كم تبلغ نسبة الكولسترول في دمك ؟ يتردد هذا السؤال على مسامعك عزيزي القارئ أينما كنت، سواء في التجمعات الأسرية أو الإعلانات التليفزيونية.
وعلى الرغم من زيادة نسبة الوعي من الأخطار الناجمة عن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم في العقدين الماضيين، إلا أنه ما تزال هناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة عن هذا المرض. وأكبر هذه الاعتقادات هو أن جميع أنواع الكولسترول متشابهة، مع أن هذا الاعتقاد يتلاشى تدريجيا في الواقع، وكما يفهم الكثيرون الآن، فإن الكولسترول ينتقل في دم الإنسان عبر العديد من الجسيمات الدقيقة المختلفة، وأهم هذه الجسيمات البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL ولهذين النوعين من الجسيمات تأثيران مختلفان تماماً في الأوعية الدموية وعلى عملية التجلط.
ولتبسيط الأمر على القارئ فإن البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL تحمي جسم الإنسان من أمراض القلب، بينما قد تتسبب البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL في إحداث هذه الأمراض.
ولهذا السبب سوف تختلف نسب التعرض لأمراض القلب لدى شخصين على الرغم من تساوى نسبة الكولسترول لديهما. فعندما نتحدث عن الكولسترول، فإن أكثر الأمور أهمية ليست نسبة الكولسترول عامة، ولكنه الانهيار الذي يصاحب عملية انتقال هذا الكولسترول. وكذلك الأفراد العاديون الذين تقل نسبة الكولسترول لديهم عن المائتين والذين اعتبرناهم دائما في منطقة آمنة قد يكونون معرضين للإصابة بأمراض القلب إذا كانت نسبة الكولسترول في جسيمات HDL لديهم ضعيفة جداً أو ستواجههم بعض العوامل التي ستجعلهم عرضة للإصابة بانسداد الأوعية الدموية التي تسبب الأزمات القلبية.