حضر إلى مقر الجريدة من أجل مشاركة مبادرة "الشروق" الهادفة لتكريم نجباء البكالوريا، فكانت الفرصة مواتية للتحدث معه، وفتح ملفات كثيرة تخص آخر أخباره وجهته المستقبلية، في ظل الغموض السائد بشأنها. هو الذي كان في عطلة بأحد الشواطئ اليونانية، كما فتحنا معه في جلسة شيقة ملف المونديال الأخير والمشاركة الجزائرية، سفيرنا ونجم المنتخب الوطني، كريم مطمور، كان صريحا إلى أبعد الحدود، مؤكدا لنا رغبته في مغادرة بوريسيا موشنغلادباخ، كونه يرغب في خوض مغامرة جديدة في مشواره الاحترافي، كما يجدد اعترافه بالايجابيات الكثيرة التي قد يجنيها المنتخب الوطني من وراء قرار الاحتفاظ برابح سعدان، لأنه أدرى الناس بالمنتخب، ولولاه كما أضاف، لما كان لدينا اليوم منتخب وطني شارك في المونديال ورفع رأس الجزائريين .
مصير سعدان ليس بأيدي اللاعبين
قال لنا كريم مطمور إنه كلاعب ليس من حقه أو حق أي عنصر آخر في المنتخب الوطني أن يحدد مصير الناخب الوطني رابح سعدان، بل ذاك من صلاحيات الفاف والهيئات المخولة قانونا التحدث والفصل في هذه النقطة، لكنه بالمقابل لمح أنه من دعاة الاستقرار والتفكير في المصلحة العليا للمنتخب والبلاد، وليس التغيير من أجل التغيير، مؤكدا أن الناخب الوطني لا يتحمل مسؤولية الإقصاء في الدور الأول ولا اللاعبين، لأن الخضر في المونديال كانوا بحاجة إلى تجربة مقبولة وثقة بالنفس، أو حتى قبل سعدان لم يكن لدينا منتخب وطني.
أريد خوض مغامرة جديدة .. والمدرب أولى أولوياتي
ومن خلال حديثه معنا، كشف مطمور أنه فعلا يريد مغادرة نادي بوريسيا موشنغلادباخ الألماني، نحو مغامرة جديدة في مشواره، لا تهم المحطة ـ كما أضاف ـ المهم أنه يريد اكتشاف بطولة جديدة سواء الفرنسيةأو الإيطالية أو الإسبانية، والمساعي قائمة لحد الساعة ـ على حد قوله مع مناجيره الخاص ـ والذي سيبلغه في الساعات القليلة المقبلة عن المحطة المقبلة .
وأشارابن مدينة تيارت أن أولى أولوياته لما يريد الالتحاق بأي فريق يتمثل في المدرب: "لأنني أفضل المدرب الذي يمنحني الرغبة في اللعب، والذي يسمح لي بتطوير قدراتي ومؤهلاتي الفنية والبدنية، إضافة إلى المدرب الذي يحسن العامل مع اللاعبين" غير أن اللاعب لمح إلى إمكانية البقاء في ناديه الألماني، الذي كما قال " يرفض الحديث عن فكرة تسريحه بسبب عدم تعاقده مع لاعبين كبار " .
كأس العالم لم تعد تعترف لا بالصغير ولا بالكبير
قيم مطمور المونديال الأخير بقوله، إن هذه المنافسة لم تعد تعترف لا بالكبير ولا بالصغير، والمنتخبات الكبيرة لم تقدم ما كان منتظرا منها، مقابل ذلك، تراجعت إلى درجة لا يمكن تصورها، تاركة الواجهة لمنتخبات أخرى برزت، على غرار منتخب الأوروغواي، وحتى غانا التي رفعت التحدي رغم أن العارفين رشحوها لرفع التحدي و الذهاب نحو أبعد محطة ممكنة .
وما قيل عن المنتخبات ينطبق بالضرورة على اللاعبين، حيث لم يبرز لا رونالدو ولا ميسي ولادروغبا وإيتو، في حين شاهد العالم فورلان وفيا وشنايدر وغيرهم .
قال إنه يحترم خيار بلحاج :
" البطولات الخليجية ليست مقبرة اللاعبين "
رفض كريم مطمور التعليق على خيار زميله نذير بلحاج بالإمضاء لنادي السد القطري، كونه لا يعرف تفاصيل و خلفيات هذا الاختيار، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التحدث على ذلك، مشيرا أن البطولة القطرية والبطولات الخليجية ليست مقبرة اللاعبين مثلما يتصور البعض، وخيار بلحاج مهما كان يجب احترامه .
اعترف لاعب الخضر أن التناقض الوحيد الذي وقع في هذه الصفقة يكمن في تحدث مختلف وسائل الإعلام منذ مدة عن إمكانية التحاق بلحاج ببرشلونة أو ريال مدريد، فكيف إذن يستقر رأيه بالذهاب نحو البطولة القطرية
بوزيان اختار الجزائر عن قناعة وقادر اللعب حتى في أوروبا
امتدح كريم مطمور كثيرا قريبه بوزيان، الذي سيمضي لشباب بلوزداد في الأيام القليلة المقبلة، مشيرا أن هذا اللاعب خاض تقريبا نفس المغامرة بتقمصه ألوان ستراسبوغ الفرنسي، ثم فريبورغ الألماني، ومجيئه إلى الجزائر ـ حسب اللاعب ـ لا يعني أنه عاجز على اللعب لأي ناد في أوروبا، بدليل تلقيه عروضا من عديد الأندية الألمانية والفرنسية من الدرجتين الثانية و الثالثة، لكن بما أنه لاحظ أنه قادر على البروز في البطولة الجزائرية، فضل الالتحاق بالجزائر من أجل تقديم وكشف مهاراته العالية.
