أكد تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) استمرار السلطات الإسرائيلية في إبعاد الفلسطينيين من منازلهم وهدم وإخلاء عدد آخر من ممتلكاتهم.
وفي وثيقة وزعها المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، جاء أنّ السلطات الإسرائيلية أبعدت فلسطينيا إلى قطاع غزة فور خروجه من السجن هذا الأسبوع بعد قضائه فترة العقوبة في السجن بلغت 9 سنوات، علما أنّ هذا المواطن الفلسطيني كان يعيش قبل سجنه فى الضفة الغربية مع زوجته وطفليه الذين ما زالوا يعيشون هناك، بينما يقيم هو حاليا في خيمة احتجاجية بالقرب من معبر إيريز.
وأقدمت الإدارة المدنية الإسرائيلية في الفترة من 14 إلى 21 من الشهر الجاري، على هدم ثمانية مباني يملكها الفلسطينيون فى قرى في بيت لحم وكلها تقع في منطقة “ج” بالضفة الغربية بحجة عدم حصولهم على تراخيص للبناء بينما سلمت سبعة أوامر بوقف البناء بحق خمسة مباني فلسطينية في قرية حلحول بالخليل والنبى إلياس بقلقيلية، مع الإشارة إلى كون أوامر وقف البناء هي إجراء إداري إسرائيلي يسبق إصدار أمر الهدم.
كما طلبت الشرطة الإسرائيلية خلال الفترة نفسها وبشكل شفهي، من خمس عائلات فلسطينية مكونة من 40 شخصا تعيش فى احد أحياء القدس الشرقية، بإخلاء منازلهم بزعم انقضاء الموعد الأخير الذي أصدرته محكمة العدل العليا الإسرائيلية فى ديسمبر الماضي .
وأفاد التقرير، أنّ السلطات الإسرائيلية فرضت إغلاقا شاملا على الضفة الغربية من 17 إلى 20 من الشهر الجاري خلال عطلة يوم الذكرى، بما نتج عنه منع الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يحملون تصاريح دخول سارية المفعول من الدخول إلى إسرائيل والقدس الشرقية باستثناء حالات محدودة.
وتحدث التقرير عن تفاقم الأضرار الناجمة عن حريق شب في مصنعين في إحدى قرى جنين التي يسكنها أكثر من أربعة آلاف نسمة، متسببا في خسائر قدرت بحوالي 270 ألف دولار نتيجة تأخير وحدة إطفاء فلسطينية أكثر من ساعة على حاجز تفتيش واقع على الجدار العازل قبل السماح لها بالعبور.
وحسب التقرير الأممي، قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ مائة عملية بحث داخل القرى والبلدات الفلسطينية اعتقلت ثلاثة فلسطينيين في إحداها بمنطقة سلوان بالقدس الشرقية بحجة إلقائهم الحجارة، كما أصابت ستة فلسطينيين من بينهم ثلاثة أطفال.
محمود عباس: نرفض دولة الحدود المؤقتة رفضا قاطعا
في سياق متصل، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض السلطة الفلسطينية للطرح الإسرائيلي القاضي بإنشاء دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة.
وفي كلمته أمام الدورة الثالثة للمجلس الثوري لحركة فتح اليوم السبت، قال عباس:”يتعيّن على الإسرائيليين أن ينسوا موضوع الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة ونحن متمسكون بكل ما جاء في خطة خارطة الطريق”.
وأضاف أن الفلسطينيين التزموا بكل بنود خطة خارطة الطريق، في حين لم تلتزم إسرائيل بأي شيء منها.
وأوضح الرئيس الفلسطيني، أنّ إسرائيل تريد مواصلة التمسك بخيار الضم والتوسع والاحتلال الأبدي الذي لا يترك أمام شعب فلسطين مجالا لتطبيق خياره الوطني في إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع جوان عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش حسبه جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام .
هكذا ترد إسرائيل: جرح 5 فلسطينيين وأجنبية في غزة
على الصعيد العملياتي، جُرح خمسة فلسطينيون على الأقل ومتضامنة أجنبية من مالطا اليوم السبت بنيران الجيش الإسرائيلي شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة خلال تظاهرة أسبوعية ضد المنطقة العازلة التي تقيمها إسرائيل على طول الحدود مع غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، أنّ قوات الإحتلال المتمركزة على الحدود الشرقية للمخيم، أطلقت النار باتجاه تظاهرة أسبوعية نظمتها الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي ضد المنطقة العازلة التي تقيمها إسرائيل على طول الحدود بعمق 300 متر داخل قطاع غزة مما أدى الى وقوع إصابات.
وصرح مسعفون فلسطينيون بأنّ خمسة فلسطينيين على الأقل أصيبوا بنيران القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى متضامنة أجنبية تدعى فينكا سميث من مالطا وهي عضو في حركة التضامن الدولي، علما أنّ حالة أحد الجرحى الفلسطينيين خطيرة.
ولفت مسؤولون في الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي، على أنّ الهدف من الاحتجاجات الفلسطينية هو إنهاء إقامة هذه المنطقة التي تعرض حياة المزارعين الفلسطينيين للخطر وحرمانهم من العمل في أراضيهم الزراعية.
20 أسيرا يناشدون الضمير الدولي من القبور الانفرادية
بدورهم، ناشد 20 أسيرا الضمير الدولي من القبور الانفرادية، وذكر مركز الأسرى للدراسات، أنّ هؤلاء لا يرون الشمس فى عزل انفرادي لدى إسرائيل، داعين الجهات المعنية للتدخل لإنقاذ حياة الأسرى الموجودين فى السجون الإسرائيلية.
وأكد رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أنّ هنالك 19 أسيرا فلسطينيا جرى عزلهم، بالإضافة إلى الأسيرة وفاء البس وهي الوحيدة من قطاع غزة من الأسيرات والموجودة فى عزل بسجن الرملة منذ نهاية سنة 2009.
وأشار حمدونة إلى كون زنازين العزل الانفرادي بمثابة قبور مظلمة وتنطوي على خطورة تهدد حياة الأسرى فيها، كما حذر المتحدث من الوحدة والغربة داخل الزنازين وانعكاسهما على نفسيات الأسرى خصوصا مع ظروف الزنازين المعتمة وقسوتها لا سيما مع تكاثر الحشرات وقلة رؤية الشمس والهواء والرطوبة العالية وانعكاسها الصحي على حياة الأسرى.
ودعا المركز المذكور كل المؤسسات الإنسانية والحقوقية لإنهاء مأساة الأسرى المعزولين عبر نقلهم إلى السجون المركزية للعيش مع زملائهم دون استهداف لنفسياتهم وصحتهم وتوازنهم.