أكدت الاتحادية الدولية لكرة القدم "فيفا" ما انفردت به الشروق في عدد سابق وهو الإعلان عن عقوبة المنتخب المصري في 18 ماي المقبل، في أعقاب اعتداء المصريين على حافلة المنتخب الجزائري في 12 من شهر نوفمبر 2009 بالقاهرة.
والجديد في القضية هو أن لجنة الانضباط لدى الفيفا لن تنطق بالحكم أو العقوبة علانية، بل ستبلغ مباشرة الاتحادية المصرية لكرة القدم، حسب ما أوردت أمس وكالة الأنباء الفرنسية .
والغريب في الأمر، هو تماطل الاتحادية الدولية في إصدار الحكم على الجانب المصري، وتأجيل الإعلان عن العقوبات إلى غاية شهر ماي المقبل، وبالتحديد في الوقت الذي يكون فيه الجزائريون بما فيهم رئيس الفاف محمد روراوة منشغلين بتحضيرات المونديال في التربص الأول بسويسرا، كما أنها رفضت الإعلان عن العقوبة جهرا وفضلت تبليغ الاتحاد المصري مباشرة .
وكان محامي الفاف رشيد بوعبد الله قد أكد للشروق في وقت سابق بأن هدف الاتحادية الدولية لكرة القدم من تماطلها في الإعلان عن قرارها إلى غاية النصف الثاني من شهر ماي المقبل، هو امتصاص غضب الطرف الجزائري الذي يرفض التنازل عن حقه، مستغلة اهتمام الرأي العالم والفاف بمونديال جنوب إفريقيا والمشاركة الثالثة لمحاربي الصحراء في تاريخ الكرة الجزائرية بعد إسبانيا 1982
والمكسيك 1986 .
ويبدو بأن توقعات بوعبد الله المحامي بتسليط عقوبة رمزية على المصريين كحرمانهم من لعب لقاءين من تصفيات المونديال المقبل بالقاهرة مع غرامة مالية قد تكون في محلها، خاصة وأن اللجنة التنفيذية لدى الفيفا تفضل التكتم وستراسل الاتحاد المصري مباشرة لإبلاغه بالعقوبة.
ولئن فصلت الفيفا في قضايا أكثر تعقيدا من حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري بالقاهرة في فترة وجيزة، إلا أنها انتظرت قرابة ستة أشهر لتعلن عن عقوبة مصر، وهو أمر محير حسب رجال القانون.