وافقت الدول الموقعة على المعاهدة العالمية للحد من الانتشار النووي والبالغ عددها 189 دولة اليوم الجمعة على إعلان يقترح عقد مؤتمر في سنة 2012 لبحث حظر أسلحة الدمار الشامل في كل منطقة الشرق الأوسط .
وذكرت وكالات الأنباء انه يمكن لإنشاء مثل هذه المنطقة إرغام إسرائيل في نهاية الأمر على توقيع المعاهدة التي أبرمت عام 1970 والتخلي عن اى أسلحة نووية لديها .
وتطالب الوثيقة جميع الدول المعنية فى منطقة الشرق الأوسط بحضور مؤتمر عام 2012 لإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كما تدعو إسرائيل إلى توقيع معاهدة حظر الانتشار النووي والى إخضاع جميع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت الوثيقة التي جاءت في 28 صفحة إن الدول النووية الخمس المعترف بها ( بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) تتعهد ب”الإسراع بتحقيق تقدم ملموس في الخطوات الرامية إلى نزع السلاح النووي” واتخاذ خطوات “لزيادة تقليل دور وأهمية الأسلحة النووية” وتقديم تقرير عما يتم تحقيقه بحلول 2014.
ويعد هذا أول اتفاق خلال 10 سنوات بشأن معاهدة حظر الانتشار النووى التي يمتد عمرها الى 40 عاما والتي وضعت جدول أعمال عالمي لمنع الدول من تطوير أسلحة نووية.
وقد حضيت النتائج التي تم التوصل إليها خلال مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي بترحيب دولي واسع تضمن تشديد على أهمية اتخاذ إجراءات سريعة لتحقيقها على أرض الواقع والتوصل إلى عالم خال من أسلحة الدمار الشامل مع ضرورة انصياع إسرائيل وانضمامها الى المعاهدة.
وحيا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نجاح مؤتمر مراجعة المعاهدة العالمية للحد من الانتشار النووي الذي توصل أمس الجمعة بنيويورك بالخصوص إلى الموافقة المبدئية على إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط .
وأكد بان كي مون انه يشيد وبشكل خاص بالاتفاق على آلية تقود إلى التطبيق الكامل لقرار عام 1995 حول إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط .
وشجع الدول الأطراف على ترجمة كل التزاماتها إلى عمل ملموس حتى يتسنى تحقيق الهدف المشترك لعالم خال من الأسلحة النووية.
من جهته رحب الاتحاد الأوروبي اليوم السبت بالبيان الختامي لمؤتمر نيويورك أكد على لسان اثرين اشتون مفوضة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية أن هذا يظهر أن نظام نزع الأسلحة النووية وعدم انتشارها حيوي ومدعوم من الجميع .
وأشادت اشتون بالبيان الذي طالب فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتنظيم مؤتمر بعد عامين تشارك فيه جميع دول الشرق الأوسط بهدف إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط .
أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقد رأى في الاتفاق المتوصل اليه خلال المؤتمر اتفاق “متوازن وعملي ” .
وأكد الرئيس أوباما على ترحيب بلاده بالاتفاق الذي يتضمن خطوات متوازنة وعملية “سوف تساهم في تقدم منع الانتشار ونزع السلاح النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية التي تشكل المحاور الرئيسية الثلاثة للنظام العالمي لمنع الانتشار”.
فرنسا من جهتها وصفت الوثيقة المتبناة في مؤتمر نيويورك ب”خارطة طريق طموحة” تضع رؤية واقعية ومتوازنة للسنوات المقبلة بشان أسلحة الدمار الشامل .
واعتبر وزير الخارجية الفرنسى بيرنار كوشنير في تصريحات اليوم أن هذا الاتفاق يمثل أيضا نتيجة إيجابية لصالح الأمن الجماعي وانعكاس لتمسك المجتمع الدولي بمعاهدة منع الانتشار .
ومن طهران وصف علي اصغر سلطانية ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية نتائج مؤتمر نيويورك بأنه “خطوة إلى الأمام باتجاه إقامة عالم خال من الأسلحة النووية”.
وعن التحفظات الأمريكية بشأن مطالبة إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي قال سلطانية أن الولايات المتحدة مجبرة على مواكبة مطالبة المجتمع الدولي إسرائيل بالقيام بذلك إلى جانب فتح منشآتها النووية لعمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر المراجعة ينعقد كل خمسة أعوام لمراجعة وتطوير أهداف معاهدة حظر الانتشار النووي التي بموجبها تعهدت الدول التي لا تمتلك الأسلحة النووية بعدم الحصول عليها وتعهدت تلك التي تمتلكها بالتحرك نحو التخلص منها كما تعترف جميعها بحق كل من وقع عليها في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية.