أكد مونديال جنوب افريقيا أن المدرب الوطني رابح سعدان كان محقا عندما رفض تغيير أو تدعيم طاقمه الفني قبل المشاركة في كأس العالم رغم الضغوطات التي مورست عليه من طرف جهات كانت تسعى لانتداب مساعدين أجانب.
وأكد العديد من النقاد ان المنتخب الوطني الذي كان يعد الأفقر بين الأطقم الفنية المشاركة في المونديال من حيث التركيبة البشرية التي لم تتعد الثلاثة أشخاص تمكن من الوقوف الند للند أمام أكبر الأطقم الفنية التي واجهت المنتخب الوطني.
ثلاثة مساعدين تفوقوا على كتيبة كابيلو
ولا يمكن الحديث عن الطاقم الفني لرابح سعدان دون التطرق إلى المواجهة الجميلة التي لعبها زملاء حسن يبدا أمام المنتخب الانجليزي والتي أكدت علو كعب الثلاثي المساعد لرابح سعدان .
ففي مواجهة انجلترا أكد زهير جلول، لمين كبير وبلحاجي أنهم درسوا المنافس والدليل التمركز الجيد للخضر فوق أرضية الميدان وعدم السماح لزملاء روني بالاستحواذ على المساحات .
وكشفت مصادرنا أن الثلاثي المساعد لرابح سعدان درس بكيفية دقيقة أداء المنتخب الانجليزي الذي يحظى بمتابعة كتيبة من المساعدين يفوق عددهم العشرة إضافة إلى 20 تقنيا يعملون في مختلف أندية البروميير ليغ.
الكوتشينغ كان جيدا أمام انجلترا
ورغم الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها مساعد رابح سعدان الأول زهير جلول، إلا أن المتتبع لمواجهة الخضر أمام انجلترا يدرك بأن الأخير كان موفقا في خرجته، حيث أوكل له رابح سعدان مهمة الكوتشينغ وتسيير التشكيلة الوطنية خلال التسعين دقيقة، حيث لم يكلف رابح سعدان نفسه عناء الوقوف من مكانه .
ووفق جلول الذي رضع الكثير من الخبرة من رابح سعدان الذي يعمل معه منذ أكثر من ثلاث سوات، أن يقف الند للند أمام كابيلو وهو الكلام الذي أكده رابح سعدان الذي قال بالحرف الواحد "لا تسألوني عن لقاء انجلترا، لأن جلول هو الذي أداره".
وحتى بالعودة إلى المباراتين السابقتين فيمكن التأكيد بأن دور المساعدين كان موفقا بالنظر إلى الوجه الذي قدمه الخضر والدراسة الجيدة للمنافس .
اللاعبون لم يعانوا من الناحية البدنية
وإضافة إلى الكوتشينغ الموفق لمساعدي سعدان الذي فضل في مونديال جنوب افريقيا أن يمنح مقاليد التشكيلة لمساعديه، فإن النقطة الإيجابية الثانية التي ستحسب لمساعدي رابح سعدان هو التحضير البدني الممتاز للاعبي الخضر الذين لم يتأثروا بالريتم السريع الذي فرضه منتخبا انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية .
وأظهر لاعبو المنتخب الوطني إمكانات كبيرة من الناحية البدنية جعلتهم يقفون الند للند أمام المنتخب الانجليزي، في حين أن التأثر بالارتفاع اثر على بعض العناصر في المواجهة الأخيرة أمام الولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر عادي باعتبار أن العمل المنجز في أعالي كرانس مونتانا ذهب أدراج الرياح بعد أن اختارت الفاف مدينة سان لمير لمعسكرها .
ويشهد لاعبو المنتخب الوطني على العمل البدني الكبير الذي قام به المساعد الثاني لرابح سعدان لمين كبير الذي عرف كيف ينسق مع المحضر الفرنسي بروشي الذي لم ينتقل إلى جنوب افريقيا واكتفى بتحضير العناصر الوطنية في معسكري كرانس مونتانا ونورمبارغ.
بلحاجي كشف موهبة مبولحي
وإن كان جلول وكبير وفقا إلى حد بعيد في مهامهما فإن مدرب الحراس حسن بلحاجي تمكن من اهدء الجزائر حارسا من طينة الكبار قد يسيطر على عرينه لسنوات عديدة .
وتمكن بلحاجي الذي يتواجد مع المنتخب الوطني منذ عديد السنين من انجاز عمل كبير مكن الخضر من الاستفادة من ثلاثة حراس مستواهم متقارب جدا، فكان بالإمكان أن يدرج شاوشي أو قواوي كأساسيين وهو الأمر الذي لم يكن موجودا في الخضر من قبل.
فبلحاجي أهدى الجزائر أحسن حارس في الدور الأول بعد أن قرر أن يبقي شاوشي حارسا ثانيا بعد الخطأ الذي ارتكبه أمام سلوفينيا .
بقاء سعدان يعني بقاء مساعديه
وكشف مصدر مقرب من المدرب الوطني انه وإن قرر البقاء كمدرب فإنه سيبقي مساعديه جلول، لمين كبير، بلحاجي وهو ما سيؤكده لرئيس الفاف محمد روراوة فور عودته من جنوب افريقيا .
ويكون رابح سعدان قد اجتمع بمساعديه عشية أمس ليقرر مصيره ومصير الثلاثي الذي رافقه في مهمته منذ أكثر من سنتين .