كان هدفا شخصيا وجماعيا
لاعبو المنتخب الوطني ضحية عدم التأهل إلى الدور الثاني
اعترف كريم مطمور بأن عدم تأهل المنتخب الوطني إلى الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا 2010 أضر بالمنتخب الوطني طالما كان سيفيد كثيرا اللاعبين الجزائريين، ويفتح أمامهم الأبواب من أجل الظفر بعقود جيدة مع أكبر الأندية في أوروبا. كما كشف لاعب نادي مانشغلادباخ الألماني، بأن التأهل إلى الدور الثمن النهائي من المونديال الإفريقي كان بمثابة رهان حقيقي بالنسبة له ولرفقائه في الفريق الوطني لبقية مشوارهم الاحترافي، لكن للأسف الشديد لم يتحقق ذلك. الأمر الذي أخلط حسابات العديد من العناصر الوطنية، و هو ما يفسر حسب مطمور الوضعية الصعبة التي يجتازها بعض اللاعبين في المنتخب الوطني في الفترة الحالية وذلك لتحديد وجهتهم المستقبلية . وكذا عزوف الأندية على طلبهم .
وعن أسباب ما يعيشه اللاعبون الجزائريون، اعتبر ضيف الفورورم، بأن المنافسة في أوروبا أصبحت صعبة وشرسة بين اللاعبين، من أجل إمضاء عقود محترمة، ولا يستثنى من هذه المنافسة، قال مطمور اللاعبون الجزائريون المعرّضون أيضا لقانون السوق واجتياز فترات صعبة في مشوارهم كلاعبين محترفين .
و في ذات السياق، قال كريم مطمور إن التأهل إلى الدور الثاني من المونديال رهان شخصي كان كل لاعب في الفريق الوطني يسعى ويتمنى تحقيقه للتألق وإظهار إمكانياته، وفي نفس الوقت كان رهانا جماعيا بالنسبة للتشكيلة الوطنية التي كانت تريد رفع التحدي. وبالرغم من ذلك، أكد مطمور أنه يتوجب علينا أن نكون واقعيين ونعترف بقدراتنا ونضع أقدامنا على الأرض. مضيفا بأن التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا أولا، ثم بعدها التأهل إلى المونديال يعتبر في حد ذاته إنجازا كبيرا لم يكن الكثير من الجزائريين يؤمن بإمكانية تحقيقه قبل أشهر قليلة فقط.
بالنظر لأخطاء الحكام في المونديال
مطمور : " حان الوقت لإدخال التكنولوجيا لكرة القدم "
جاء رأي كريم مطمور معاكسا للكثير من اللاعبين فيما يخص الجدل الكبير الدائر في الوسط الكروي العالمي حول مسألة استعمال الفيديو من عدمه في ملاعب كرة القدم، وكذا إدخال التكنولوجيا وذلك لمساعدة الحكام والحد من ظاهرة الأخطاء التحكيمية التي أصبحت تتكرر في معظم مباريات كرة القدم. وقال مطمور إنه لا يرى أي مانع في استعمال الفيديو في مباريات كرة القدم: "لقد عرفت كرة القدم تطورا كبيرا، وأظن أنه لا مانع في مواكبة هذا التطور من خلال استعمال الفيديو أو التكنولوجيا التي قد تكون مفيدة لتحسين أداء الحكام"، أكد كريم مطمور. معتبرا أن منتخبات كبيرة كثيرة كانت ضحية أخطاء بعض الحكام، في عدم احتساب أهداف حقيقية أو منح أهداف خيالية. و قال مطمور إن التأسف فيما بعد من طرف الحكام لا يجدي نفعا أمام حجم الخسائر التي يتكبدها الفريق المنهزم بسبب خطأ تحكيمي بسيط، والذي يتجاوز ملايير الدولارات، مثلما هو الشأن لمنتخب يقصى في الدور الربع النهائي في المونديال أو النصف النهائي والذي يساوي الملايير .
متحصل على البكالوريا وشهادة في " المناجمنت "
رسالة مطمور إلى الشباب الجزائري
دعا كريم مطمور الشباب الجزائري إلى ضرورة التسلح بالعلم، وعدم التفريط في الدراسة. وقال مطمور على هامش حضوره حفل تكريم المتفوقات في شهادة البكالوريا بدرجة جيد جدا، والذي نظمته "الشروق"، أن ممارسته لكرة القدم التي أصبحت بعد ذلك مهنته، لم تمنعه من الدراسة، حيث كشف لنا أنه تحصل أيضا على شهادة البكالوريا، كما يملك شهادة عليا في " المناجمنت " والإتصال " .
من جهة ثانية، هنأ مطمور المتفوقات العشر الناجحات في شهادة البكالوريا، وبتقدير جيد جدا، وأبدى إعجابه الشديد بذلك، موجها دعوته للشباب من هواة كرة القدم بعدم التفريط في الدراسة .
أكد صعوبة التحكم فيها
" تعودت على " جابولاني " في البطولة الألمانية "
كشف كريم مطمور أنه لم يواجه أي صعوبة تذكر للتعامل مع الكرة الرسمية للمونديال "جابولاني" التي استعملت لأول مرة في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 . موضحا أنه تعود اللعب بها مع فريقه بايرن مانشغلادباخ في البطولة الألمانية منذ ستة أشهر. من جهة ثانية، أكد مطمور بعض الخصائص التي تميز هذه الكرة التي كان الكثير من اللاعبين اشتكى من صعوبة التحكم بها. و قال المهاجم الجزائري، إنها تغير الإتجاه عند تصويبها في آخر لحظة مما يشكل صعوبة على اللاعبين وعلى حراس المرمى على السواء.