انتقل الى مثوراه الأخير الصحفي والتقني والمجاهد في سبيل القضية الوطنية عبد الرحمان الاغواطي صبيحة اليوم في مرحلة ماقبل الاستقلال والذي اشتغل مديرا عاما للإذاعة والتلفزيون في ثمانينات القرن الماضي .
فقدت الجزائر اليوم واحدا من الشخصيات الثورية والإعلامية المعروفة على الساحة الوطنية ، بل وهو اشهر من نار على علم ، والتصق اسمه بالجزائر الثورية وجزائر الاستقلال ، وكان من الأعضاء الأساسيين الاوائل والمؤسسين والمساهمين في إنشاء الإذاعة السرية للثورة الجزائرية .
وإذا كانت المرحلة الأولى لهذه الإذاعة بدأت بجهاز إرسال من نوع PC 610 منتقل عبر شاحنة من نوع GMC أخرجت من القاعدة الأمريكية بالقنيطرة بالمغرب عام 1956 .
وإن كان صاحب الفضل في الحصول على الشاحنة وما فيها من أجهزة هو الفقيد رشيد زقار رحمه الله فإن كيفية خروج الشاحنة من القاعدة العسكرية الأمريكية بقيت غامضة.
أما المناضلون الذين أسندت لهم مهمة إعداد وتسيير الإذاعة السرية في مضمونها خصوصا التعاليق والبرامج السياسية والأخبار العسكرية فهم:
- السيد مدني حواس
- الأخ رشيد نجار
- الأخ المسمى”يوغرطة”
- الأخ بالعيد عبد السلام
- الأخ عبد المجيد مزيان
- الشيخ رضا بن الشيخ الحسين
- الأخ الهاشمي التيجاني
- المرحوم سيدي الشيخ وهو من طلبة الزيتونة.
قائمة التقنيين
من هذه القائمة أساسيون استمروا أمد طويلا، ومنهم من بقي مدة معينة ثم كلف بمهام أخرى كالمجاهدين بالعيد عبد السلام وعبد المجيد مزيان.
وكان الإشراف على الأجهزة التقنية يتم على يد تقنيين جزائريين من بينهم المجاهد عبد الرحمن الأغواط “سي العروسي” المجاهد موسى وكذلك الأخ عبد الكريم حسني.
أما جهاز اللاسلكي فقد كان يعمل عليه المجاهد علي قراز المعروف باسم”منقالة ” MANGALA
هنا ينبغي أن نشير إلى أن السلطات الإستعمارية، بعد عجزها عن التشويش على برامج إذاعتنا المتنقلة عن طريق بث أغاني عربية من مركز إذاعي بالجزائر على نفس موجات إذاعتنا الفتية، عمدت عدة مرات إلى محاولة تحديد المكان الذي تتواجد فيه سيارة البث المتنقلة لسحقها، وتمكنت في إحدى المرات من تحديد موقعها، فأرسلت طائرة أطلقت أنوارا كاشفة تمهيدا لقنبلة سيارة البث، غير أن يقظة الحراسة وسرعة التصرف أفشلت محاولة العدو ووسط كل هذا كان المجاهد والتقني الفذ المجاهد عبد الرحمن الأغواط “سي العروسي يقارع لآخر التقنيات التكنولوجية في الاتصال في خمسينيات القرن الماضي رحمة الله عليه .