تمكنت " الشروق " في هذا الاستطلاع من تشريح واقع لاعبي الخضر قبل وبعد تأهلهم للمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، والمتغيرات التي حدثت لهم بعد أن صاروا نجوما بين جماهير بلدهم .
واتفق اللاعبون جميعا على جواب واحد وموحد، مؤكدين أنهم شعروا ببعض التغير في معاملة الجماهير لهم في حين أنهم أكدوا تواضعهم وحفاظهم على برودة أعصابهم .
وبدوره، أكد أعضاء الطاقم الفني الوطني أنهم صاروا يجدون صعوبة كبيرة في قضاء حياتهم خارج بيوتهم بسبب اندفاع الجماهير ومحاولة التقرب منهم .
سعدان : الشهرة أعاقتني في حياتي الخاصة
كشف مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان أنه يعاني كثيرا في حياته اليومية بسبب ارتفاع قيمة المنتخب الوطني إثر تأهله للمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا .
وقال سعدان »المنتخب الوطني أخذ بعادا أخرى حيث زادت نجومية اللاعبين وهذا أمر طبيعي بما أن الخضر عادوا إلى أجواء المونديال بعد غياب دام أكثر من 24 سنة، لكن هذا صار يتعبني نوعا ما فكل مرة اخرج إلى الشارع يقترب مني آلاف الأشخاص وأتلقى آلاف "القبلات" مما يجعلني أعود إلى منزلي منهكا « .
وأضاف سعدان »قبل التأهل للمونديال ولعب لقاء مصر كنت أسير في الشارع مرتاح البال لكن بعد الـ 18 نوفمبر تغيرت الأوضاع وصرت أدفع ثمن الشهرة لكن هذه هي قوانين كرة القدم كلما قدمت شيئا جيدا زادت شعبيتك عند الجماهير«.
مصر وأم درمان حولا اللاعبين إلى مشاهير
ومن حسن حظ لاعبي المنتخب الوطني أنهم لعبوا التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا في مجموعة المنتخب المصري الذي حول لاعبي الخضر إلى نجوم .
فحادثة الاعتداء على حافلة الخضر في الـ 12 نوفمبر الماضي وطدت العلاقة بين الجماهير الجزائرية واللاعبين قبل أن تحول ملحمة أم درمان لاعبينا إلى نجوم فوق العادة .
يزيد منصوري : 18 نوفمبر غير حياتي
كشف قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري أن تاريخ الـ 18 نوفمبر 2009 قلب حياته رأسا على عقب حيث صار يجد صعوبة في قضاء حاجياته سواء بفرنسا أو الجزائر بسبب هوس الجماهير بالمنتخب الوطني ومحاولة الجميع الاقتراب منه.
وقال يزيد منصوري »بعد أن تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم تغيرت حياتي وصرت أجد صعوبة في الخروج من بيتي حيث أصبحت أشعر بما يشعر به النجوم العالميين فالجميع يبحث عني سواء في لوريون أو لوهافر وعندما أتنقل للجزائر لا أتمكن حتى من الخروج من الفندق، لكنني أتفهم الجماهير الجزائرية التي احترمها كثيرا بما أنها تعتبر عاملا من العوامل التي مكنتنا من إعادة الشهرة للاعب الجزائري « .
وعما صار يشعر به بعد التأهل للمونديال قال منصوري »صحيح أنني صرت أشعر بأن حياتي تغيرت لكنني أحافظ دائما على برودة أعصابي لأنني أعي ما ينتظر الخضر وبأننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي نطمح إليه«.
ويؤكد منصوري أن التأهل للمونديال جعله يكسب احترام زملائه في لعبة كرة القدم وجماهير المستديرة أينما حل »عندما تأهلت إلى المونديال عرفت معنى ذلك فالمشاركة في كأس العالم تعني الكثير بالنسبة لأي لاعب كرة«.
