لا يزال رفض عبد المالك زياية لدعوة المدرب الوطني رابح سعدان يثير الجدل، حيث تحول إلى لغز حقيقي، خاصة وأن الأمر يتعلق بعدم المشاركة في المونديال، على الرغم من أن مثل هذه المواعيد تسيل لعاب أكبر النجوم العالميين، فما بالك بلعب مغمور من حجم الهداف السابق لوفاق سطيف .
ولعل ما يزيد من هذا الجدل ويؤججه أن التصريح الأخير الذي أدلى به ابن ڤالمة لقناة الجزيرة الرياضية في غمرة تتويجه بكأس خادم الحرمين الشريفين رفقة الاتحاد السعودي، جاء مقتضبا وغير مقنع على الإطلاق، باعتبار أن زياية أرجع الأمر إلى أسباب شخصية دون أن يدخل في التفاصيل، ما دفع الكثير لعدم منح تبريره هذا أي اعتبار .
وارتأينا بالمناسبة الاتصال بمدرب الاتحاد السعودي الأرجنتيني إنزو هكتور لمعرفة رأيه في الموضوع وسؤاله إن كان قد لاحظ تغييرا في سلوكات لاعبه مؤخرا يؤكد أنه يمر فعلا بمشاكل شخصية دفعته للاعتذار عن الاستجابة لدعوة الناخب الوطني.
وحسب التقني الأرجنتيني، فإن ابن ڤالمة كان طبيعيا إلى أبعد الحدود في تصرفاته الأخيرة: "لو كان الأمر غير ذلك، يقول هكتور، لما اعتمدت عليه في المباراة النهائية لكأس الملك، سيما وأن الأمر يتعلق بموعد حاسم يتطلب من كل من يشارك فيه أن يتمتع بكامل إمكانياته الفنية والمعنوية على وجه الخصوص. وأظن أن مردود زياية في تلك المقابلة يؤكد أني لم أخطئ التقدير، حيث أدى لقاء في المستوى ولعب الـ120 دقيقة التي استغرقها كاملة دون أن يترك الانطباع بأنه متأثر بأي شيء كان«.
وما دام الأمر كذلك، فلماذا يرفض زياية المنتخب الوطني إذن؟ هو السؤال الذي طرحناه على مدرب اللاعب الجزائري في الاتحاد السعودي فكانت إجابته:"صراحة لا يمكنني أن أكون جازما في هذا الموضوع، لأنني أرفض التدخل في الحياة الشخصية لعناصري، وهو ما منعني طبعا من سؤاله عن سبب رفضه للمنتخب الجزائري، على الرغم من أن الأمر يتعلق بلعب المونديال. ومع ذلك، أعتقد بأن ثمة مشكلا بينه وبين المدرب، أو هذا هو التفسير الوحيد لسلوكه في اعتقادي، حيث يتصور ربما بأن الناخب الجزائري لن يعتمد عليه كأساسي في ظل امتلاكه لمهاجمين يلعبون في أوروبا ".
وبرأي التقني الأرجنتيني دائما، فإن غياب زياية عن المنتخب الجزائري يعد خسارة كبيرة لهذا الأخير، "حيث أظل مقتنعا بأن زياية هداف موهوب يمكنه تقديم خدمات جليلة لمنتخب بلاده في المونديال«، ختم يقول محدثنا.