رابح سعدان الذي سمعناه يتحدث بعد المباراة أمام الإمارات وجه رسالة بين السطور للمواطن الجزائري مفادها أن التفاؤل المفرط بهذا الفريق لا يجدي نفعا، والأفضل التحدث بواقعية وإعادة الأجساد والعقول إلى الأرض بعدما وصلت عند البعض إلى عنان السماء، حيث قال إن المنتخب الوطني لا زال بعيدا عن الإقناع، والتنسيق الذي يطالب به الجزائريون لا زال بعيد المنال، لذا كما قال "إن المنتخب الوطني ذاهب إلى جنوب إفريقيا من أجل التعلم لا تحقيق أفضل النتائج" كلام أدهش الزملاء الذي حضروا الندوة الصحفية لأنه ليس من عادة الرجل الإنتقاص من شأن النخبة الوطنية، بل ذهب في عديد المناسبات إلى درجة التحدث عن الترشح للدور الثاني والكلام الذي تفوه به يوم السبت يعد رسالة واضحة للجزائريين بعدم تعليق آمال كبيرة على هذا الفريق طالما كما قال سعدان لا زال بعيدا عن الإقناع، ولأنه ذاهب للمونديال من أجل التعلم ، فالذي يتعلم هو التلميذ العادي الذي لا يمكن أن ننتظر منه توجيه دروس للأستاذ .
الناخب الوطني وبنوع من النرفزة رد أنه ليس ساحرا حتى يجد الحل للعقم الهجومي الذي اعترف أنه يؤرقه كثيرا، لكنه رد بأنه لو كان ثمة عقم فلا يتحمل أي مسؤولية، لأنه لا يمكنه دخول أرضية الميدان للتسجيل.
" مطمور عانى وحده .. وهجوماتنا غير متزنة "
ورد الناخب الوطني عن أحد الأسئلة، قائلا إن المشكل الذي لاحظه في مباراة الإمارات هو هجومات المنتخب الوطني غير المتزنة، فلاعب مثل مطمور ورغم تقديمه مباراة كبيرة إلا أنه عانى من تحمله وحده ثقل الجهة اليمنى، خاصة في الشوط الأول، كما ارتكز اللعب في الشوط الثاني على بلحاج وهو مشكل حقيقي يجب محاولة حله خلال الأسبوع المتبقي لنا .
" لن أتخلى عن التشكيلة القديمة .. ولا ألعب البلاي ستيشن "
وعلى صعيد آخر، جدد سعدان تمسكه الشديد بالتشكيلة القديمة التي لعبت التصفيات المؤهلة للمونديال وقال إنه لا يريد التغيير حاليا وقال في هذا لاصدد: "الأسماء التي التحقت مؤخرا لا يعني أنها لو تفرض نفسها ستقحم، لن يحدث هذا بل أفضل الاحتفاظ بالتشكيلة القديمة لأنها حققت تقدما ملحوظا في التنسيق بينها، واليوم لعبت تقريبا بالتشكيلة التي ستلعب أمام سلوفينيا " .
الأنصار اعتبروا غياب مغني خسارة كبيرة
رغم غيابه عن المونديال بسبب الإصابة وغيابه عن المنتخب الوطني في مباراة يوم السبت كان مدلل كل الجزائريين مراد مغني حاضرا باسمه، حي لاحظنا أن معظم الأقمصة التي لبسها الأنصار تحمل الرقم عشرة ومكتوب عليها اسم مغني، وهو دليل على شعبيته الكبيرة في الجزائر وخارجها، بعض الأنصار لما شاهدوا ذلك المردود المتواضع للخضر علقوا بقولهم إنه لو كان مغني فوق الميدان لشاهدنا مباراة أخرى ووجها آخرَ للمنتخب الوطني .
بودبوز يخطف كل الأضواء
على غرار مغني الذي كسب كل القلوب لاحظنا أول أمس الشهرة الكبيرة التي اكتسبها لاعب سوشو رياض بودبوز الذي ظل الأنصار يطالبون بدخوله، ولما كان يستعد للدخول وقف كل الأنصار لتحيته، وعندما دخل أمتع الجماهير بلقطاته، وحين تحصل الخضر على مخالفة أمام منطقة العمليات ردد الجميع اسمه من أجل تنفيذ المخالفة، فكان لهم ما أرادوا حيث سددها، وكادت أن تباغت الحارس .
مباراة ألمانيا فرصة للإلتقاء بعد عشرات السنوات
صدقوا أو لا تصدقوا مباراة المنتخب الوطني أمام الإمارات كانت فرصة كبيرة لعديد المواطنين الجزائرين المقيمين بالخارج للإلتقاء بعد سنوات، وهو ما وقفنا عليه أمام باب الملعب، حيث التقى أبناء حي واحد لم ير أحدهم الآخر منذ مدة طويلة، البعض مقيم بألمانيا والبعض في فرنسا، و شاء تعالى أن يجمعهم المنتخب الوطني في ألمانيا، المشهد كان رائعا، حيث امتزجت الفرحة بالدموع، نفس المشهد حدث لأحد الزملاء الصحفيين الذي التقى جاره المقيم بألمانيا والذي لم يزر الجزائر منذ 1986
الأندية الجزائرية بقوة في الملعب
إضافة إلى الأعلام المغربية، التونسية، الفلسطينية والتركية التي كانت حاضرة في مدرجات ملعب نورمبرغ لاحظنا أيضا حضورا قويا لرايات أنديتنا على غرار المولودية العاصمية، شباب بلوزداد، إتحاد الحراش وشبيبة تيارت، وهو ما يعكس تعلق بعض الجزائريين بأنديتهم المحبوبة رغم أنهم لا يعيشون في الجزائر .
حتى الألمان ناصروا المنتخب الوطني
لم نكن نتصور أن نشاهد بعض الألمانيين والألمانيات في الملعب وهم يناصرون المنتخب الوطني، بعضم لبس حتى قميص الخضر أو وضع وشاحا على كتفه وكأنه حقا جزائري، ويردد : " وان تو ثري .. فيفا لالجيري "
العلامة الكاملة للألمان
لا شك أن العلامة الكاملة في مباراة الخضر والإمارات يجب أن تمنح لمصالح الأمن الألمانية من قوات الأمن، أعوان الملعب وحتى المواطنين الذين تفهموا الوضع وتعاملوا مع آلاف الجزائريين بليونة كبيرة جدا، حيث أن الحافلات العمومية كانت تنقل الجزائريين من وسط المدينة إلى الملعب بالمجان وهذا ما لم نشاهده في مكان آخر .