أصبحوا من أفضل 32 منتخبا في العالم
الخضر يقلقون الإنجليز ويخيفون الأمريكان
الخضر حجزوا مكانا بين الكبار
هل كان رابح سعدان يحلم بأفضل من هذه المجموعة، بالتأكيد لا، خاصة وأن الناخب الوطني قد عبر عن رأيه في منافسيه لحظات بعد نهاية عملية القرعة ولم يغير خطابه المائل إلى الحذر، حتى وإن كان سعيدا ومقتنعا بأن الحظ قد وقف إلى جانب الخضر.
قالها الأخصائيون.. "الخضر" منتخب مخيف
لم يخف المتابعون لعملية القرعة قولهم بأن المنتخب الجزائري قد كان محظوظا مقارنة بالمنتخبات الإفريقية الأخرى التي أجبرت على مواجهة منتخبات كبيرة لها خبرة كبيرة في كأس العالم.
وإذا كان الكثير من النقاد يعتقدون بأن المنتخب الوطني قد عاد بعد سنوات طويلة من شق الصحراء، فإن الغالبية منهم تؤمن بأن كتيبة رابح سعدان ستكون في المونديال القادم محل اهتمام وأنظار كل المتتبعين، ويبني أصحاب هذا الرأي تحليلهم على أن المنتخب الجزائري قفز الكثير من الحواجز في ظرف قصير واستطاع -كما يقولون- إزاحة بطل افريقيا مرتين ألا و هو الفريق المصري. ويرى التقنيون المهتمون بالكرة الإفريقية أن المنتخب الوطني استطاع أن يوظف قدراته الاحترافية وهو ما جعله منتخبا يخيف كل من واجهه، ومنهم من أكد بأن التركيبة البشرية للمنتخب الوطني المعتمد أساسا على اللاعبين المحترفين هي التي صنعت الفارق ضد المنتخب المصري.
كابيلو حذر من الخضر.. وسلوفينيا ضيف غريب عن الدورة
وفي ذات السياق، جاءت آراء الكثير من نجوم الكرة العالمية السابقين ممن حضروا عملية سحب القرعة من أمثال بيرهوف الألماني و هيرو قائد ريال مدريد السابق أو حتى نجم البرتغال لكل الأوقات أزوبيو لتسير في نفس الإتجاه بالقول أن المجموعة التي يلعب فيها المنتخب الجزائري متوازنة ومفتوحة على كل الاحتمالات حتى وإن كانت الأفضلية للمنتخب الإنجليزي الذي يدربه الإيطالي كابيلو، هذا الأخير الذي قال في أكثر من مناسبة بأنه يعترف بقدرات الكرة الإفريقية وتطورها الذي بات يهدد كبار العالم.
حتى وإن كان مدرب "الإنجليز" يعرف بأن فريقه هو المرشح للصعود إلى الدور الثاني، فهو في ذات الوقت يعرف بأن مواجهة ثلاثة منتخبات ذات خصوصيات مختلفة ستطرح عليه إشكالا كبيرا، مادام أن المنتخب الجزائري قد بين في أكثر من مناسبة أنه قادر على قلب الطاولة على المنتخبات الكبيرة ولا سيما في كأس العالم، والمنتخب الأمريكي الذي أصبح منذ عام 1994 لما استضاف المونديال منتخبا محترما، ويعد منتخب سلوفينيا مجهول الهوية، لكنه استطاع في صمت إبعاد منتخب روسيا من سباق كأس العالم.
