تعود اليوم الذكرى السابعة لزلزال بومرداس الذي يعد من أعنف الزلازل التي شهدتها الجزائر والعالم في بداية هذه الألفية حيث خلف 1391 قتيلا و 3444 جريحا وخسائر مادية تجاوزت الـ 3 مليارات دولار.
وقد سارعت الدولة الجزائرية فور حدوث الكارثة إلى التكفل بالمنكوبين، وقامت السلطات المحلية بتنصيب خيم عبر كل بلديات الولاية ليتم بعدها إنشاء 95 موقع للسكنات الجاهزة وقدر عددها بأكثر من 1500 سكن جاهز متواجد عبر هذه المواقع، إلى حين نقلها إلى سكنات لائقة.
ومع عودة هذه الذكرى الأليمة أراد “موقع الإذاعة الجزائرية” أن يقف مع الذكرى ويستطلع أهم الإنجازات للتكفل بمنكوبي الزلزال الذي ألحق أضرارا بما يقارب 100 ألف مسكن منها 10 آلاف سويت بالأرض.
وفي هذا الخصوص قال عمراوي شمس الدين ممثل ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية بومرادس أن 14786 سكنا جاهزا مسيرا الآن من قبل الديوان و682 منتشرة في الأماكن الريفية وهي غير معنية بالتسيير.
وأكد عمراوي شمس الدين أن أغلب المنكوبين انتقلوا إلى سكنات عادية، يبقى منهم أولئك الذين اختاروا البقاء في بلدياتهم الاصلية ، مشيرا إلى أن سكان بلدية دلس هم حاليا في إطار الإسكان على مستوى موقع 400 مسكن بالمدينة الجديدة بدلس ، كما أن المنكوبين الذين بقوا على مستوى بلدية بومرداس فإنهم سينتقلون إلى حي 520 مسكن الذي هو في طور الإنجاز وهو جاهز – كما يقول- بحوالي 80 بالمائة.
وفي هذه الاثناء تبقى نحو 500 عائلة تنتظر إعادة إسكانها بعد أن رفضت التنقل إلى أماكن أخرى غير بلدياتها الاصلية:
وعن هذه الحالة يقول وزير السكن والعمران نور الدين موسى، أن هذه الفئة من المنكوبين رفضت فعلا الرحيل إلى مناطق الأخرى وهو الأمر الذي أخر عملية إعادة إسكانهم.
يعقوب بوقريط رئيس جمعية الترقية والإدماج الاجتماعي لأحياء السكنات الجاهزة لولاية بومرداس، أكد هو الآخر أن كل المنكوبين تمت إعادة إسكانهم أو دعمهم بمختلف المساعدات الوجهة للترميم ولم يبق إلا عدد قليل لا يمثل سوى 3 بالمائة وهم الفئة التي رفضت الإنتقال من بلدياتها الاصلية لنفس الإعتبارات، مضيفا أن حوالي 95 بالمائة المتبقية هي حالات اجتماعية.
ورغم اعتراف بعض المواطننين الذين استفادوا من هذه السكنات الجاهزة في الإطار الاجتماعي بما أتاحه لهم هذا الأخير من تحسين وضعيتهم الإجتماعية نوعا ما ومكنهم على الأقل من إكمال نصف دينهم، إلا انهم يقولون بأن تلك السكنات أصبحت تتسبب لهم في العديد من المشاكل الصحية وهم يطالبون بالتكفل السريع ونقلهم إلى مساكن لائقة.
وهو الأمر الذي يؤكده بوقريط، الذي قال أن أغلب السكنات الجاهزة الآن هي في حالة من التآكل بدرجات متفاوتة، وحسب البطاقية الولائية التي قامت جمعيته بتحضيرها فإن 7800 عائلة من بين القاطنين هم في حالة إجتماعية يرثى لها، وهي بحاجة إلى التكفل السريع عبر برامج السكن الاجتماعي، فيما تبقى حالات أخرى بحاجة لتكفل على مستوى آخر سواء التساهمي أو السكن الريفي وذلك حسب البرامج المتوفرة –كما قال-.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الشاليهات أصبحت تحمل العديد من المخاطر لساكينها من بينها الأمراض نظرا للرطوبة وتآكل الكثير منها.