مع اقتراب انطلاق منافسات نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تُستهل في الحادي عشر من حزيران/يونيو الجاري في جنوب أفريقيا وتستمر لغاية الحادي عشر من تموز/يوليو المقبل، حيث سيتنافس حوالي 736 لاعباً قدموا من 32 دولةً من أجل الفوز بأغلى الكؤوس العالمية والتتويج بلقب أبطال العالم، كان للجزيرة الرياضية حديث مع هريستو ستويشكوف النجم الأسبق لمنتخب بلغاريا ونادي برشلونة الإسباني.
في البداية رحب ستويشكوف بالجزيرة الرياضية معرباً عن إعجابه الشديد بما حققته القناة العربية ذات الآفاق العالمية من إنجازات عملاقة في فترة قصيرة من الزمن شهد عليها العالم أجمعه.
ورأى ستويشكوف الفائز ببطولة الأندية الأوروبية مع النادي الكاتالوني عام 1992، أن أهم شيء بالنسبة للاعب كرة القدم هو المشاركة في نهائيات كأس العالم وتمثيل منتخب بلاده.
وتابع النجم البلغاري قائلاً: "أتذكر مونديال الولايات المتحدة في مثل هذه الأيام، إنه مونديال تاريخي بالنسبة للكرة البلغارية. لقد كان التنظيم رائعاً وأتمنى أن ينسحب الأمر ذاته على مونديال جنوب أفريقيا".
وأضاف: "أعتقد بأن رهان بلاتر رئيس الاتحاد الدولي على جنوب أفريقيا سيكون ناجحاً. أنا أعيش هنا منذ فترة ولم يحصل لي أي مكروه، الأمور التي يصورها الإعلام مبالغ بها. أهل البلد متواضعون وما يميز المجتمع الجنوب أفريقي هو أن هناك فرق شاسع بين الأغنياء والفقراء".
وقال ستويشكوف: "هناك الكثير من الفرق التي تحضرت بشكل جيد لكنني أرى أن مفاجآت من العيار الثقيل ستحدث هنا في أفريقي وستتهاوى منتخبات كبيرة مرشحة بقوة للفوز باللقب. فرنسا ستعاني كثيراً بالإضافة إلى إيطاليا خصوصاً عندما يواجهان منتخبات "شابة". على عكس ما يشاع منتخب جنوب أفريقيا هو منتخب قوي، لقد تحضر بشكل جيد ولديه عدة عوامل تقف إلى جانبه أبرزها الأرض والجمهور بالإضافة إلى كونه يلعب على ارتفاع حوالي 1700 متر عن سطح البحر".
وصرح مدرب بلغاريا السابق قائلاً: "مارادونا هو أفضل لاعب في تاريخ كرة قدم. لقد عانى كثيراً مع منتخب بلاده خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، وأنا أتمنى التوفيق له من أجل إسكات منتقديه. الأرجنتين فريق صلب يتمتع بعقلية الفوز، ويملك لاعبين كبار وسنرى كيف سيكون أداء ميسي وهيغوين وفيرون وأغويرو عندما تنطلق المباريات. إذا تسألنا عن غياب بعض اللاعبين فذلك لأن هناك لاعبون أفضل منهم، لكنني شخصياً كنت أود أن أرى زانيتـي وكامبياسو، لكن علينا أن نعلم أن مارادونا يثق كثيراً بفريقه الحالي".
وأضاف: "في المونديال يشارك 32 منتخباً ولم يأت أحداً منهم للتنزه. جميع المدربين يريدون الفوز وبكل تأكيد إنكلترا تريد هذه البطولة. لكن إذا عدنا للتاريخ فإن إنكلترا لم تحرز اللقب منذ عام 1966 ولم تصل إلى أية مباراة نهائية. أنا معجب بجون تييري وفرانك لامبارد وواين روني الذي هو أحد أهم ركائز المنتخب وفريق مانشستر يونايتد دون أن ننسى ستيفن جيرارد وشون رايت فيلبس".
