رحب المجتمع الدولي بإعلان محكمة العدل الدولية في لاهاي الخميس شرعية استقلال كوسوفو داعيا صربيا إلى التعاطي مع هذا القرار و قبوله لما فيه مصلحة الطرفين.
في حين قال الرئيس الصربي بوريس تاديتش اليوم الجمعة أن بلاده تعارض استقلال إقليم كوسوفو من جانب واحد.
وأشار راديو (سوا) الأمريكى اليوم إلى أن تصريحات تاديتش جاءت بعد يوم واحد من قرار محكمة العدل الدولية غير الملزم بأن إعلان إقليم كوسوفو الاستقلال عام 2008 لا يخالف القانون الدولي.
وفي أعقاب إصدار المحكمة الدولية الحكم الاستشاري بشأن قانونية إعلان استقلال إقليم كوسوفو من جانب واحد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الصرب والكسوفيين إلى الدخول في حوار “بناء” مؤكدا أنه “سيحيل فتوى المحكمة إلى الجمعية العامة التي ستحدد كيفية المضي قدما بشأن هذه المسألة”.
وقالت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون، في بيان، إن قرار المحكمة بعدم اعتبار قرار استقلال كوسوفو عن صربيا لا يمثل خرقا للقانون الدولي هو “محل دراسة من قبل الاتحاد الأوروبي وأن التركيز يجب أن يتم بعد الآن حول المستقبل وحول إرساء علاقات متوازنة وتحفز التقارب الأوروبي مع كل من صربيا والاتحاد”.
إلى ذلك، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كل الدول بما فيها صربيا إلى الاعتراف بكوسوفو بعدما اعتبرت محكمة العدل الدولية أن إعلان استقلالها لم ينتهك القانون الدولي.
وقالت كلينتون في بيان “ندعو كل الدول إلى أن تتجاوز قضية وضع كوسوفو وأن تلتزم في شكل بناء دعم السلام والاستقرار في البلقان وندعو كل الدول التي لم تقم بذلك حتى الآن إلى الاعتراف بكوسوفو”
ورحب بدوره المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي بهذا القرار وأكد دعم بلاده له مبينا أنه “حان الوقت لأوروبا للتوحد من أجل مستقبل مشترك”.
ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قرار المحكمة “خطوة مهمة في إنهاء الجدل القضائي بشأن هذه المسألة مما يتيح لكافة الأطراف الآن التركيز على القضايا الأخرى العالقة في هذا الشأن”.
ودعا كوشنير كوسوفو وصربيا إلى إيجاد طريق الحوار السياسي من أجل تجاوز المشكلات التي لا تزال عالقة بينهما بصورة عملية لما فيه صالح الجميع وصالح الجالية الصربية في كوسوفو- ولما له من أهمية من أجل استقرار المنطقة لاسيما أن البلدين يتطلعان إلى عضوية الاتحاد الأوروبي ”الأمر الذي يقتضي بأن تكون بينهما علاقات طبيعية ليعملا معا لصالح الاتحاد الأوروبي”.
و في أول رد فعل صربي بشان قرار المحكمة الدولية أعلن وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش آن صربيا “لن تعترف أبد” باستقلال الإقليم الذي أعلن من جانب واحد.
وقال الوزير الذي يوجد حاليا في لاهاي “بعدما اعتبرت محكمة العدل الدولية آن اعلان استقلال كوسوفو لم ينتهك القانون الدولي “لن نعترف أبدا بإعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد”.
وأكدت الوزارة الخارجية الروسية آن “موقفنا من عدم الاعتراف باستقلال كوسوفو لم يتغير” مضيفا “نعتبر آن تسوية مشكلة كوسوفو ممكنة فقط عبر مواصلة التفاوض بين الطرفين المعنيين”.
وكانت محكمة العدل الدولية في لاهاي قد قضت في وقت سابق اليوم بان إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا يعد قانونيا.
وأعلن رئيس المحكمة هيساشي اوادا أن المحكمة “خلصت إلى أن إعلان الاستقلال في 17 فيفري 2008 لم ينتهك القانون الدولي العام”.
و يشار إلى أن كوسوفو وهى مقاطعة صربية ذاتية الحكم قد أعلنت استقلالها عن صربيا في فيفري عام 2008 ومازالت تخضع لإدارة الأمم المتحدة واعترفت معظم الدول الغربية باستقلالها بينما أحجمت عن ذلك صربيا وروسيا.
و يذكر آن 69 دولة قد اعترفت باستقلال كوسوفو وفي طليعتها الولايات المتحدة و22 دولة من دول الاتحاد الأوروبي فيما ترفض روسيا حليفة بلغراد هذا الإنفصال.