اهتزت ليلة أمس خشبة المسرح الروماني تيمقاد على وقع نغمات فرقتي “أسير” عانقت و”تريس كوراناس” من أمريكا اللاتينية في الليلة السادسة من مهرجان تيمقاد الدولي في أجواء حميمية أضفت على السهرة حرارة مميزة لاسيما وأن الكوكتيل الذي قدم على ركح المسرح الجديد كان يغلب عليه الطابع التحرري.
ورغم الإعاقة اللغوية التي وجدها الجمهور لتتبع كلمات الأغاني والبعد الجغرافي الذي يفصل الفرقتين عن الجزائر، فان “أسير” التي جاءت من كوبا و”تريس كوراناس” القادمة من كولومبيا استطاعتا أن “تذيب الجليد” الذي كان يفصلها في البداية عن الحضور وتهز المدرجات وتجعل من الجمهور الحاضر في السهرة يتفاعل معهما بعد ذلك بطريقة عفوية ويردد وراء مغنييهما بعضا من المقاطع الموسيقية ويصفق لها مطولا بين الحين والآخر .
وأبدعت فرقة “أسير”التي تحمل معنى الصداقة على الركح في ما قدمته لجمهور تاموقادي لاسيما من حيث الموسيقى التي كانت مزيج من موسيقى هذا البلد التقليدية وأنواع أخرى من الموسيقى العصرية وفي مقدمتها الجاز و الصولو والفلامنكو .
وفي تصريح صحفي، أكد مغني الفرقة بأن أغانيهم تتحدث عن الحب وما يحدث في المدن الكوبية من خلال الاعتماد على الموسيقى الشعبية مع إضافة لمسة خاصة من الموسيقى الحديثة، لكن بتوظيف الآلات الموسيقية التقليدية الكوبية.
وأضاف:”ما يجمعنا مع الجزائر التي لها مكانة خاصة في قلوب الكوبيين هو الموسيقى ووقوفنا على ركح تيمقاد هو بالفعل تحدي موسيقي”.
أما فرقة “تريس كوراناس” فأمتعت بحق الجمهور بموسيقاها التي هي عبارة عن مزيج من الموسيقى الشعبية الكولومبية و الراب و الهيب هوب وجعلت الحضور وخاصة الشباب منهم يرقصون على الانغام المقدمة ويرددون بعضا من المقاطع وراء مغنيي الفرقة الذين قدموا أغاني من آخر ألبوم أنتجوه ويحمل عنوان “الموسيقى هي سلاحي”.
واستطاعت هذه الفرقة، التي تعتمد على ثنائي كولومبي في الغناء أحدهما تربى في الولايات المتحدة و الثاني في فرنسا، أن تصنع المفاجأة لما قدمت أغنية كثنائي مع الفنان الجزائري سليم الشاوي صفق لها الجمهور مطولا لتجسد ميدانيا هدف المهرجان في التواصل الثقافي والحضاري من خلال الموسيقى والغناء على ركح تيمقاد .
وصرح مغنيا “تريس كوراناس،خلال ندوة صحفية، ” “نحن نعتمد على الموسيقى كلغة عالمية لنقل أفكارنا وتقديم موسيقى وأغاني هادفة تحرك الأجساد وأيضا الأفكار إننا نحمل رسالة سامية ونسعى من خلال موسيقانا التي تعتمد كثيرا على الموسيقى التقليدية الكولومبية المنبعثة من التراث لإيصالها للآخر”.
وأضافا ” أن موسيقانا هي سلاحنا الوحيد للدفاع عن أنفسنا وللقول موسيقانا ملتزمة وهي بحق متنفس للكولومبيين الذين كما تعلمون يعيشون مشاكل عديدة”.
وقد استطاعت بحق الفرقتين اللتين جاءتا من أمريكا اللاتينية وتغنيان لأول مرة في مهرجان تيمقاد الدولي أن تتواصلا روحيا مع الجمهور وتتفاعلا من خلال الموسيقى مع الحاضرين.
للإشارة استمرت السهرة السادسة من عمر التظاهرة في طبعتها ال 32 بأغاني جزائرية شبابية بحتة قدمها على التوالي كل من سمير الشاوي والشاب رضوان اللذان متعا الجمهور بأجمل أغانيهما.
لكن أجواء السهرة التي كانت ناجحة بشهادة نجوم الليلة السادسة من تامقودي والجمهور الذي كان حاضرا بقوة تعكرت بعد أن نقلت محافظة مهرجان تيمقاد الدولي للجمهور اعتذار الفنان الجزائري الكبير لونيس آيت منقلات الذي سيغيب عن ركح المسرح الجديد سهرة 16 جويلية الجاري لظرف عائلي طارئ.
وأضافت بأن الفرقة الفنية تاقراولة التي تغني الأمازيغية ستعوض الفنان لونيس أيت منقلات الذي يعد أحد أعمدة الأغنية الجزائرية والذي كان الجمهور والعائلات الباتنية ينتظرونه بشغف .