في وقت قرر عدد من المحامين تأجيل قضايا موكليهم وجد القضاة والعديد من المحامين بمجلس قضاء قالمة، أنفسهم في حيرة كبيرة، بعد برمجة اللقاء الأول للمنتخب الوطني الجزائري ضد نظيره السلوفيني، لحساب الدور الأول من نهائيات كأس العالم، يوم غد الأحد ابتداء من الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا بتوقيت الجزائر،
حيث من المقرر أن يكون نشاط المحاكم والغرف التابعة للمجلس القضائي بقالمة غدا الأحد جد ساخن ومليء بالعمل، بعد أن تمت برمجة انطلاق الدورة الجنائية يوم الغد الأحد بالنظر في القضية الأولى والتي تتعلق بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار. وهذا النوع من القضايا غالبا ما يتطلب وقتا طويلا في السماع للمتهم وكذا تصريحات الشهود ومرافعات الطرف المدني والنيابة، وبعده دفاع المتهم، ناهيك عن الوقت الذي تستغرقه مداولة هيئة المحكمة والتي لا تقل في أحسن الظروف عن الساعة من الزمن، وهو ما قد يفوٌت على القضاة وهيئة الدفاع وحتى الشهود، فرصة متابعة مباراة المنتخب الوطني على البث المباشر. كما سيكون عدد من المتقاضين في الغرفة الجزائية ومحاميهم أيضا بأجسادهم في قاعة الجلسات، بينما عقولهم في جنوب إفريقيا ومشاعرهم مع تشكيلة المنتخب الوطني. من جهتها ستنظر محكمة الجنح بقالمة يوم غد في واحدة من أكثر القضايا تعقيدا، حيث سيضطر القاضي للإستماع إضافة إلى المتهم بالنصب والإحتيال إلى أكثر من 150 شخص يمثلون ضحاياه، بالإضافة إلى مرافعات هيئة الدفاع. وإن لم يكن هناك مجال لتأجيل هذه القضية التي من المنتظر أن يتطلب النظر فيها يوما كاملا،بسبب تأجيلها مرتين في وقت سابق، فإن العديد من المحامين في قضايا أخرى قرروا تأجيل قضايا موكليهم المجدولة يوم غد حتى تكون لهم فرصة متابعة مباراة الخضر ضد سلوفينيا في وقتها. هذا في وقت علمنا من مصادر متطابقة أن العديد من الموظفين في مختلف الإدارات قرروا عدم الإلتحاق بمناصب عملهم خلال فترة الدوام المسائية، بينما قرر البعض الآخر اللجوء إلى المقاهي لمتابعة المباراة والعودة إلى العمل فور انتهائها. ومهما كانت الظروف والمعطيات، فالأكيد أن هوس الكرة طال الجميع في قالمة، وحتى من النساء من أصبحت تفقه في عالم الكرة وفي تقنيات الخطة التكتيكية والتشكيلة التي سيعتمد عليها سعدان في مباراة الغد .