عندما تربص المنتخب الوطني قبل المونديال في سويسرا ثم ألمانيا واحتضنه الأنصار المنتشرين في كل أوروبا، اعتبر الأمر عاديا نظرا لقرب القارة العجوز منا، ولعدة عوامل تدفع بالكثير لشق البحر، لكن أن تجد جزائريا يهاجر في التيار العكسي أي إلى جنوب القارة السمراء فيمكن اعتباره حالة نادرة، لكنها حقيقة موجودة وتؤكد أن الجزائريين متواجدين في كل أصقاع العالم دون استثناء .
كندا ... الحلم الوردي لحسين
حسين عبد الرحمن شاب جزائري يبلغ حاليا من العمر 39 سنة، عاش وترعرع في مدينة تبسة وأكمل دراسته الجامعية في أم البواقي، حيث تخرج كمهندس في الميكانيك، لكن مدينة تبسة كانت أصغر من طموحاته بكثير ومع صعوبة العيش والواقع المزري اتخذ قرارا بالرحيل نحو الغربة ووضع كندا نصب عينيه فحاول بلوغها بأكثر من طريقة، لكن كل محاولاته باءت بالفشل .
من تبسة إلى بريتوريا
عدم تمكن حسين من الوصول إلى كندا وصعوبة الحصول على تأشيرة لدخول أوروبا جعلاه يفكر في التنقل إلى بلد يمكنه الدخول إليه دون صعوبات ودون أن يدري رمت به الأقدار في جنوب افريقيا وبالضبط في بريتوريا عام 2004 ومنذ ذلك الوقت وهو فيها وما شجعه أكثر على البقاء تمكنه من اللغة الإنجليزية .
التأقلم لم يكن سهلا
تواجد شاب تبسي في بريتوريا لم يكن أمرا سهلا للتأقلم مع أحفاد مانديلا لدرجة أنه فكر في العودة، لكنه تحلى بالإرادة اللازمة التي أوصلته لكراء محل وسط بريتوريا، حيث يستعمله حاليا كمتعدد الخدمات (سجائر، مشروبات، فليكسي...وبه أيضا مقهى الكتروني).
لن أعود حتى أسوي وضعيتي وزوجتي يجب أن تكون جزائرية
منذ 2004 والشاب حسين عبد الرحمن يعيش في بريتوريا يصارع مرارة الغربة، لكن يبدو أن بريتوريا قد أسرته ولم يعد بإمكانه الخروج منها ويعكف حاليا على تسوية وضعيته الإدارية للحصول على بطاقة إقامة دائمة، وهو ما سيمكنه من العودة إلى الجزائر لزيارتها، وكذا لاتمام نصف دينه، فرغم أن جنوب افريقيا مليئة بالشقروات والسمراوات إلا أنه يشترط في شريكة حياته أن تكون جزائرية .
1000 جزائري في جنوب افريقيا احتفلوا بالخضر
وفي حديثه عن الحدث العالمي المتمثل في كأس العالم فقد اعتبر تأهل الجزائر فرصة له ولحوالي 1000 جزائري لاستعادة "ريحة البلاد" وعاد ليحدثنا عن مشوار التصفيات، حيث أكد لنا أن كل الجزائريين المتواجدين بجنوب افريقيا كانوا واثقين من تأهل الجزائر، خاصة بعد فوزها بثلاثية ضد مصر في البليدة وتفاؤلهم نابع من كونهم على يقين من أن مصر هي وكأس العالم خطان متوازيان وما نيلها لصفر في سباقها لتنظيم مونديال 2010 مع جنوب افريقيا بالذات إلا دليلا على ذلك، وأكد أن احتفالاتهم بالتأهل كانت كبيرة وشاركهم فيها كل العرب.