ندد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم هذا الأحد بالجزائر العاصمة ب”الحملة المسعورة” التي تقاد من وراء البحر بهدف تزييف الحقائق التاريخية التي تدين جرائم الاحتلال الفرنسي في الجزائر.
وقال بلخادم في كلمة ألقاها أمام جمع من الصحافيين عشية اليوم العالمي لحرية التعبير :”لا يفوتنا بهذه المناسبة أن نشير إلى الحملة المسعورة التي تقاد من وراء البحر ضد كل ما هو حقائق تاريخية تدين جرائم الاحتلال التي ارتكبها المستوطنون وجيش الاحتلال في حق الشعب الجزائري”.
وأضاف الأمين العام للحزب موجها حديثه للذين يقفون من وراء هذه الحملة: “ما رأيكم لو فتحنا الأرشيف لنكشف ما قام به المستوطنون و جيش الاحتلال من جرائم الإبادة المنظمة وطمس الهوية الوطنية وجرائم التعذيب التي لا يزال من طاله ذلك الفعل الشنيع على قيد الحياة من مجاهدين ومجاهدات “.
وفي نفس السياق أكد بان هؤلاء “لن يستطيعوا تغيير التاريخ و لا يمكن لنا وعلى مر الأجيال أن ننسى أو نمزق الصفحة التي تشهد على كل ما سلطوه على شعبنا الذي عشق الحرية فلم تؤثر في إرادته كل تلك الممارسات و نهض في التاريخ ليسجل أعظم ثورة في القرن العشرين”.
وعن هذه الممارسات استدل بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير بما لاقاه الصحفي الشهيد محمد العيشاوي الذي تم تكريمه بصفة رمزية من طرف حزب جبهة التحرير الوطني بحضور أفراد عائلته.
وفي معرض تطرقه لحرية التعبير أكد بلخادم بأن الكلام عن حرية التعبير “لا يعني التكلم عن شيء مجرد بل عما يجب أن تكون عليه هذه الحرية من التصاق بالواقع ودفاع عن مبادئ وثوابت وتعامل مع القضايا وطنية كانت أو عالمية بمصداقية بعيدا عن المؤثرات الذاتية التي مع الأسف–كما جاء في كلمته– لا تزال حتى اليوم تتحكم في البعض ليصدر أحكاما مطلقة بخصوص حرية التعبير والرأي”.
و ذكر بأن تشكيلته السياسية تعمل على أن يكون للصحفي قانون يحميه ويعطيه الثقة حتى يقوم بمهمته في نشر الوعي و الاهتمام بكل القضايا الوطنية وخاصة بقضايا الشباب.
واسترسل قائلا: “أننا نعمل من أجل إعادة النظر في قانون الإعلام و الإشهار و الذي مازال حزبنا يصر على أن يكون متجاوبا مع متطلبات المرحلة وأخلاقيات المهنة و متطلبات تمكين الصحفي من الحصول على حقوقه والالتزام بواجباته لنصل لاحقا إلى فتح المجال السمعي البصري”.
وخلص بلخادم إلى دعوة الإعلاميين الجزائريين إلى أن يكونوا “صوت الجزائر في التصدي لكل الذين يحاولون المس بثوابتنا ويحلمون بواقع تجاوزه الزمن” مؤكدا في نفس الوقت بأن الجزائر “لن تسكت عن كل من تسول له نفسه التعدي على التاريخ وحقوق الإنسان”.
وبالمناسبة سلمت عائلة الشهيد محمد العيشاوي الوثائق الخاصة بهذا الاخير لحزب جبهة التحرير الوطني على أن يضعها الحزب بدوره تحت تصرف المركز الوطني للأرشيف حتى تكون “ملكا لكل الجزائريين وتساهم في الحفاظ عن جزء من الذاكرة الوطنية”.
كما عرف اللقاء تدخل صديق الشهيد الطبيب بيار شولي الذي نوه بخصال وأعمال محمد العيشاوي الذي قال عنه بأنه كان من بين المناضلين الذين عانوا لسنوات عديدة قبل الثورة التحريرية مبرزا انه من العدل تكريم مثل هذا الرجل بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير باعتباره صحفيا كانت له مكانة في تاريخ الحركة الوطنية.
وقال صديق الثورة الجزائرية بان الشهيد قد تمكن بفضل إرادته وتفانيه في العمل و حبه لمهنة الصحافة من كتابة العديد من المقالات “الساخنة” مشيرا بان آخر لقاء له مع الشهيد كان يوم 2 نوفمبر 1954 .
ومن جهة أخرى أعلن بلخادم في تصريح للصحافة عن إنشاء رابطة الإعلاميين الجزائريين في الخارج بغرض الاستفادة من الكفاءات الوطنية من أجل تطوير مجال الإعلام والصحافة في الجزائر.
وبخصوص تجريم بعض الكتابات الصحافية أشار الى أن “بعض الصحافيين لا يفرقون بين الإشاعة و الخبر وبأن حرية الصحافة تكمن أولا وأخيرا في إعلام الرأي العام بالخبر ثم التعليق بعد ذلك عليه”.
وأكد بلخادم في نفس الموضوع أن حزب جبهة التحرير الوطني “ضد تجريم الصحافة و يؤيد إلغاء المتابعة القضائية للصحافيين مع تعديل قانون الإعلام”.
انتدب محمد العيشاوي بمهمة رقن بيان اعلان الثورة التحريرية وسحبه و اعتقل أيام قلائل بعد اندلاع الثورة و تعرض للتعذيب على أيدي الجيش الاستعماري.
استشهد سنة 1959 عقب اشتباك عنيف مع العدو بالولاية الرابعة التاريخية التي ساهم فيها في مصلحة الاعلام بالكتبات في النشرة الدورية التي كانت تصدر تحت
عنوان “حرب العصابات”.