أخيرا، أنصفت عدالة السماء "الشروق" وتبين أننا كنا على صواب، لمّا كشفنا قبل أسبوعين تقريبا نية الناخب الوطني رابح سعدان في التضحية بالقائد يزيد منصوري، و إحالته على كرسي الاحتياط في المباراة الأولى أمام سلوفينيا، يومها تعالت عديد الأصوات لتتهم جريدتنا بمحاولة اختلاق الاخبار، ومحاولة ضرب استقرار المنتخب الوطني، من خلال نشر هكذا أخبار، غير أن الأيام أثبتت أن "الشروق" كانت محقة، ومصادرها كانت دقيقة، وها هو الناخب الوطني يزيح القائد منصوري من القائمة الأساسية التي ستخوض المباراة الأولى أمام سلوفينيا، بعد غد الأحد، وهو الخبر الذي نقلته، أمس، وكالة الأنباء الجزائرية. والحقيقة واضحة لدى العام والخاص، أن مردود لاعب لوريون الفرنسي تراجع بشكل رهيب في الأشهر الأخيرة، بفعل قلة المنافسة مع ناديه هذا الموسم، والدليل واضح وضوح الشمس، فمردوده المتواضع في المباراة الودية الأخيرة أمام الإمارات العربية، والذي كلفه صيحات الاستهجان من طرف الجماهير الجزائرية العريضة، التي امتلأ بها ملعب نورمبرغ السبت الماضي، والتي كانت سببا في إجهاشه بالبكاء بعد نهاية المباراة .
و لأن الشروق ليس من عادتها الكذب على قرائها الكرام، سيما عندما يتعلق الأمر بمسائل حساسة تمس الألوان الوطنية، نقول للأبواق التي سارعت في اتهامنا بالكذب على الجزائريين، إننا لم نستق تلك المعلومة من الشارع مثلما يفعل البعض، بل من داخل المنتخب، ومن مصادر لا يرقى إليها الشك، والشروق بنشرها تلك المعلومة قبل أسبوعين لم تكن تنوي الإساءة إلى منصوري، لأن احترامنا للاعب وتقديرنا له لا شك فيه، كيف لا؟.. وهو من قضى عشر سنوات كاملة في هذا المنتخب، ولم يسبق أن أدار ظهره مهما كانت خطورة وصعوبة التحديات التي خاضها الخضر، ومهما كانت بساطة الإمكانات الموضوعة تحت تصرف المنتخب، مقارنة بـ"البحبوحة" الكبيرة التي تعيشها النخبة الوطنية حاليا، جريدتنا، لمن لا يعلم، كانت السباقة في اقتفاء أثر المنتخب الوطني في كل جحر من القارة الإفريقية وأدغالها، وتدرك تمام الإدراك أن يزيد منصوري واحد من "الجنود" الذين دخلوا كل المعارك دون خوف أو ملل، والفضل كل الفضل يعود إليه وزياني وعنتر في وصول الجزائر إلى المنونديال، فهم الذين بُني على سواعدهم المنتخبُ الحالي، كونهم الوحيدين الذين شكلوا نواة منتخب كأس أمم إفريقيا 2004، ولم يسبق أن شهد التاريخ أنه أو اللاعبين الآخرين ساوموا أو رفضوا الألوان الوطنية، لأن قناعته وقناعة زياني وعنتر كانت دائما واضحة، بأنهم جزائريون ولا يلعبون لغير الجزائر طيلة مشوارهم، لذا فليفهم الجميع أن رسالة "الشروق" كانت إعلامية لا غير، ولسنا بحاجة لمن يقدمون لنا دروسا في الإعلام أو في الوطنية .
وتحية إكبار يستحقها، أيضا، الناخب الوطني، رابح سعدان، الذي من الواضح أنه لم يغامر بالألوان الوطنية من خلال تجنب المجاملة على حساب المنتخب، وقرر الاستجابة لنصائح التقنيين الذين يرون في بقاء منصوري وغزال ضمن التشكيلة الاساسية عائقا حقيقيا في طريق تألق الخضر في المونديال الإفريقي .