إزاحة مصر زادت من قيمة المحاربين.. واعتراف عالمي بحنكة سعدان
كانت عملية القرعة التي جرت بمدينة كاب تاون مناسبة للكثير من المهتمين بالكرة العالمية للإلتقاء والحديث عن تصفيات كأس العالم. من هدف هنري المسروق إلى اعتداء المصريين على حافلة الخضر، ومن مرور فرنسا من بوابة الملحق إلى معاقبة مارادونا، لم يخل النقاش من الحديث عن "ثورة الخضر" التي غيرت ترتيب الأمور في شمال افريقيا. وقد تحدث الكثير من المدربين والإعلاميين وقالوا بأنهم تابعوا المنتخب الجزائري وأعجبوا به لا سيما في المرحلة الثانية من التصفيات. ويؤكد المعجبون بالمنتخب الوطني أنهم شاهدوا فريقا شابا ومتماسكا استطاع أن يتحسن بسرعة، ليبقى المقياس الأول بالنسبة لهم هو الروح التي لعبوا بها أمام منتخب مصر في المقابلتين الأخيرتين. أما المدرب رابح سعدان، فقد أصبح اسما كبيرا بين المدربين الذين جاءوا لحضور عملية القرعة. ولم يتردد مدرب منتخب نيجيريا في القول بأنه رفقة سعدان من المدربين الإفريقيين الوحيدين في المونديال.
سنناصر الجزائر.. لكننا نريد منها هدية
حتى وإن كانت كأس العالم 1982 قد باتت في حكم الماضي، إلا أن الذين يعرفون تاريخ المنتخب الوطني مازالوا يحلمون بفوز جزائري جديد. المناصرون في جنوب افريقيا -وما أكثرهم- اختاروا مع من سيقفون في جوان القادم، فزيادة عن منتخب بلادهم، يقول أنصار "البافانا بافانا" أنهم سيشجعون المنتخب الجزائري زيادة عن إخوانه من المنتخبات الإفريقية الأخرى. ويطالب هؤلاء المشجعون بفوز تاريخي سيكون هدية من "الخضر" لجمهور دولة جنوب افريقيا. وقد ذهب بعض الشبان بعد الانتهاء من عملية القرعة إلى حد القول بأن المنتخب الجزائري بإمكانه الفوز على الإنجليز، وهناك منهم من يذهب إلى أبعد من ذلك لما يصرح: "كأس العالم ستبقى في افريقيا".
عودة الخضر مؤشر على عودة التوازن إلى الكرة الإفريقية
نيجيريا والجزائر والكامرون، المنتخبات الثلاثة قد غابت عن كأس العالم لفترات متفاوتة وهو ما جعل منتخبات "جديدة" تتأهل كما حدث في الدورة الأخيرة لما صعدت الطوغو وغانا وكوت ديفوار. ويرى العارفون بشؤون الكرة الإفريقية أن تأهل الجزائر يعني أيضا عودة منتخب كبير له تاريخ لا يمكن نكرانه مهما كانت المراحل الصعبة التي مر بها الخضر.
سعدان يحب التحديات.. لكن لا ضغط على اللاعبين
بخصوص منافسي الخضر في المونديال، فإن المدرب الوطني رابح سعدان غير قلق بالمرة عن المنتخب ولا خائفا من المنافسين. وبالنسبة للناخب الوطني الذي قال رأيه قي المنتخبات الثلاثة التي سيواجهها في جوان القادم أنه لا يؤمن بوجود منتحبات صغيرة في كرة القدم. حتى وإن كان الموعد يقترب بخطوات عملاقة، إلا سعدان لا يريد الضغط على اللاعبين ومطالبتهم بالنتائج المسبقة كما يفعله البعض. ولم ينس المسؤول الأول عن الخضر بأن هناك موعدا إفريقيا هاما الشهر القادم ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط فيه. كما أن سعدان يرى في كأس أمم افريقيا مناسبة هامة للعمل وتدعيم اللعب الجماعي والرفع من جاهزية اللاعبين. أما النتائج والحسابات فيقول المدرب الوطني أنها لم تهمه في يوم من الأيام.
أصداء من كاب تاون
* بالرغم من حضور العديد من الوجوه الكروية العالمية، إلا أن دافيد بيكام كان النجم الأول الذي سرق الأضواء من بقية الحضور. وقد أثار وصول النجم الإنجليزي إلى قصر المؤتمرات حركة غير عادية وحضورا أمنيا بارزا بالرغم من أن الزيارة لم تدم لأزيد من دقائق.
