ميزت مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ 32 ، الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الخميس بمدينة تيمقاد بولاية باتنة أجواء بهيجة بتنظيمه ولأول مرة خارج الركح الروماني في مسرح جديد يتسع لأكثر من 5000 مقعد أنجز بمقربة من الموقع الأثري.
وعاد نجوم السهرة التي كانت جزائرية مائة بالمائة بأسماع الحضور إلى زمن الفن الجميل وفنانين أبدعوا في عطائهم الفني فاستحقوا عن جدارة هذه الالتفاتة الطيبة التي ستبقى وساما يكلل التظاهرة، لاسيما وأن التكريم شمل صليحة الصغيرة وعثمان بالي والحاج محمد العنقا وصباح الصغيرة والهاشمي قروابي وعبد الكريم دالي والشيخ الحسناوي وفضيلة الدزيرية وعبد الحميد عبابسة ومحمد راشدي وعيسى الجرموني وحسن العنابي ونادية تيسير وأحمد وهبي، وكذا وراد بومدين وكاتشو وعلي معاشي.
وصفق الجمهور طويلا للأغاني المقدمة بإتقان وباحترام كبير لأصحابها حيث حملت في طياتها اعترافا جميلا لجيل كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الموسيقى والأغنية الجزائريتين كما لم ينس عشاق الفن الأصيل الذين تربطهم علاقة حميمية مع ليالي تمقاد الملاح فقيد الأغنية الأوراسية كاتشو الذي حظيت عائلته بتكريم خاص من والي باتنة عبد القادر بوعزقي ومدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي.
أما وزيرة الثقافة خليدة تومي وفي كلمتها لمنظمي وضيوف مهرجان تيمقاد التي ألقاها ممثلها الأمين العام لوزارة الثقافة رابح حمدي فاعتبرت مسرح الهواء الطلق الجديد بتمقاد صرحا ومكسبا لمنطقة الأوراس، وأكدت على أن المهرجان الذي يحل هذه السنة بحلة جديدة ومسرح جديد وأسماء جديدة من جل أرجاء العالم للمشاركة في المهرجان الذي يقدم كل عام على مسرحه أعمالا جزائرية وعربية ودولية يتيح فرصة بناء علاقات ثقافية وفنية وإنسانية بين ثقافات متعددة ستساهم دون شك في تحقيق أهداف المهرجان لبناء جسور التواصل الثقافي بين الجزائر والعالم وقالت وزيرة الثقافة في رسالتها للتمقاديين: إنني اليوم سعيدة مثلي مثل كل جزائرية وجزائري ونحن نضع اليد في اليد في مسيرة البناء والتشييد للحفاظ على تراثنا الثقافي القيم وهاهو الموقع الأثري لتيمقاد اليوم والذي لا يبعد عن أنظارنا إلا بأمتار معدودات يبتسم لنا ابتسامة المضيف الطيب الذي عاش في كنفه هذا المحفل الدولي الكبير على مدار 31 سنة حافظت فيها الجزائر على إشراقتها الجميلة من خلال أحد أهم وأعرق المنابر الفنية عبر العالم من هنا من تيمقاد.
وأبدى الجمهور لاسيما الشباب تجاوبا كبيرا مع الوصلات الغنائية المقدمة على الركح الجديد خلال هذه السهرة التي افتتحتها كورال الإذاعة الوطنية بكوكتيل غنائي عالمي من القارات الخمس ليكون مسك ختامها أغنية المرحومة بقار حدة الشهيرة(لهوا وذرار) لتليها بعدها مباشرة فرقة الرفاعة للرحابة من بلدية نقاوس التي أطربت الحاضرين بمجموعة من الأغاني التراثية على وقع القصبة والبندير.
فكانت الليلة الأولى من مهرجان تمقاد العريق في طبعته الجديدة مهربة بحق من الزمن الجميل كما عبرت عنه الكثير من العائلات التي كثيرا ما عاودها الحنين إلى أغاني عيسى الجرموني والحاج محمد العنقا وفضيلة ادزيرية وأحمد وهبي وأغاني كاتشو الغائب.
ويحمل العرس الأوراسي الدولي الذي سيستمر إلى غاية 17 جويلية لجمهوره الكثير حيث يتضمن برنامجه أسماء لامعة في سماء الأغنية العربية خاصة وفي مقدمتها الفنانة ماجدة الرومي من لبنان والفنان جورج وسوف من سوريا والفنان لطفي بوشناق من تونس إلى جانب الفنانة الدوادية من المغرب وقوخان تاب من تركيا والشاب الجيلالي من ليبيا وفرق وفنانين من مناطق أخرى من العالم بالإضافة إلى أسماء جزائرية لها مكانتها الخاصة في الساحة الفنية الوطنية ومن بينهم الفنان لونيس آيت منقلات وحورية عايشي.