بداية لحسن كانت من فرق مغمورة في فرنسا قبل أن يكشف عن مواهبه ويتألق في إحدى الدورات الكروية ليتنقل لفريق ألافيس الإسباني في دوري الدرجة الأولى في الفترة مابين 2004 و2005.
وفي موسم واحد 2005 / 2006 تمكن من المشاركة في 19 مباراة في الليغا الإسبانية، ليعود مع الفريق إلى الدرجة الثانية، قبل أن يثير اهتمام فريق راسينغ سانتندير في 2008 ويلتحق بصفوفه.
وكان الموسم الماضي تاريخيا للاعب الذي لفت الأنظار بمشاركته في مختلف المباريات، بالإضافة إلى مشاركته في كأس الاتحاد الأوروبي حيث لعب 3 مباريات، ما جعله مرشحا لتغيير الأجواء، لكنه فضّل البقاء في الفريق لموسم إضافي وهو الموسم الثاني له في هذا الفريق.
أب جزائري وأم إيطالية وجنسية فرنسية
واللاعب مهدي لحسن من مواليد 15 ماي 1984 في العاصمة الفرنسية باريس، وكان قد بدأ مسيرته الاحترافية في فرنسا بشكل بدا متواضعا قبل أن يفجر موهبته وينتقل إلى إسبانيا، وبعد موسمين في الدرجة الثانية الإسبانية، انتقل لحسن إلى الدرجة الأولى سنة 2008 وأمضى لثلاث مواسم مع فريقه الحالي راسينغ سانتاندر يوم 15 أوت 2008 ورغم إعلانه بشكل صريح نيته الفعلية في حمل الألوان الوطنية إذا وجهت إليه الدعوة بشكل رسمي، فإن ذلك لم يحدث مع التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا والعالم، وقد يتم ذلك في إطار نهائيات المنافستين، وساعتها قد تكون أنغولا وجنوب إفريقيا محطتين إضافيتين لتألق هذا النجم الذي تشير كل الدلائل إلى أنه من طينة الكبار.
أصوله من البليدة ولا يعرف شيئا عن الجزائر
تنحدر أصول مهدي لحسن من مدينة البليدة إذ يعد والده من أوائل المهاجرين إلى فرنسا، بل حتى أن والده لم يزر الجزائر منذ رحيله منها، وهو ما يؤكد بأن حبل الوصال قطع مع الجزائر.
ووجد مسؤولو المنتخب الوطني صعوبة كبيرة في التواصل مع اللاعب في الوهلة الأولى رغبة في ضمه إلى صفوف "الخضر" حتى أن الطاقم الإداري الذي تنقل إلى هناك عانى كثيرا من أجل الوصول للاعب والحديث معه.
وبدت في الوهلة الأولى العملية التي قام بها وليد صادي والمدرب الوطني رابح سعدان هي محاولة منهما لتذكير اللاعب بأصوله الجزائرية، وتذكيره بهويته لكن اللاعب كان يفكر بالأساس في هويته الكروية.
حينها تأكد مبعوثو الاتحادية الجزائرية أن اللاعب تنحدر أصوله من البليدة ولا يعرف إلا النزر القليل عن الجزائر، وهو ما صعّب كثيرا من التواصل، خاصة وأن المدرب الوطني كان يسعى جاهدا إلى تدعيم الفريق بلاعبين متشبثين بهويتهم ويدافعون على العلم الوطني من منطلق حب وإرادة بغض النظر عن المكاسب المادية أو الكروية.
تردد الوالد يلغي زيارته للجزائر
وكان لحسن قد تردد أكثر من مرة ولم يرد على مكالمات المدرب الوطني وإدارييه قبل أن يفهم فيما بعد أن والده كان وراء القرار، إذ راجع حساباته كثيرا قبل أن يدلي بأول تصريح لأحد المواقع الالكترونية الجزائرية بأنه سيستشير والده في اتخاذ القرار.
