي العربية المحتلة فسيكون هناك موقف عربي آخر”.
وبرّر موسى موافقة العرب على الذهاب للمفاوضات المباشرة بقوله ” إسرائيل تتعمد إضاعة الوقت والاستيلاء على المزيد من الأراضي ولهذا حاول رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو من خلال دعوته للمفاوضات المباشرة وضع الكرة في الملعب العربي لكن الجانب العربي ومن خلال موافقته على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة أعاد الكرة ثانية إلى وسط الملعب”.
نتنياهو يرحب بموافقة الجامعة العربية على المفاوضات المباشرة
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ترحيبه بموافقة الجامعة العربية “من حيث المبدأ” على إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية “ردا على قرار الجامعة العربية قال بنيامين نتانياهو إنه مستعد ليبدأ اعتبارا من الأيام القليلة المقبلة مفاوضات مباشرة وصريحة مع السلطة الفلسطينية” برئاسة محمود عباس.
وأكد نتنياهو في البيان أن “من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين في مستقبل قريب بفضل المفاوضات المباشرة”.