اختتمت أشغال الندوة الدولية الـ 16 للغاز الطبيعي المميع ظهيرة هذا الأربعاء بعد أربعة أيام من النشاط.
و ترأس حفل اختتام هذه التظاهرة المنظمة كل ثلاث سنوات و التي خصصت بشكل استثنائي للصناعة العالمية للغاز الطبيعي وزير الطاقة و المناجم شكيب خليل بحضور الرئيس مدير العام بالنيابة لسوناطراك و رئيس لجنة تنظيم الندوة عبد الحفيظ فغولي.
و خلال هذا الحفل سلمت الجزائر بشكل رسمي المشعل للولايات المتحدة التي ستنظم بيوستون التي تعد القلب النابض لصناعة المحروقات الندوة الدولية الـ 17 للغاز الطبيعي المميع.
و رحب جاي كوبان المدير التنفيذي للندوة الدولية الـ17 للغاز الطبيعي المميع باحتضان بلده للطبعة المقبلة من الندوة في غضون ثلاث سنوات.
و أكد خليل أن هذا اللقاء العالمي كان ناجحا على كل الأصعدة مبرزا المشاركة القوية لأقرب من 3000 منتدب و 200 شركة بمعرض الندوة الدولية الـ 16 للغاز الطبيعي المميع و كذا نوعية المحاضرات المنشطة أثنائها.
و بعد إعلانه عن اختتام أشغال الندوة الدولية الـ 16 للغاز الطبيعي المميع أكد فغولي أنه رغم صعوبات الملاحة الجوية التي صادفت انعقاد هذا اللقاء كان هذا الأخير ناجحا و سمح بتوضيح مسائل هامة في مجال الصناعة الغازية.
وأشار في هذا الصدد الى أن اجتماع منتدى البلدان المصدرة للغاز المنعقد على هامش الندوة الدولية الـ 16 للغاز الطبيعي المميع سمح بالتأكيد من جديد على الإجماع حول مصير الغاز على مستوى التوازن الطاقوي العالمي.
و حسب فغولي فان إحدى النتائج المباشرة لهذا اللقاء هو أن الشركة البحرية التي استأجرت سفينتين لإسكان المشاركين قررت إدخال مدينة وهران ضمن برامجها.
و دعا رئيس الجمعية الدولية للغاز ارنستو لوبز أنادون الدول المنتجة للغاز إلى التكتل و دفع البلدان المستهلكة إلى ترقية استهلاك الغاز الطبيعي الذي يعد طاقة نقية عكس البترول و الفحم.
هذا وأكدت وزارة الطاقة و المناجم اليوم أن الندوة الدولية الـ 16 حول الغاز الطبيعي المميع شكلت فرصة بالنسبة للمشاركين لمناقشة أهم المواضيع المتعلقة بالسوق الغازية.
و أوضحت الوزارة في بيان لها نشر في ختام أشغال الندوة أن المواضيع الهامة التي تمت مناقشتها على مدى ثلاثة أيام تمثلت في تطور سوق الغاز الطبيعي المميع في سياق تميزه الأزمة الاقتصادية و آخر التطورات التكنولوجية للصناعة الغازية و الموارد غير التقليدية و مشاريع الغاز الطبيعي المميع و تقنيات التسويق و كذا الجوانب المتعلقة بالاستثمارات و الأمن و البيئة.
وفي هذا السياق ، يرى الاستاذ أحمد فتوشي مدير التخطيط والإستراتيجية بشركة سوناطراك ” أن ارتباط الجزائر بالعقود الطويلة الأجل أمر مريح لها ” ويضيف ذات المصدر قائلا ” انه اليوم لدينا وضعية واحدة متمثلة في أنابيب الغاز التي نسوق عبرها منتوجنا أو الغاز المميع ، وهذا من اجل تنويع الصادرات ، وأؤكد مرة ثانية أن الغاز الجزائري يسوق طبقا للعقود الطويلة الأجل ، لكن أحيانا وبسبب قدرات الإنتاج هناك فائض وهذا الفائض يخزن الى حين تصبح للأسواق بدائل ، وهذا ما يكون في صالح سوناطراك حيث يكون بإمكانها تسويق الغاز عن طريق البواخر ليصل الى كل بقاع العالم ” .
وتضيف المصدر أن الجزائر وعلى غرار باقي البلدان المنتجة والمصدرة تبقى تعاني من انحدار الأسعار الى مستويات دنيا ، ولذا يعد البحث عن سعر مناسب لتغطية تكاليف الإنتاج هو الرهان الذي تسعى دول المجموعة من اجل كسبه.
وفي هذا الإطار يؤكد علي بدوشي الرئيس المدير العام لشركة بريتش بيتروليوم فرع الجزائر ” هناك مشكلتان رئيسيتان الأولى تتمثل في تراجع الطلب من لدن البلدان المستهلكة بسبب الأزمة الاقتصادية ، وثانيا الارتفاع المستمر للاستثمارات والتجهيزات اللازمة لتطوير حقول غاز جديدة ، والرهان هو جعل هذه الاستثمارات ناجعة وذات مردود على المدى الطويل ، إذن من المعقول أن يكون سعر الغاز المسوق موازيا لتغطية تكاليف هذه الاستثمارات” .