تميزت الطبعة الثالثة و الأربعين لمعرض الجزائر الدولي بمشاركة قوية وهامة لمؤسسات رائدة دوليا في مجال البناء والأشغال العمومية وأخرى جزائرية لا تقل كفاءة عن الأولى بالرغم من صغر التجربة .
الإقبال الكبير على المشاركة في هذه التظاهرة طبعه الأفاق الواسعة التي رسمها المحترفون في صناعة مواد البناء بالموازاة مع سطرته الجزائر في برنامجها الخماسي الجديد والذي يرصد مشاريع ضخمة أخذت الأشغال العمومية والسكن حصة الأسد منها ، وهو ما يعتبر فرصة ذهبية بالنسبة للشركات في ظل الركود الاقتصادي الحالي والذي عطل وتيرة التنمية في عدة نقاط من العالم .
وتشارك الجزائر ب 356 مؤسسة في مختلف القطاعات، تحتل الخاصة منها النسبة الأكبر على عكس الطبعات السابقة للمعرض لا سيما منها المحترفة في صناعة مواد البناء مثل البلاط والآجر، ويعتبر بن عقيلة عبد العزيز المسؤول عن شبكة التسويق لدى مؤسسة” cjm” سور الغزلان والتي تشارك للمرة السابعة في المعرض الدولي للجزائر أن التركيز على عامل الجودة في إنتاج مواد البناء أهم عامل لفرض المنتوج في السوق المحلية والوطنية.
مؤسسات أخرى لا تطمح لتلبية احتياجات السوق الجزائرية من مختلف مواد البناء فحسب بل تفكر جديا في عقد شراكات لتصدير المنتوج الجزائري إلى بلدان عربية على غرار مجمع بوراس للمواد الحمراء عبد الوهاب بود شيش مسؤول العلاقات الخارجية لمجمع بوراس الذي يتحدث باسمه مسؤول العلاقات الخارجية للمجمع عبد الوهاب بود شيش.
مؤسسات أخرى تقدمت في مراحل الإنتاج وبرهنت على قدرتها في إنتاج الأحسن ، واقتحمت أسواقا خارجية حيوية من خلال عقود شراكة كما هو الحال بالنسبة لمؤسسة” “snc” بوعجي من سطيف.
بالرغم من توافر عدد هام من المؤسسات في البلاد وخيارات هامة جدا للمنتجات الجزائرية في مواد البناء إلا أن السوق الجزائرية حاليا تعرف طلبا واسعا على مواد البناء والتزيين بكل أنواعها بالنظر إلى الورشات السكنية الكبيرة وتباين أنواع الأحياء السكنية والمجمعات وهو ما يوفر مساحات تسويقية للمؤسسات أجنبية تقدم المنتوج بحسب الطلب المحلي وتقترح آخر ما توصل إليه العم مع الصناعة لتوفير الرفاهية إلى السكنات المجهزة بتلك المواد.
وتعتبر تجربة السيد إلياس نويصر المغترب في اسبانيا لمدة فاقت العشرين سنة والذي يشرف على تصدير مواد التزيين الداخلي والخارجي لبلدان العربية وبلدان شمال إفريقيا إحدى الأمثلة الحية عن الطلب المتزايد لهذه المواد والتي تعتبر احد معايير الجودة و العصرنة في البناء.
مواد التزيين الداخلي والخارجي دخلت الجزائر منذ السنوات الأولى لبرامج السكنية عبر شركات عالمية رائدة في المجال أصبحت اليوم تتطلع لتقديم مواد جديدة سهلة التركيب وأنيقة وهي الصفات التي يبحث عتها أصحاب المشاريع الخواص والعموميون معا ، وتسعى شركة “د أر أس أم” للديكور حسب مسيرها محمد الياس بلكبير إلى لفت الانتباه لإمكانية استغلال طاقات الجزائر الطبيعية في الرخام لصنع مواد بناء تزيينية تستعمل داخل المنازل وخارجها بطرق مبتكرة، وهو المشروع الذي يصبو شباب هذه المؤسسة إلى تحقيقه بعد التمركز في الجزائر والتسويق المنتوج كمرحلة أولى.
على اختلافهم وتنافسهم على حصص مستقرة من الطلب الجزائري لمواد البناء إلا أن ممثلي هذه الشركات الجزائرية والأجنبية قد اتفقوا على وجوب التقيد بالجودة في إنتاج مواد الإنتاج والاحترافية في طرح المنتوج والحصول على عقود الشراكة لا سيما وأن الجزائر قد أعادت الاعتبار لمعايير المطابقة والتقييس لتحديد كفاءة المؤسسات في سوقها التنافسية .