بينما انطلق لاعبو ومشجعو إنتر ميلان يهللون ويحتفلون بإحراز لقب بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم مساء الأحد، غادر المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو أرض الملعب عقب انتهاء المباراة مع سيينا تاركاً الاحتفالات للفريق والمشجعين.
وتغلب إنتر على سيينا 1-صفر في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة من المسابقة ليتوج بلقب الدوري الإيطالي للموسم الخامس على التوالي.
واللقب هو السادس لمورينيو مع ثلاثة أندية مختلفة حيث سبق له الفوز بالألقاب الأربعة السابقة مع فريقي بورتو البرتغالي وتشلسي الإنكليزي.
ولكنه لم ينضم هذه المرة إلى احتفالات فريقه باللقب على النقيض تماماً مما حدث على استاد "كامب نو" في مدينة برشلونة الإسبانية عندما حجز إنتر مقعده في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا رغم هزيمته صفر-1 أمام برشلونة يوم 28 نيسان/أبريل الماضي في مباراة الإياب بالدور قبل النهائي.
وكان التوتر الشديد الذي صاحب مباراة الأمس سبباً في اختفاء مورينيو سريعاً وعقب صفارة النهاية بالدخول إلى غرف تغيير الملابس.
وقال مورينيو: "إنها المرة الأولى التي أفوز فيها بلقب من خلال المباراة الأخيرة في الموسم.. إنه ضغط هائل".
وقال مورينيو: "إذا سجلوا في الدقيقة الأخيرة. كان الأمر سينتهي بالنسبة لنا. شهد اللقاء توتراً هائلاً".
ويسعى إنتر حالياً إلى استكمال ثلاثيته هذا الموسم من خلال الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بعد فوزه بدوري وكأس إيطاليا ولكنه سيصطدم بطموحات بايرن الذي يسعى أيضاً إلى استكمال ثلاثيته بعد الفوز بلقبي الدوري والكأس بألمانيا.
وإلى جانب الضغط والتوتر، يبدو أن مورينيو سعى من خلال تصرفه إلى الإعلان عن كراهيته لكرة القدم الإيطالية التي عانى معها طويلاً والتي يبدو أنه في الطريق للابتعاد عنها بعد أسبوع وبالتحديد بعد نهائي دوري الأبطال رغم ارتباطه مع إنتر ميلان بعقد حتى 2012 .
وقال مورينيو: "أفكر الآن في المباراة النهائية أمام بايرن، وبعدها سأحصل على يومين أو ثلاثة أيام للتفكير بشأني.. رأيت في مرات عديدة على مدار الموسم أنها (الكرة الإيطالية) ليست بيئتي الطبيعية. ولكننا كنا على وشك بعض المباريات.. ولكنني أريد التفكير لبعض الوقت بعد المباراة النهائية".
ويرجّح أن هذا التفكير من قبل مورينيو يرتبط كثيراً بعلاقته المتوترة مع وسائل الإعلام الإيطالية وبالعديد من المدربين المنافسين والتي تسببت في التزامه الصمت خلال الشهور القليلة الماضية والتي لم يقطعها سوى تصريحاته العنيفة مؤخراً والتي برهنت على شخصيته.
ورغم سرعة انفعاله وبسبب رغبته الدائمة وطموحه لتحقيق الفوز، لن يجد مورينيو صعوبة كبيرة في إيجاد فريق آخر يدربه.
ويبدو ريال مدريد الإسباني على استعداد للتعاقد معه عقب انتهاء المباراة النهائية لدوري الأبطال مباشرة.
وقال ماسيمو موراتي رئيس نادي إنتر إنه يتمنى الاحتفاظ بمورينيو مع الفريق للأبد وبغض النظر عن راتبه السنوي الكبير والذي يبلغ 11 مليون يورو ولكنه لا يعرف القرار الذي سيتخذه مورينيو بشأن مستقبله مع الفريق.
ويحلم موراتي بإحراز لقب دوري الأبطال الذي لم يحرزه إنتر منذ أن فاز به مرتين في الستينيات من القرن الماضي عندما كان والد موراتي رئيساً للنادي.
وأيا كانت وجهة مورينيو فإنه يبدو قادراً على التألق والنجاح ولكن قليلين بعيداً عن إنتر سيفتقدونه في إيطاليا إذا قرر الرحيل.