أطفال أكبر من سنهم
وهذه الحالة موجودة لدى الفتيات أكثر من الأولاد ,غالبا نجدها لدى البنات ,وقد نجدها في أطفال عمرهم 11 سنة ويجلسون مع كبار في العمر(المسنين)وهذه لها أسباب :
1-ضبط الأهل والقيم الاجتماعية :قد يتصرف الولد أو الفتاة أي تصرف ومن خطأ الأم أنها تقوم بتقييم أعمالها وفهمها للحياة بأن الولد يفهم نفس فهمها فهي تركز على أن الطفل صار كبير وأن تصرفه عيب أو أنها تركز على أن ابنها أكبر من أخوه وأنه لا يجب أن يتصرف كالصغار فهو كبير وأخوه صغير لكن إذا نظرنا لحقيقة الأمر الطفل طفل ولو كان هناك من أكبر منه أو أصغر منه ,لذلك هي تنظر من هذا الجانب وهي في هذه الحالة تدفعه لأن يكبر لكن بشكل مصطنع .
2-إذا كان للطفل مشاعر سلبية وحاول إظهارها غالبا بعض الأمهات تقول له عيب (الشاب) يبكي أو تقول إنت صرت كبير عيب تبكي وهذا الطفل يكون عمره 7 أو 10 سنين وهذا خطأ كبير فالذي سبب له هذه المشاعر السلبية هي أكيد شيء أذى مشاعره الداخلية فمن الطبيعي أن يعبر عليها بالبكاء.
3-كثرة الدلال للطفل :بأن تحاول الأم أن تبعد طفلها عن كل حزن وأنها تحاول دائما تقول له لاتزعل وأنه مهما حدث فلا يجب أن يتفاعل مع الحزن وكلمة (لا تبكي), من الخطأ أن تزرعي في نفس الطفل اللامبالاة بأحزان الآخرين بمعنى (المهم إنت وليس مهم الآخرين )مثال:فتاة عندما توفت والدتها لم تبك,ولما مات أحد أقاربها لم تبك أيضا مع أنها تحبهم جدا (كان السبب هو الدلال المفرط من والدتها وكانت تقول لها أنت رقم واحد والباقي غير مهم فلا داعي للتأثر والحزن والبكاء فكانت النتيجة القسوة في المشاعر.
4-هناك حالة عكسية وهي أن تجعلي من الطفل أصغر من عمره ,مثال(أم قامت باستئصال الرحم مبكرا فشعرت بفقدانها للأمومة مبكرا فأصبحت تتعامل مع ابنتها وكأنها أصغر من عمرها في الإكثار من الاهتمام بها والدلال فصارت هذه الطفلة تتصرف تصرفات أصغر من عمرها وتراجعت في المدرسة بسبب ذلك والزوج أصبح يلاحظ أن الأمر أصبح غير طبيعي )فهذه حالة أصبح لا بد لها من علاج للطفلة ولوالدتها.
5- اتركي الطفل يلعب ويتصرف على حريته ,فكل طفل يلعب على حسب عمره فهو يعيش حياته الطفولية بشكل طبيعي.
6-من الخطأ أن تتكلم الأم كل كلامها أمام الطفل(قد تتكلم مع صديقاتها أمامه أو على الهاتف بأشياء لا يجب أن يسمعه الطفل)فيصبح لدى الطفل حب الثرثرةويصبح يعيش عمر أكبر من عمره ويصبح يحب التدخل في حديث الكبار.
7-يجب أن يكون الدور الأساسي في تعليم الطفل هو الأم وليس التلفاز فهناك الكثير من سوء الثقافة والسلوك الخاطيء الظاهر من خلال المسلسلات والأفلام فالطفل يحب التقليد لذلك واجب الأم بنقل المعلومات الصحيحة للطفل وإظهار الخطأ .
8-إذا كان الطفل يحب التكلم كثيرا يجب أن ننبهه بأنه لايجب أن يشارك الكبار في الحديث وإنما مكانه مع أصدقائه وأن يلعب معهم .
هناك عوامل نفسية تؤدي لهذه المشكلة :
1-تقليد الكبار.
2- لفت نظر الأهل لأنه مهمل من لدى الأهل.
3-الغيرة من ولد صغير (أخوه).
4-التمييز بين الأولاد بإنقاص قدر ولد على ولد.(ويكون ذلك بتوجيه الصغير لخدمة الأكبر وتمييزه عن أخوته وهذا يؤدي لتمرد الصغير على الأهل.
5-مسؤوليات الطفل قد تكون إيجابية أو سلبية جميل أن نحمل الطفل بعض المسؤوليات لكن بدون ما نكبره عن عمره يعني كلمة (أنت رجل البيت)هي تعلمه على المسؤولية لكنها في نفس الوقت تعلم على فرض السيطرة على أخوته بل وقد يتمادى بالسيطرة على أمه أيضا.حملي الطفل مسؤولياته على حسب قدرته وعلى حسب عمره.
6-الصراعات الأسرية لها مسببات تجعل الولد أكبر من عمره فكثرة النزاعات تجعل الأولاد يتحملون مسؤولية في محاولاتهم في الإصلاح بين الوالدين ,حينما يكون لهم دور في الإصلاح فالأولاد لن يكون لهم ثقة برأي الأهل(الأب والأم) لأنهم يحلون مشاكلهم حينها يشعر الولد أنه يعيش عم أكبر من عمره فلا يتقبل أي نصح من الأهل .