من اللاعبين من لا يعترف بالشهرة
ورغم أن الشهرة تقاس في كرة القدم بالنتائج المحققة ودرجة تهافت الأنصار على اللاعبين، فإن بعض العناصر الوطنية ترفض الحديث عن النجومية وترفض حتى الاعتراف بحدوث أي تغيرات مثلما يؤكده كريم زياني .
كريم زياني : كريم هو كريم لا ولن يتغير
وقلل محبوب أنصار المنتخب الوطني كريم زياني من تأثير عامل الشهرة عليه حيث أكد أنه مازال يشعر بأنه ذلك اللاعب الذي قدم إلى المنتخب الوطني سنة 2002 »صراحة لا أشعر بأي تغير فكريم زياني هو كريم زياني لا يتغير ولن يتغير حتى ولو عاد متوجا بكأس العالم«.
وأضاف »صحيح أن نظرة الجماهير إلى لاعبي المنتخب الوطني تغيرت كثيرا بعد التأهل للمونديال فبعد أن تأهلنا لكأس العالم صرنا أكثر قربا من قلوب الأنصار وهذا أمر طبيعي كما أننا نحن اللاعبين صرنا ربما أكثر فخرا باللعب للجزائر لأننا أحسنا الاختيار«.
من الصعب الحديث عن النجومية مع الجزائريين
ويبدو أن بعض اللاعبين يرفضون الحديث عن النجومية بما أنهم يدركون بأنها حالة ستمر بنهاي كأس العالم .
ويعتقد بعض اللاعبين الذين تحدثنا إليهم بأن لا مكان للنجومية في الجزائر لأن الجمهور الجزائري يعرف جيدا كرة القدم وقادر على نسيان كل النتائج الجيدة المحققة في التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا في حالة الإخفاق في التأهل للدور الثاني من المونديال.
جمال عبدون : لا أعتقد بأنني نجما
قال متوسط ميدان المنتحب الوطني جمال عبدون إنه لا يشعر بأنه صار نجما رغم أنه صار يجد صعوبة كبيرة في المشي في باريس ونانت »صراحة لم أشعر بأنني نجم إلى حد الآن فأنا من اللاعبين الذين يفضلون البقاء بعيدا عن الأضواء خوفا من تشتت تركيزي«.
واعترف عبدون بارتفاع عدد محبيه في محيطه حيث قال » بعد التأهل لكأس العالم صرت أتلقى آلاف المكالمات الهاتفية والتحيات من أشخاص أعرفهم ولا أعرفهم خاصة في محيط سكني بباريس « .
وأكد عبدون على ضرورة إبقاء الأرجل على الأرض حيث قال »علينا أن نبقي أرجلنا على الأرض إذا أردنا الذهاب بعيدا مع المنتخب الوطني لأن التأهل لكأس العالم ما هو إلا بداية لقصة أتمنى أن تكون جميلة"
ظاهرة " الأتوغرافات " موضة جديدة في الخضر
واجتاحت بعض الظواهر التي تعتبر عادي في أوروبا محيط المنتخب الوطني على غرار إمضاء الاوتوغرافات وأخذ الصور التذكارية مع اللاعبين حتى صار بعض اللاعبين يجدون صعوبة في الالتحاق بملاعب التدريبات .
ورغم أن الظاهرة جديدة إلا أن الأنظار الجزائريين عرفوا كيف ينظموا أنفسهم ويصطفون على أبواب الملاعب لافتكاك إمضاء أحد لاعبي المنتخب الوطني .
نذير بلحاج : لا يقلقني إمضاء مئات " الأوتغرافات "
أكد الجناح الطائر للمنتخب الوطني نذير بلحاج أنه لا ينزعج من إمضاء مئات الأوتغرافات للأنصار المنتخب الوطني خلال التربصات التي تسبق المنافسات الرسمية .
