عبر الناخب الوطني عن انزعاجه الشديد من الأخبار الأخيرة بالإضافة إلى شعوره بالإرهاق نتيجة ضغط العمل أثناء زيارته للشروق موضحا: "منذ سنتين وأنا اشتغل بانتظام نتيجة الضغط، وكذلك التصفيات المزدوجة، لم استفد من عطلة مذاك، أريد أن استفيد من قسط من الراحة".
واعتبر المدرب الوطني أن المواعيد القادمة أصعب بكثير بعد أن وصل المنتخب لكاس إفريقيا والعالم، مضيفا بأنه شعوره بالإرهاق جعله يفكر في الغياب عن كأس إفريقيا.
وقال سعدان للشروق "لو كان الأمر بيدي لتكلمت مع رئيس الاتحادية ليعفيني من نهائيات كأس إفريقيا، أشعر بالإرهاق".
وأضاف "أن تخرج من تصفيات مزدوجة لكأس إفريقيا والعالم وتجد نفسك بعد شهر فقط على موعد مع دورة هامة مثل كأس إفريقيا فهذا أمر متعب ومن غير المعقول أن نسير بنفس الجهد والطاقة"، داعيا إلى تغيير موعد نهائيات كأس إفريقيا كي لا تتزامن مع موعد كأس العالم.
لحسن انسان خلوق وخجول
قال المدرب الوطني أن متوسط ميدان سانتندير الإسباني مهدي لحسن، لاعب خلوق وإنسان خجول تعرف عليه من خلال حديثه إليه أثناء محاولة إقناعه بحمل الألوان الوطنية.
ودعا المدرب الوطني إلى احترام شخصية اللاعب الذي يحظى باحترام وأدب كبيرين، داعيا الأطراف التي تسيء إليه بالكف عنه لما يتميز به من خلق عالي.
وقال سعدان في حديثه للشروق: "لحسن لاعب خلوق لقد تحدثت إليه واكتشفت فيه الخلق الطيب أثناء زيارتي له بسانتندير، فرجاء أن تكفوا عن محاولة تشويه صورته".
تأثر كثيرا بالحملة التي تعرض لها
وأكد سعدان أثناء زيارته للشروق أن لحسن كان عرضة للكثير من المشاكل والحملات المسعورة لتشويه صورته عبر وسائل الإعلام ظلما وجورا، مؤكدا بأنه يمتاز بدماثة الخلق ولم يصدر منه أي تصريح من ذي قبل بأنه لن يتقمص الألوان الوطنية.
وقال سعدان: "اطلع لحسن على كافة تفاصيل المنتخب من خلال وسائل الإعلام، ولم يهضم الطريقة التي تم من خلالها معالجة القضية حينما اتهم زورا بأنه يرفض المنتخب في الوهلة الأولى، وخاصة الحملة التي تعرض لها في الآونة الأخيرة".
كل الأمور سويت بشأنه ورغبته شديدة في اللعب للخضر
ونفى سعدان أن تكون مصاعب إدارية أو أخرى غير المذكورة سلفا هي التي أجلت التحاق لحسن بالمنتخب الوطني، مشيرا إلى أن الأمور الإدارية سويت كاملة، نتيجة رغبة شديدة من اللاعب للمشاركة في كأس إفريقيا.
وتابع "لحسن أبدى تجاوبا كبيرا باللعب للمنتخب الوطني، ولم يبدي أية تحفظات عكس ما قيل في هذا الشأن، لكن تبقى أمورا أخرى حالت دون استدعائه للمعسكر المقبل".
تعرض لضغوطات شديدة أثناء عطلته بفرنسا
وواصل المدرب الوطني حديثه عن اللاعب في ضيافة الشروق قائلا بأن لحسن كان عرضة للكثير من الضغوطات حينما كان يقضي عطلته الصيفية بمسقط رأسه بفرنسا من طرف أقاربه وأفراد الجالية الجزائرية الذين لم يهضموا تردده في قبول دعوة المنتخب الوطني.
وأوضح شيخ المدربين "لقد شعر بحرج كبير وهو يتحدث لأفراد الجالية الجزائرية بفرنسا حينما كان يقضي عطلته هناك، لحسن خجول جدا وقد أثر فيه ذلك كثيرا".
الأبواب مفتوحة للأفضل للعب "الخضر"
وعن حالة التشرذم التي ظهرت في الآونة الأخيرة وإمكانية تعرض لحسن لمؤامرة، قال المدرب الوطني أن الأبواب تبقى مفتوحة لكل لاعب جزائري يملك إمكانات كبيرة ويستحق تقمص الألوان الوطنية، موضحا بالقول "المنتخب الوطني سيضم أفضل العناصر وطنيا ودوليا وكل من يرغب في اللعب للمنتخب فأوجه له الدعوة مستقبلا".
ورفض سعدان وصاية أي طرف عليه، مؤكدا بأنه المسؤول الأول عن العارضة الفنية وهو من يختار اللاعبين وفق قواعد محددة.
"الكل أصبح مدربا وعلى كل واحد أن يعرف حدوده"
وتفاجأ سعدان من الحملة التي تعرض لها شخصه في الآونة الأخيرة التي اعتبرها مدروسة من خلال التصريحات المكثفة لعدد من قدماء اللاعبين والخبراء على حد قوله، موضحا "أين كان هؤلاء قبل سنتين، كان الأجدر بهم ان يتحدثوا أنذاك وليس الانقضاض على مكاسب وتضحيات الآخرين".
ورد المدرب الأوراسي بلهجة حادة: "أين كان هؤلاء.. الكل أصبح مدربا في الآونة الأخيرة، لذا استغل المناسبة لأوجه تحذيرا بأن يلتزموا حدودهم".
أنا هادئ الطباع وليس ذلك ضعف مني
وقال سعدان بأنه هادئ الطباع إزاء الكثير من الأمور، لكن لا يجب أن يفسر ذلك بأنه ضعف، مستشهدا بما وقع في مباراة القاهرة حينما تلقى المنتخب الجزائري الهدف الأول، وانتقد حينها سعدان بأنه لم يحرك ساكنا.
وقال سعدان "لا يمكن تفسير ذلك كضعفا مني، فالقوانين واضحة ولا تسمح سوى لشخص واحد من الطاقم الفني بتقديم تعليماته، وكان مساعدي جلول مكاني، لكن ما اقوله انه ليس من عادتي التهريج، لأني أعي ما اقوم به".
وأضاف "في تصفيات 85 وحينما كنا منهزمين بهدف دون مقابل بتونس، كان الكل ينتقدني، لأني لم أتحرك من مقاعد الاحتياط، على الرغم من ان تعليماتي كانت واضحة قبل ثلاثة أسابيع من المباراة وحضرت للموضوع جيدا، والجميع يتذكر أننا فزنا يومها بأربعة أهداف كاملة".
منتخبنا في طور البناء ومن يريد التتويج بكأس افريقا والعالم فهو مجنون
ونفى سعدان ان تكون له نظرة تشاؤمية بخصوص المنتخب، لكنه يتحدث عن ذلك بصورة واقعية ووفق معطيات مدروسة، موضحا بالقول: "نحن منتخب في طور البناء على الرغم من وصولنا للمونديال وكأس افريقيا، لابد لنا من عمل كبير وذلك من اجل بناء منتخب قوي يكون حاضرا بشكل مستمر في المنافسات الدولية وليس من اجل الظهور فجأة في المحافل الدولية"، مؤكدا بأن دورة انغولا ستكون دورة تحضيرية للمونديال من خلال استغلال الفرصة لخلق التجانس.