أجمع صحفيون ومدراء جرائد على كون رحيل الصحفية الجزائرية المعروفة باية قاسمي (58 عاما) يمثل خسارة كبيرة للصحافة الجزائرية التي فقدت اسما زاوج بين مواصفات صحفية
مناضلة وخصال المرأة الشجاعة.
وفي وقفة تأبينية بدار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، أشاد زملاء وأصدقاء المرحومة بالمشوار المهني المشرّف للراحلة، وفي تصريحات لـ”موقع الإذاعة الجزائرية”، عبّر زملاء باية قاسمي عن تأثرهم العميق برحيل هذه المرأة الشجاعة والتي أفنت عملها في خدمة الإعلام المتميز والمحترف .
وفي هذا الصدد، قال عمر بلهوشات مدير يومية الوطن، إنّ باية انفردت طيلة مسيرتها الإعلامية بنضالها من أجل حرية واستقلالية الصحافة، مشيرا إلى أنها ماتت وهي في عز الشباب، وأكّد بلهوشات:”الصحافة الجزائرية فقدت قامة كبيرة بوزن الإعلامية باية قاسمي”.
من جهتها، أشادت حدة حزام مديرة جريدة الفجر بصديقتها باية قاسمي، وقالت إنها كانت صديقة للجميع ولديها طريقة متميزة في التعامل مع الآخرين:”قرأت لها قبل أن ألتقيها واكتشفت فيها المرأة البسيطة والطيبة، كما كانت جارتي في المسكن، وجمعتنا آخر سهرة في شهر رمضان الماضي، وقبل أن تغادر إلى فرنسا تحدثنا في كثير من الأمور المرتبطة بالصحافة وبكتابها الجديد”.
بدورها، اعتبرت الإعلامية نفيسة لحرش أنّ باية قاسمي من النساء اللواتي شكّلن في مرحلة الثمانينات قوة اقتراح وفرض وجود، حيث دافعت حسبها على حرية المرأة والحرية العامة .
من جانبها، أشارت الإعلامية صليحة العربي إلى أنّ باية قاسمي كانت مهتمة بكل القضايا الفكرية وكل ما تعلق بالمرأة، ووصفتها بالصحفية الكبيرة التي لم تتغير مواقفها وعُرفت بشجاعتها وثباتها، وأكدت المتحدثة أنّ جائزة عمر أورتيلان التي تحصلت عليها باية قاسمي عام 2006 جاءت في وقتها المناسب حيث رفعت من معنوياتها التي تدهورت بسبب المرض.
ورحلت عنا الصحفية باية قاسمي الأحد الفارط إثر مرض عضال بباريس، وعُرفت الصحفية باية قاسمي بتواضعها ونضالاتها من أجل حرية التعبير طيلة مسارها المهني، فبعد دراستها العلوم السياسية والقانون الدولي بكلية السوربون بفرنسا، التحقت باية بالصحافة المكتوبة مباشرة بعد عودتها إلى الجزائر سنة 1985، حيث كانت ضمن الرعيل الأول للصحفيات الجزائريات.
وافتتحت باية مسارها المهني بأسبوعية “الجزائر الأحداث”، قبل أن تؤسّس رفقة كوكبة من الزملاء جريدة “لاتريبون”، مباشرة بعد بدء عهد الصحافة الخاصة مطلع سنة 1990
كما إشتغلت باية قاسمي كمراسلة للمجلة الفرنسية “الإكسبراس”، بالتزامن مع إدارتها أسبوعية” ليبوك” التي اشتهرت بأسلوبها الساخر وتم حلها إثر مشاكل مالية
وخطفت الراحلة كل الأضواء بكتابها عن الإرهاب الذي عنونته “أنا نادية زوجة أمير للجيا” الصادر سنة 1998، وهو مؤلّف حقق مبيعات خيالية آنذاك، كما حازت باية قاسمي جائزة عمر أورتيلان لأحسن صحفي، سنة 2006.