انطلقت سهرة الخميس بغابة الأقواس برياض الفتح الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي لموسيقى الديوان بحضور جمهور غفير جاء للاستمتاع بمختلف إيقاعات هذا الطابع الموسيقي.
وستكون هذه التظاهرة الثقافية، التي تتزامن مع العطلة الصيفية، فرصة للجمهور لاكتشاف ثراء وعمق موسيقى الديوان التي تعد نقطة تقاطع للحضارات مع الموسيقى التي تستهوي جزء معتبر من المجتمع الجزائري في مزيج من الموسيقى التقليدية والعصرية .
وكانت الفنانة المالية “أومو سانغاري” نجمة السهرة الأولى للمهرجان حيث استمتع الجمهور بأغانيها ورقص على أنغام فرقتها ، كما تجاوب الجمهور بالتصفيق مع الكلمات المعبرة التي رددتها سانغاري بخصوص الأخوة والصداقة التي تجمع ما بين الشعوب الإفريقية.
وعلى وقع عبارات” وان توثري فيفا لالجيري” عبرت الفنانة عن إعجابها الكبير بالجزائر التي تعتبر بالنسبة لشعوب إفريقيا والعالم ككل مدرسة في الكفاح والنضال .
وقد سبق للفنانة “أومو سانجاري ” و أن تحصلت على جائزة اليونسكو للموسيقى لعام 2001 من طرف المجلس الدولي للموسيقى لمساهمتها في إثراء وتطوير الموسيقى وقضية السلام والتفاهم بين الشعوب والتعاون الدولي ، ومعروف عنها ارتباطها الشديد بالهوية الثقافية حيث بقيت وفية وتحت تصرف نداء وطنها “في التقاليد لابد أن يكون التوازن صحيحا يجب بأي ثمن الحفاظ على الإيجابيات وتجاهل الباقي .
وكان لفرقة الفنانة أومو سانجاري بصمتها في الحفل أيضا من خلال التناغم والانسجام في الأداء وتنوع الآلات الموسيقية والرقصات الإفريقية التي تفاعل معها الجمهور.
وأشار أحد أعضاء الفرقة إلى مشاركاتهم الكثيرة في المهرجانات العالمية وإلى ثراء وتنوع الموسيقى في المالي الأمر الذي جعلها تشتهر على نطاق واسع .
وكان لفرقة “أولاد حوسة ” حضورها المميز في السهرة الأولى من المهرجان حيث أبدع أعضاء الفرقة التي تحصلت على المرتبة الأولى في المهرجان الوطني لديوان بشار في أداء بعض الأغاني المستلهمة من التراث الجزائري و بالتحديد من الموسيقى القناوية هذا النوع الغنائي المستورد من إفريقيا إلى المغرب من جانب السلالات الحاكمة في المغرب العربي
وسيشهد المهرجان طيلة أيامه مشاركة العديد من الفرق الموسيقية التي قدمت من مالي و بوركينا فاسو و الهند و السينغال بالإضافة إلى مشاركة الفنانين الجزائريين حيث سيجمع المهرجان بين الأصالة و الإبداع من خلال المزج مختلف الآلات التقيلدية و الحديثة إلى جانب الحفلات الموسيقية.
ويتضمن برنامج التظاهرة ندوات و لقاءات و معارض للصور و عرض أفلام حول موسيقى الديوان حيث سيتم تنظيم أربع محاضرات متبوعة بالنقاش من ضمنها محاضرة حول الموسيقى والشفوية الإفريقية وأثرها في العالم للباحثة ناريمان سعدوني ، ودراسة يقدمها الباحث عبد الحليم أراو حول بعض الطقوس التي يحتفل بها القناوة .
كما سيتم عرض خمسة أفلام بقاعة ابن زيدون على غرار فيلم وثائقي حول الاهتمام الدولي بموسيقى القناوة للمخرج إيليان أزولي وفيلم حول عازف القيتارالشهير المالي علي فرك توري بالإضافة إلى ست سهرات فنيةو حدد سعر تذكرة حضور الحفلات الموسيقية ب200 دج و الأمر الذي سيمكن جمهور واسع من المهتمين بموسيقى الديوان من الاستمتاع بالبرنامج المسطر في هذه التظاهرة ، وقد رصد موقع الإذاعة الجزائرية بعض الانطباعات
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان المنظم من طرف محافظة المهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان يستمر إلى غاية 20 جويلية عبر حفلات بكل من مسرح الهواء الطلق و غابة الأقواس برياض الفتح