استغربت وزيرة الثقافة خليدة تومي من الحملة التي أثرها ممجدو الاستعمار ضد فيلم ” الخارجون عن القانون” لرشيد بوشوارب و محاولة منعه من العرض في مهرجان كان الدولي. و قالت تومي خلال استضافتها في حصة ” بكل صراحة” على أمواج القناة الثالثة إن “أي محاولة لمنع عرض الفيلم آمر يثير السخرية “.
و اعتبرت خليدة تومي أن موقف الأمانة العامة للمحاربين القدامى الفرنسية التي قادت الحملة منافي لمبدأ حرية الإبداع الذي تعتبره فرنسا ذاتها مبدأ مقدسا منددة في الوقت ذاته، بما جاءت به الجمعية من معلومات التي لا تحمل أية مصداقية. و أشارت الوزيرة إلى أن مصدر معلومات الجمعية جاء من المصالح التاريخية التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية التي قادت حربا بسيكولوجية ضد الشعب الجزائري عندما كانت مكتب الحملات.
كما أضافت أن تلك المعلومات التي تدين ” الخارجون عن القانون” هي نفسها التي أكدت أن ” العربي بن مهيدي مات منتحرا ” بالرغم من تأكيد الضباط السامون الفرنسيون ذاتهم على قتله، في إشارة منها إلى مذكرات الجنرال بول أوساريس.
وقالت تومي انه على من يريد أن يعترض على هذا الفيلم الجزائري عليه أن يرد عليه بطريقة حضارية وهادئة ،”ليس على هؤلاء أن يصنعوا أفلاما تحمل وجهات نظرهم” ، وعن تمجيد الاستعمار قالت الوزيرة انه من يمجد الاستعمار الفرنسي بالجزائر يمجد الاستعمار النازي بفرنسا “.
وقالت تومي أن الفيلم يعطي فكرة حقيقية لواقع الأسر الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي في الفترة ما بين (1925/1962) ويشير إلى الظروف والضغوطات التي دفعتهم إلى الهجرة بعيدا عن بلادهم ويروي الفيلم طرق تشتت أسرة جزائرية وكيف ضاع مستقبل شبابها من خلال مشاركتهم في الحرب الهند صينية ودخولهم السجون الفرنسية ، ثم المخاض الذي تولد عنه الثورة الجزائرية في الخارج وبالضبط في فرنسا.
في موضوع آخر قالت الوزيرة أن جميع الأفلام التي أنتجت منذ 2005 قد أنتجت بفضل التمويل والدعم الحكومي وهو الدعم الذي جاء تجسيدا لإستراتيجية إعادة إنعاش قطاع السينما بالجزائر،وقالت الوزيرة ” كل المخرجين الأجانب يدركون جيدا إمكانيات الجزائريين” .
دعم السينما بالجزائر لا يعني ضخ الأموال فقط بل يعني الاهتمام بالتكوين وقد اتخذنا إجراءات لاستقطاب مكونين أجانب لفائدة الطلبة الجزائريين ونحن الملفات لإمضاء اتفاقيات مع محترفين، بالإضافة إلى هذا ستعمل الوزارة على إنشاء استوديوهات للسينما من اجل أن يتمكن المخرجون الجزائريون من تصوير أفلامهم كاملة بالجزائر .
ودعت الوزيرة المخرجين وأصحاب المواهب الجزائريين إلى المشاركة في نهضة سينمائية حقيقية بالجزائر وقالت الوزيرة الأمر لا يتعلق بالجزائريين بالداخل بل بكل الذين لديهم أصول جزائرية ، فما حقق في كرة القدم يمكن تحقيقه أيضا في السينما “.
وعن المواقع المصنفة من طرف اللجنة الوطنية للمواقع الأثرية، قالت الوزيرة أنها قد فاقت 460 موقعا بين موقع ومعلم ، موضحة أن عملية التصنيف تخضع لعدة مراحل وقد تدوم طويلا لتستكمل، كما أن ملفات التصنيف تدرس يوميا، وأعلنت تومي على قرب إنشاء وكالة وطنية للمواقع المحمية في الجزائر ستتكفل بحماية وتسيير المواقع الأثرية.