قصفت دبابات وطائرات وزوارق إسرائيلية اليوم الجمعة، مناطق متفرقة وسط قطاع غزة من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وذكر سكان محليون أن دبابات إسرائيلية متمركزة داخل الشريط الحدودي شرق القطاع أطلقت صباح اليوم عدة قذائف مدفعية تجاه منطقة جحر الديك شرق غزة دون أن يبلغ عن إصابات.
وأضاف المصدر أن القصف جاء بعد أطلقت طائرة إسرائيلية في وقت سابق فجر اليوم صاروخا واحدا على الأقل تجاه مجموعة من المواطنين الفلسطينيين شرق مخيم البريج وسط القطاع والمجاور جنوبا لمنطقة جحر الديك دون وقوع إصابات أيضا.
وأكد مصدر أمني في غزة إن الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف سقطت في منطقة مفتوحة قرب منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة.
يأتي هذا في الوقت الذي لا تزال إسرائيل تفرضها حصارها على القطاع وتمنع دخول الكثير من الحاجات الإنسانية والأدوية ومواد البناء إلا ما تقوم به مؤخرا من إدخال مواد غذائية ومشروبات فقط.
وأكد عدنان أبو حسنة الناطق الرسمي باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” في غزة، أن السلطات الإسرائيلية تقوم بإدخال بعض المواد الغذائية والمشروبات فقط، نافيا ان تكون قد أدخلت أي شاحنات ومواد بناء إلى قطاع غزة.
وأكد أبو حسنة في اتصال هاتفي أمس مع إذاعة “صوت الأقصى” ان الحديث عن إدخال شاحنات محملة بمواد البناء مجرد كلام إعلامي فقط ولم يترجم على أرض الواقع”، معربا عن أمله في أن تترجم إسرائيل وعودها إلى تطبيقات عملية وإدخال مواد البناء اللازمة لبناء الوحدات السكنية في مدينة “خان يونس” التي أقرها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، موضحا أن “ما يتم إدخاله حتى اللحظة ينحصر في مواد غذائية ومشروبات فقط”.
وكان رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة جمال الخضري قد أكد أن “أي حديث عن إمكانية دخول مواد البناء للمشروعات الدولية سيبقى محدود السقف والتأثير وذلك بسبب قدرة وكفاءة المعابر التي يسمح بدخول البضائع عبرها مما ستضطر المؤسسات الدولية إلى تقليص مشروعاتها”.
إلى ذلك، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية اليوم الجمعة أن الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل من دون مبادئ واضحة تحدد هدف هذه المفاوضات “يعني تكرار تجربة الماضي وهي التفاوض والتفاوض من دون نتائج”.
وصرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة في بيان صحفي “إنه يجب أن يكون واضحا أن الفلسطينيين يريدون الدخول في مفاوضات مباشرة هدفها قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 مع مبادلة مساحات من الأرض”.
وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات أعلن مجددا أن مفتاح المفاوضات المباشرة في يد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ” ففي اللحظة التي يعلن فيها وقف الاستيطان ويقبل استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر عام 2008 فإن المفاوضات ستبدأ”.
ذكرى صدور قرار محكمة العدل الدولية بشأن الجدار العازل
وعلى صعيد آخر، دعا رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته وفق القانون الدولي واحترام التزاماته كما هو منصوص عليه بقرار محكمة العدل الدولية والذي أكد على أن “مشروع الاستيطان بشكل عام والجدار الفاصل بشكل خاص يهدمان حياة الشعب الفلسطيني والآمال لحل الدولتين”.
وقال عريقات في بيان له الخميس بمناسبة الذكرى السادسة لـ “رأي محكمة العدل الدولية حول عدم شرعية الجدار الفاصل” الذي أقدمت إسرائيل على بنائه في الأراضي الفلسطينية قبل ستة أعوام، أن وجود الجدار ما هو إلا واحد من أبشع مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان كونه يفصل المزارع عن أرضه ويمنع الأطفال من الوصول إلى مدارسهم ويقطع أوصال العائلات بعضها عن بعض”.
وأضاف عريقات أن هذا الجدار تسلط على الأراضي تحت غطاء الأمن ويهدف بتوسع المستعمرات-غير القانونية-المقامة في الضفة الغربية والقدس مشيرا إلى أن الجدار جزء من نظام مصمم على الاتجاه نحو الفصل العنصري.
ودعا الدول الملتزمة بالقانون الدولي ضرورة الالتزام بواجباتها وذلك بالتحقق من عدم مشاركة أفرادها أو مؤسساتها في المساهمة في دعم مشروع الاستيطان الإسرائيلي. إذ يشكل ذلك أدنى المتطلبات اللازمة لتهيئة الظروف الملائمة والمواتية لتحقيق حل الدولتين.
وحلت اليوم الذكرى السادسة لصدور قرار محكمة العدل الدولية بشأن الجدار العازل الذي تشييده إسرائيل في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية و الذي قالت المحكمة أنه “غير شرعي وينتهك عدد من الالتزامات” ورأت ضرورة هدم الجدار فورا وان تعوض إسرائيل عن أي ضرر سببه هذا الجدار.
وقد بنت إسرائيل منذ صدور قرار محكمة لاهاي”غير الملزم” حوالي 200 كيلومتر ليصبح إجمالي امتداد الجدار حتى الآن 413 كلم أو 60 % من طريق الجدار المخطط الذي سيمتد 709 كلم.
وتأتي الذكرى في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عملية البناء استكمالا لسياستها المبرمجة للسيطرة كليا على الأراضي الفلسطينية من خلال ضمها لمساحات شاسعة من الأراضي.