الأندية الفرنسية طلبتهم بعد أن أصبحوا موندياليين
البطولة الفرنسية خاوية من النجوم ومقبرة جديدة في انتظارهم
تبدو التحويلات الصيفية لنجوم الكرة الجزائريين فرنسية اللون والطعم والرائحة في الأيام الأخيرة .. فرغم أن المنتخب الجزائري لعب تصفيات كأس العالم ونهائيات أمم إفريقيا والمونديال بلاعبين ينشطون في البطولات الأوربية القوية والمختلفة وهذا لأول مرة في تاريخه، حيث شارك لاعبون ينشطون في اليونان والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا واسكتلندا وإنجلترا وألمانيا.. ولولا الاستعانة بفؤاد قادير في آخر المطاف لاختفى إسم فرنسا نهائيا.. بعد هذه الوثبة الكروية العملاقة إنقلبت الأمور راسا على عقب، وقد نعود إلى منتخب ينشط لاعبوه بالكامل في البطولة الفرنسية التي فقدت بريقها، وهي مرشحة لمزيد من التدحرج بعد الوجه الشاحب الذي ظهر به المنتخب الفرنسي في المونديال الإفريقي، وهو ما جعل فترة التحويلات الصيفية في فرنسا بيضاء فعلا، حيث خلت ولأول مرة من النجوم الكبار ولم تقدم فرانس فوتبول وليكيب أي من الأسماء الكبرى العالمية المونديالية انضم إلى الأندية الفرنسية الكبيرة مثل باريس سان جيرمان أو مارسيليا أو ليون مع استثناءات قليلة لم تصنع الحدث الكروي في فرنسا.. وهو ما جعل الأندية الفرنسية لا همّ لها الآن سوى المحافظة على لاعبيها في ظل غياب التدعيمات القوية كما فعل نادي ليون الفرنسي الذي حافظ على لاعبيه ومنهما السطايفي الأصل إسحاق بلفوضيل والجيجلي الأصل أنيس طافر.. أما الظاهرة الجديدة فهي "حنين" نجوم الخضر للانضمام إلى الأندية الفرنسية بعد أن قال الكثير منهم إنهم عانوا من العنصرية في فرنسا وأقسموا أن لا يعودوا للعب، حيث عرفوا الشهرة وبعض الاستقرار في الأندية الأوربية ومنهم مطمور وبوڤرة وغزال ومغني .. وتفاجأ عشاق الكرة من بقاء لاعب بحجم بودبوز في نادي سوشو المتواضع رغم ما يمتلكه من إمكانيات تخول له الانتقال إلى إسبانيا وإيطاليا.. كما أن فؤاد قادير الذي لعب في كل المباريات المونديالية كان منتظرا أن يخطف مكانا خارج فرنسا أو على الأقل مع الأندية الفرنسية الأشهر التي لها مكانة في البطولتين الأوربيتين، عاد إلى ناديه فالونسيان الذي سيستثمر في الخبرة الإضافية التي نالها قادير من ثلاث مباريات مونديالية قوية لا يحلم كل لاعبي النادي المتواضع فالونسيان بلعبها.. كما بقي المونديالي الذي لم يلعب كارل مجاني مع ناديه المتواضع أيضا أجاكسيو الفرنسي.. و مع عودة عامر بوعزة من إنجلترا التي قال في عدة خرجات إعلامية أنه لن يتركها بعد أن شرب المرّ في فرنسا مع الصاعد الجديد المتواضع أيضا آرل أفينيون يدور الحديث عن احتمال عودة حسان يبدة ورفيق حليش وخاصة كريم زياني وكريم مطمور وعنتر يحيى إلى البطولة الفرنسية مع أندية لا تمثل قمة الكرة الفرنسية، مثل سوشو وسانتيتيان.. وعكس ما توقعه عشاق الخضر في الجزائر وفي الخارج فإن المونديال لم يمنح اللاعبين أي فرص جديدة، بل إن ما حدث لنذير بلحاج الذي نزل من قمة الكرة الانجليزية إلى الدوري القطري دليل على أن اللاعبين الجزائريين لم ينفعهم المونديال مع استثناءات قليلة جدا . الخلاصة أن الموسم الكروي الماضي مكّن الجزائريين من التمتع بلاعبيهم في بطولات أوربية، حيث شارك زياني مع فورفسبورغ في مقارعة مانشستر المرعب في رابطة أبطال أوربا وبوڤرة في مقارعة شتوتغارت الألماني في رابطة أبطال أوروبا، إضافة إلى مشاركة حليش ومغني مع ناديهما في أوروبا ليغ مع مشاركة آيك أثينا في ذات المنافسة من دون رفيق جبور .. والأمور مختلفة تماما هذا الموسم برغم المونديال .