رغم التباين الذي ميز ردود أفعال الصحافة المصرية، بخصوص العقوبات التي أصدرها الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في حق الإتحاد المصري، وهذا ما بين مهول لحجم العقوبات ومخفف لها، إلا أنها كانت متفقة في مسألة واحدة هي عدم تجرع طعم الهزيمة التي أقرتها الفيفا، وبغض النظر عن حدة هذه العقوبات، إلا أنها كشفت كذب المصريين، وأكدت تعرض حافلة المنتخب الوطني الجزائري للإعتداء في 14 نوفمبر من السنة الماضية .
وأول نقطة لم تهضمها الصحافة المصرية وتوقفت عندها كثيرا، كانت الاعترافات الصريحة لرئيس الاتحاد المصري سمير زاهر، لأول مرة باعتداء الجماهير المصرية على حافلة المنتخب الجزائري بالقاهرة وهو الإعتراف الذي تناقض مع تصريحاته السابقة. وفي مقابل ذلك، اعتبر زاهر في نفس الوقت أن العقوبة التي وقعت على مصر كانت خفيفة، معبرا عن رضاه التام بذلك . ورغم إعترافه بالإعتداء الذي طال حافلة المنتخب الجزائري، أكد زاهر رفضه تقديم الإعتذار للجزائر .
وفي ذات السياق، يبقى رئيس الإتحاد المصري يواصل الكذب على المصريين من خلال محاولته إيهام الرأي العام بمعاقبة المحكمة الرياضية للجزائر بعد فتح ملف مباراة أم درمان .
ولم يتوقف الرجل المهزوم، والذي يتعرض لحملة شرسة من طرف الصحافة المصرية عقب عقوبات الفيفا، عند هذا الحد، ولكنه واصل هذيانه وتحامله على الجزائر من خلال حديثه عن المباريات المرتقبة بين الأهلي المصري والإسماعيلي مع شبيبة القبائل في منافسة دوري أبطال إفريقيا، حيث طالب بضرورة جمع أي دليل يدين الفريق الجزائري وجماهيره من أجل تقديمها ضمن أي إحتجاج ضد الفرق الجزائرية .
ومن جهتها حمّلت الصحافة المصرية رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر المسؤولية كاملة فيما حدث، ووصفته بالمخادع والكاذب. وهذا مثلما ذهبت إليه جريدة اليوم السابع، والتي فتحت المجال أمام تعليقات القراء الذين طالبوه بالإستقالة.
ونفس الإنتقاد وجهته صحيفة " المصريون " التي اتهمته بتضييع حقوق المصريين، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل طالبت الجهات الرسمية بضرورة تقديمه للمحاكمة بعد فشله الذريع في الدفاع عن الملف المصري .
ولم يفوت أحمد شوبير الفرصة ليهاجم بدوره سمير زاهر، على التمثيلية التي خدع بها كل الشعب المصري بعد إعترافه بواقعة الإعتداء على المنتخب الجزائري. واعترف شوبير أمس في تصريحه لقناة "اليوم" أن عقوبات الفيفا كانت خفيفة مقارنة بما كانت تستطيع أن تتخذه ضد مصر، مثل اللعب خارج حدود مصر أو خصم نقاط من رصيد الفريق قبل التصفيات المقبلة . كما نفى حارس منتخب مصر سابقا إمكانية تعرض الجزائر لعقوبات من طرف المحكمة الرياضية أو الفيفا بسبب ضعف الملف المصري .
وكعادته، خرج المعلق عمرو أديب عن النص، ولم يتجرع فكرة إنزال العقوبات على مصر، وفي خرجة غريبة، قال في برنامجه "القاهرة اليوم"، مشككا دائما في وجود الإعتداء، أن قرار الفيفا بمعاقبة مصر تم وفق مؤامرة ما بين الفيفا والجزائر.
أخيرا ومن خلال قراءة بسيطة لردود أفعال الصحافة المصرية، يتأكد أن عقوبات الفيفا، لن تداوي الجروح ولن تنقص من حدة التوتر الموجود، طالما أن الإعتراف بالإعتداء لا يعني شيئا مقابل الإعتذار الرسمي لما اقترف من تجاوزات في حق مقدسات الشعب الجزائري.