وقال ستويشكوف الذي قاد منتخب بلاده إلى نصف نهائي كأس العالم عام 1994 قبل أن يعود ويحتل المركز الرابع بخسارته أمام السويد بنتيجة (صفر-4)، "إن منتخب ألمانيا سيعاني في ظل غياب قائده، بلاك قدم موسماً رائعاً مع تشلسي وأحرز الثنائية (الدوري والكأس)، في المجموعة الرابعة أنا أراهن على صربيا، نحن البلغار نشجعهم ونتعاطف معهم بسبب التقارب الجغرافي والثقافي وأتمنى أن يفوزوا على الألمان تماماً مثلما فعلنا في مونديال 1994".
وتابع: "أعتقد أن إيطاليا ستكون من بين الأضعف خصوصاً في ظل إصابة بيرلو، لكن إذا استطاعت كتيبة ليبي تخطي الدور الأول وتمكن بيرلو من العودة فسيكون حال المنتخب أفضل بكثير. أما بالنسبة لهولندا فهي تملك منتخباً قادراً على بلوغ الأدوار النهائية واعتقد بأن روبن سيتمكن من الالتحاق برفاقه وتقديم أفضل ما لديه".
وعلق ستويشكوف على منتخب البرازيل بقوله: "دونغا كان من أهم اللاعبين في التسعينات مع منتخب البرازيل الذي كان يضم آنذاك روماريو وبيبيتو ومولر وراي وكافو. دونغا كان قائداً عظيماً ولعب دوراً كبيراً في فوز البرازيل بكأس العالم عام 1994. عندما استلم تدريب المنتخب انتقدوه كثيراً لكنه فاز بكوبا أميركا وبكأس القارات وبمباريات كثيرة والجميع ينتظر أن تتأهل البرازيل للنهائي وتحرز اللقب تحت قيادته".
وعن إسبانيا قال أسطورة الكرة البلغارية: "لاعبو منتخب إسبانيا الحاليين هم الأفضل لذلك استدعاهم المدرب ديل بوسكي. إسبانيا تأهلت إلى كأس العالم بعد أن تصدرت مجموعتها محققةً رقماً قياسياً تمثل في حصد جميع النقاط التي يمكن حصدها. إسبانيا فازت بجميع مبارياتها. يعتمد منتخبهم بشكل كبير على لاعبي نادي برشلونة الذي يعتبر من أفضل الأندية العالمية. إنه فريق قادر بكل تأكيد على بلوغ النهائي".
وعلى الرغم من حمى كأس العالم إلا أن ستويشكوف لم يستطع تمرير المناسبة دون التكلم عن فريق برشلونة الذي يعشقه قائلاً: "برشلونة هو أكثر من ناد، لم يعتمد يوماً على لاعب ولا على مدرب بل على هوية النادي وعراقته. لقد أكدت فلسفته التي تعتمد على "المدرسة الكاتالونية" بشكل أساسي على سر نجاح هذا الفريق. إبراهيموفيتش هو أحد أفضل المهاجمين في العالم لكنه عانى مع البرشا لأن الأندية التي كان يلعب معها من قبل كانت "أبطئ"، لقد عانى مثلما عانيت أنا في الأشهر الأولى. مع وصول دافيد فيا سيكون البرشا أقوى بكثير خصوصاً في ظل قيادة غوارديولا الذي أعرفه جيداً فهو مدرب صارم وأفكاره واضحة ويعرف كيف يتعامل مع لاعبيه".
وختم ستويشكوف حديثه الخاص للجزيرة الرياضية بدعوته جميع المشجعين إلى الاستمتاع بكأس العالم وبجمال وسحر جنوب أفريقيا والابتعاد قدر المستطاع عن المشاكل التي قد تعكر أجواء العرس الكروي العالمي متمنياً التوفيق للجميع.