السلبيات التي تتراكم على أثر هذه الحالة :
1- حرمان الطفل من طفولته ومن حياته الطبيعية فكل إنسان له انطباع في ذاكرته عن طفولته فالطفولة تترك أثر لدى صاحبها.
2- تشجيع الآباء على هذا النمو المصطنع يعزز الفجوات في شخصية أبنائهم عندما يعيش الطفل في شطحات هذا العمر ويتقمص هذا الدور فإنه سوف ينقصه خبرات عملية وحياتية فهو سوف يتصرف بنقص الخبرات وهذا يؤثر جدا على سلوكه مع الآخرين .
3- حرمان الأبناء من التجارب المتعددة التي مروا بها :من الطبيعي أن الولد حينما يمر بمشكلة أن يقوم الوالدان بمساعدته على تجاوز هذه المشكلة وذلك بأن ينبه الوالد أو الأم من خطورة الأمر فتجربة الأهل إما أن تجعل الولد يخوض التجربة أو يقومون بمنعه وذلك من خلال تجاربهم فمن الأفضل أن نترك الولد أن يمارس تجارب في حياته إلا إذا كان الخوض فيها مضر به.
العلاج
1-إذا تصرف الطفل كالكبار مقلدا لوالده مثلا (تجاهلي الأمر )في بداية الأمر ولا تعلقي عليه بضحكة وأنك فرحانة بتصرفه.أما إذا تكرر الأمر فهذا أمر غير طبيعي ويكون السبب من الأسباب التي ذكرناها سابقا.
2-هناك فرق بين الثقافة والمعرفة وبين الضابط الاجتماعي لا تتركي الطفل يتكلم مع الأكبر منه بإسلوب غير جيد ثم يقوم الكبار بالضحك على هذا التصرف لأن ذلك يفتح الباب للطفل في التمادي والتجاوزلبعض السلوكيات.
3-خطأ أن يقال للطفل (إن شاء الله تكبر وتصير مثل أبوك)مثلا ,نحن لا نريد مزج الشخصيات فتذوب شخصية الطفل في التقليد فيصبح يقلد الأب في كل صغيرة وكبيرة,نحن لا نريد تكرار الشخصية فكل إنسان له شخصية,يجب أن توضح الأم إيجابيات صفات الأب فتقول له بين الحين والآخر عن صفة جيدة تحب أن تكون في طفلها فتقول إن شاء الله تصبح متسامح مثل البابا –ويحب أمه-كريم-نشيط –يساعد الناس_وهكذا يصبح الطفل يتنبه للصفات ويبتعد عن الاندماج بشخصية الأب وبتصرفاته .
4-يجب أن نركز للطفل على أهمية العلم ولا نضغط عليه بأنه يجب أن يكون الأول في صفه أو أن تقوم الأم بتوبيخه إذا نقصه علامة أو علامتين على الاختبار أو مقارنته بأصدقائه فهذا يعلمه إما الأنانية أو تجعله يشعر بالإحباط.
5-تقديم المثل الأعلى من الوالدين (لأن الولد يقلد الأهل فلما يؤدي الأهل دورهم بطريقة صحيحة وبصورة صحيحة لا يحتاج الطفل أن يكون أكبر من عمره ويعيش حياة طبيعية.
6- الاستهزاء:علمي طفلك دون تأنيب أو استهزاء أو توبيخ لأن ذلك كله يؤثر في نفسيته فالطفل يخاف من الاستهزاء خصوصا في عمر صغير ربما يلفظ كلمة بشكل مضحك لصعوبتها فيجب على الأم أن لا تضحك لأن الطفل يتحسس جدا إذا شعر بأن الذين من حوله يستهزؤون ويضحكون عليه فهو لن يفهم لصغر سنه حاولي أن تفهميه أن كلمته هذه حلوة وأنك فرحانة بكلمة جديدة تعلمها ولو قالها خطأ علميه كيف ينطقها بشكل صحيح .
7-البتعاد عن الإجبار(لا نجبر الطفل على عمل شيء أقل من قدرته فيشعر بأنه أصغر من عمره ولا نجبره على القيام بأمر أكبر من عمره)
8-استغلال طاقات الطفل يجب أن يفرغ الطفل طاقته في اللعب جميل أن يكون في البيت غرفة للألعاب وللعب فقط.
9- اختيار ألعاب التي تعينه على الصبر والإبداع (كالبزل والتركيبات)لأنها تعلمه على التركيز والإبداع في تغيير أماكن التركيبات,من المهم جدا أن تكوني بجانب طفلك وأن تشاركيهم في تركيب هذه اللعبة في بداية الأمر لأن هناك بعض الأطفال يجدها أنها أكبر من عمرهم ويملوا منها فلا تفسحي المجال لأن يقول لأ ما فيني أركبها أو ألعب بهذه اللعبة لا تتركيه ياعب فيها لوحده من أول مرة يجب أن تكوني معه وتساعديه .أما ألعاب البنات (ألعاب الخرز أو فيها تزيين أو رسم)
10-عدم مناقشة مشاكل الآخرين على مسمع الطفل فما يسمعه منك سيطبقه على الآخرين .
11-التأكد من سلامة جسمه وخلوه من الأمراض (عالتخلف العقلي أو غيره من الأمراض التي تجعله يتصرف دون سنه).
12-لا تستعملي الصراخ أو الوعيد أو اللوم إذا تصرف الطفل سلوك خاطيء .تصرفي بهدوء مع إيضاح الخطأ.