وقال بلحاج للشروق »من قبل كنت انزعج من إمضاء "أوتوغرافات" لكن بعد ما عاناه أنصارنا في التصفيات المؤهلة لكاسي العالم وإفريقيا في مصر والسودان تغيرت الأمور وصرت أتشرف بلقاء الأنصار وإمضاء "أوتوغرافات".
ويرى بلحاج أنه أصبح يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الأنصار والوطن رافضا الحديث عن النجومية في القوت الحالي .
وعاد بلحاج للحديث عن إمضاء " الأوتوغرافات " في انجلترا حيث قال » في أوروبا وبالأخص انجلترا هناك ثقافة الاعتناء بالأنصار فبعد أي حصة تدريبية يقترب منا مئات الأنصار لإمضاء اوتوغرافات « .
الجماهير والإعلام يصنعان النجوم
ويرى بعض اللاعبين ونقاد الرياضة أن الأنصار والإعلام هما من يصنعان النجوم وهما من يمكنهما تحطيم أي لاعب مهما كان وزنه .
ويتمنى أغلب لاعبي المنتخب الوطني أن يتنقل الجمهور الجزائري بقوة إلى جنوب إفريقيا لإعادة صناعة الصور التي زينت أم درمان في نوفمبر الماضي .
كما يشعر لاعبو الخضر بثقل المسؤولية ويتمنون أن تساهم الصحافة الجزائرية في استقرار الخضر من جميع النواحي .
كريم مطمور : الجماهير هي التي تصنع النجوم
يرى لاعب بروسيا منشغلادباخ كريم مطمور أن الجماهير هي من تصنع النجوم سواء في الفرق أو المنتخبات الوطنية .
وقال مطمور » على أي لاعب يريد أن يعرف أن كان نجما أن ينتبه لهتافات الأنصار عندما يكون داخل الميدان فالجماهير التي تؤم ملاعب هي الوحيدة القادرة على صناعة أو تحطيم أي لاعب كرة " .
كما يرى الجناح الطائر للمنتخب الوطني أن لرجال الإعلام دور يساوي دور الأنصار في صناعة النجم حيث قال » رجال الصحافة الرياضية يساهمون بدور كبير في صناعة أي نجم"
بين الحلم والخيال
لم يفهم بعض لاعبي المنتخب الوطني تصرفات بعض الأنصار تجاه منتخب بلدهم حتى أنهم أكدوا بأن جماهير الجزائر هي الأحسن في العلم بما أنها الأوفى، حسبهم .
ويؤكد بعض اللاعبين الملتحقين حديثا بالخضر أنهم يعيشون مرحلة من حياتهم لم تكن مسطرة من قبل، وبأنهم أدركوا المسؤولية التي تنتظرهم بمجرد الوصول إلى مقر تربص الخضر بكرانس مونتانا للمشاركة في التربص الذي يسبق التنقل إلى جنوب إفريقيا.
مصباح وخادير لم يصدقا ما يحدث
وفي محاولة لمعرفة ردة فعل اللاعبين الجدد بشأن ما يعيشونه في تربص الخضر بكرانس مونتانا اقتربنا من لاعب نادي "فالنسيان" الفرنسي فؤاد خادير الذي قال »لقد لعبت للمنتخب الوطني في فئة أقل من 20 سنة وأذكر أن حينها أجرينا تربصا بباريس ولعبنا لقاء وديا أمام مدرجان شاغرة لكنني تفاجأت بالاستقبال الحار من طرف الأنصار وهو ما جلعني أشعر وكأنني أعيش في الأحلام « .
وبدوره، قال جمال مصباح لاعب ليتشي الايطالي إنه لم يكن ينتظر أن يحظى بحب الجماهير من اليوم الأول "كنت أدرك عشق الجماهير الجزائرية لكرة القدم لكنني لم أكن أتصور أنني أستقبل بالحضن من طرف أنصار بلادي فهذا أمر يزيدني شعورا بالمسؤولية وأتمنى أن أشرف الألوان التي أتقمصها الآن "