* عمل المنظمون على جمع المدربين ومساعديهم في فندق واحد يقع بالقرب من قصر المؤتمرات الذي احتضن عملية القرعة. وكان المنظر غريبا بالتقاء كابيلو، ليبي، دونغا، لوغوين، ديلبوسكي وغيرهم من كبار المدربين. وإذا كان الجميع يعلق على عملية القرعة، فإن الإيطاليين كابيلو وليبي قد أظهرا كبرياء مفرطا ما أثار اشمئزاز كل الحاضرين.
* عرفت عملية القرعة التي احتضنها قصر المؤتمرات بكاب تاون تنظيما محكما جدا بشهادة كل الحاضرين. وكان المسؤولون في لجنة تنظيم كأس العالم يريدون من عملية القرعة أن تكون إشارة انطلاق كأس العالم وتكون ايضا فرصة لإظهار إمكانيات دولة جنوب افريقيا وقدرتها على التنظيم.
* عاشت مدينة كاب تاون أسبوعا حافلا بالنشاط بمناسبة إجراء عملية القرعة. وعرفت المدينة خروج المواطنين للإحتفال بالحدث واستقبال الضيوف. وعرفت الطرق المؤدية إلى قصر المؤتمرات إقامة العديد من المسيرات والتجمعات. وقد ارتفعت وتيرة النشاط بعد الإعلان عن نتائج عملية القرعة.
* استقطبت عملية القرعة حضورا إعلاميا مميزا تمثل في العشرات من القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف. وتعتبر قرعة كأس العالم حدثا كرويا هاما لا تضاهيه سوى الدورة النهائية. ولم يتمكن الإعلاميون من القيام بعملهم على أكمل وجه بسبب التضييق الذي تفرضه الفيفا في مثل هذه المناسبات.
* شارك وفد الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بقيادة السيد محمد روراوة في اليوم الإعلامي الذي أقامته اللجنة المنظمة صبيحة إجراء عملية القرعة بقصر المؤتمرات. وكان الموعد الذي حضره كل مدربي المنتخبات المتأهلة فرصة للمنظمين سمحت لهم بتقديم كل المعلومات والوثائق المتعلقة بالدورة النهائية في جوان القادم.
* مباشرة بعد انتهاء عملية القرعة، بدأ المسؤولون عن المنتخبات المشاركة يضعون اللمسات النهائية لإقامتهم في جنوب افريقيا. وكانت لجنة التنظيم قد طلبت من المشاركين تقديم ثلاثة اقتراحات لتحديد مكان إقامتها خلال الدورة. وسيتم ترسم الاختيارات المقترحة حسب الألويات. وفي هذا الصدد، سيتعرف المشاركون على أماكن إقامتهم في الأيام القليلة القادمة ومن بينها المنتخب الوطني الذي قد يقع اختياره على العاصمة جوهانسبورغ.
* يبدو أن مدرب المنتخب الفرنسي قد كان له ما أراد من عملية القرعة. وكان مدرب الديكة قد لمح أنه يتمنى تجنب مواجهة المنتخبات الإفريقية في النهائيات وهو ما حدث فعلا. ويبدو واضحا أن الفرنسيين لم ولن ينسوا أبدا خسارتهم المرة على يد السينغال في نهائيات كوريا واليابان عام 2002 .
* يعتبر المنتخب الإسباني هو المرشح الأول لنيل لقب كأس العالم جوان المقبل. وقد عبر الكثير من المختصين والتقنيين في تدخلاتهم قبيل عملية القرعة أن اسبانيا تملك المنتخب الأمثل القادر على مضايقة ايطاليا والبرازيل وغيرهما. ويرى فريق آخر أن المنتخب الإسباني سيكون أمام فرص ذهبية لنيل أول لقب عالمي له بعد اللقب الأوروبي في 2008 .
* هل ستبقى الكأس الذهبية في القارة؟ هذا هو السؤال الذي طرحه الكثيرون من الأفارقة في كاب تاون. ولا يتردد بعضهم في القول إن المنتخبات الإفريقية وعلى رأسها كوت ديفوار قادرة على مباغتة الأوروبيين وافتكاك اللقب العالمي لأول مرة، لكن شتان بين الأمنيات وواقع الكرة