وقال حينها لحسن "أريد أولا زيارة بلدي رفقة والدي للتعرف عليها قبل أن أتخذ أي قرار بشأن اللعب للمنتخب ردا على دعوة سعدان لحضور مباراة البنين الودية" لكن مرت أشهر على تلك الحادثة ولا أثر للحسن.
وقرر لحسن إشراك كافة أفراد عائلته بما فيهم والدته الإيطالية قبل أن يتخذ قرار اللعب للخضر، وهو ما يفسر هذا التأخر.
وسبق لمسؤولي الاتحادية أن اتصلوا باللاعب أكثر من ثلاث مرات، لكنه تردد كثيرا في الرد، ما جعل البعض يلقي باللائمة على اللاعب، لكن سعدان هوّن من ذلك مؤكدا بالقول "لايجب أن تضغطوا على اللاعب".
أخيرا.. حصل على الجواز السفر الجزائري
وسيكون مهدي لحسن، الورقة الرابحة للمنتخب الجزائري في خلال نهائيات أمم إفريقيا التي ستنطلق في العاشر من الشهر المقبل في أنغولا.
لحسن (24 سنة) تسلم جواز سفره الجزائري بعد قبوله دعوة المدرب الجزائري للانضمام لـ"الخضر"، وذلك بعد أشهر من الرفض، لكن ذلك لم يكن ليثني اللاعب عن معتقداته السابقة.
وكان اللاعب قد تردد كبيرا في وقت سابق المغامرة باللعب للمنتخب الجزائري أو حتى حصوله على جواز سفر جزائري، قبل أن يتم إقناعه من طرف مسيري الاتحادية بتسهيل كافة الإجراءات وإيصال الجواز لمقر إقامته بإسبانيا.
وسبّب ابن فرساي الكثير من المتاعب للبعثة الجزائرية نتيجة تردده الكبير، قبل أن يتم حل الإشكال في غضون الأسبوع الماضي، حينما حصل بشكل رسمي على جواز سفر يؤكد هويته الجزائرية.
صاروخ عنتر يحيى..لسنا في حاجة لقنابل
وكان عنتر يحيى صاحب القذيفة التاريخية بمرمى الحضري أكثر اللاعبين انتقاداً للقرار، وصرح علنا بأن "قدوم لحسن سيفجر المنتخب". بينما رفض يزيد منصوري ومجيد وبوقرة الإعلان صراحة عن رفضهما، لكنهما أكدا أن "قرار ضم لاعب أو إبعاده من صلاحيات المدرب رابح سعدان" .
ولقي موقف لاعبي المنتخب الحاليين إزاء قرار ضم اللاعب مهدي لحسن انتقادات واسعة من نجوم الكرة الجزائرية السابقين يتقدمهم النجم رابح ماجر وشريف الوزاني وغيرهما.
وأعلن صاحب الكعب الذهبي بمرمى بايرن ميونيخ عام 1987 إنه "لا يحق لا لعنتر يحيى أو غيره من اللاعبين التدخل في صلاحيات المدرب الوطني"، مضيفاً: "إنه من صلاحيات المدرب رابح سعدان تعزيز صفوف المنتخب بما هو أنسب له، خصوصاً أن المنتخب، مثلما أعلنها سعدان صراحة، لا يزال يشكو من نقص خصوصاً في الخطين الأمامي ووسط ميدان. وأرى أن سعدان محق في جلب لحسن لأنه اللاعب الذي ينقص فعلاً خط وسط ميدان المنتخب".
وتلاقى موقف ماجر مع موقف شريف الوزاني سي الطاهر الذي أكد أنه "ليس من حق أي أحد التدخل في شؤون المدرب الذي يملك وحده صلاحيات جلب أو إبعاد أي لاعب".
ماجر: "أدعو إلى ضم مهدي لحسن على الفور"
قال النجم الجزائري السابق رابح ماجر "إن قوة المنتخب الجزائري الحالي تكمن بالدرجة الأولى في إرادة المجموعة وروحها الشبابية، لكن هذا لا يكفي في تظاهرات كروية ضخمة مثل كأس العالم على وجه الخصوص".
ثم أضاف "هناك نواقص على مستوى خطي الوسط والهجوم، فالأول يشكو من غياب التنسيق، والثاني يعاني من غياب الفاعلية وندرة الأهداف، وهذا يتطلب، حسب أقواله، مراجعة دقيقة وسريعة من طرف الطاقم الفني الجزائري إن أراد التألق في دورتي أنغولا وجنوب إفريقيا".
وعن إمكانية انضمام لاعب وسط ميدان نادي راسينغ سانتاندير الإسباني مهدي لحسن، أوضح ماجر أنه ما دام لحسن يلعب في أفضل وأقوى بطولة عالمية وهي الليغا الإسبانية، فهذا دليل قاطع على إمكانياته الكبيرة وبالتالي بإمكانه تقديم إضافات إيجابية للتشكيلة الجزائرية".
وأضاف في هذا الصدد:"أنا متأكد من أن مهدي لحسن سيحقق نجاحا كبيرا مع الخضر وعلى سعدان أن يسارع بضمه لأن التشكيلة الجزائرية ستكسب لاعبا كبيرا من طراز لحسن".
لخضر بلومي: لحسن يستحق اللعب للخضر ولا يحق للاعبين إبداء رأيهم
قال اللاعب الدولي السابق لخضر لخضر بلومي ان متوسط ميدان راسينغ سانتاندير يملك كامل الإمكانات التي تؤهله لحمل قميص المنتخب، مستغربا الحملة التي يشنها البعض ضده "في اعتقادي فإن اللاعب لحسن لاعب متميز والهدف الذي وقعه أمس ضد خيريز دليل على مستواه الكبير، استغرب الحملة التي يشنها البعض ضده ورغم احترامي للاعبين، إلا ان لا أحد يحق له ابداء رأيه حول مجيئه، لأن سعدان هو المخول في إبداء رأيه وهو الأدرى بمصلحة الخضر".
لموشية للشروق: لست ضد مجيء لحسن وسعدان أدرى بما يحتاجه المنتخب
لم يبد متوسط ميدان الخضر خالد لموشية أي انزعاج حول استدعاء مهدي لحسن على الرغم من أنه يقاسمه نفس المنصب، مؤكدا انه كلاعب لا يحق له ابداء رأيه في الأسماء الواجب استقدامها "أنا لاعب في الخضر ولا يحق لي ابداء رأيي في الموضوع. ما يجب التأكيد عليه هو أنني لست ضد مجيء لحسن أو غيره، سأكتفي بالدفاع عن الخضر بكل ما أملك في كأس إفريقيا والعالم لإعطاء صورة مشرفة عن الخضر"، ونصح لموشية منتقدي قدوم اللاعب بترك كل الصلاحيات للمدرب سعدان "سعدان هو المخول الوحيد لتحديد التشكيلة واعتقد انه يدرك جيدا المناصب الواجب تدعيمها".
خالف محي الدين: المنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين ولحسن واحد منهم
أبدى المدرب الأسبق للمنتخب الوطني خالف محي الدين تفاؤله الكبير بالتحاق مهدي لحسن بالخضر، مؤكدا أن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة لكل لاعب يستطيع تقديم الإضافة. "لا يمكن رفض قدوم أي لاعب إلى المنتخب اذا كان سعدان موافقا على ذلك، فهو الأدرى بمصلحة المنتخب قبل أي شخص آخر"، مضيفا "المنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين، ولحسن واحد منهم، ويجب على أي شخص ان يحترم قرارات المدرب".
بطاقة اللاعب
مهدي لحسن
ولد في 15 ماي 1984 بباريس
المنصب: وسط ميدان دفاعي
النادي الحالي: سانتاندير الإسباني
2005 أحسن لاعب في القسم الوطني الفرنسي
2005 انضم إلى نادي ديبورتيفو ألافاس الإسباني
2009 يتنقل لنادي سانتاندير
سجل 3 أهداف مع سانتاندير
لعب 11960 دقيقة، 155 مباراة منذ جويلية 2003
نال 14بطاقة صفراء وبطاقة حمراء واحدة في الدرجة الإسبانية الأولى