تحتضن جامعة عمار ثليجي بولاية الأغواط مطلع الأسبوع القادم ملتقى دوليا حول السردية العربية وجدلية الحداثة، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والباحثات من داخل وخارج الوطن، وسيعكف الموعد على إضاءة عدد من الدوائر العتمة التي تحيط بالعملية السردية في سياقها العربي، مع العمل على تفعيل النقاش بما يكفل منح الكيفيات العلمية والثقافية النجاعة اللازمة في تقصي الأبعاد، وتقويمها في الآن ذاته.
وعلى هذا، سيكون الاضطلاع بالبحث تنقيبا عن الآليات التي تؤطر المتن السردي، وعن براعة القاص أو الروائي في تشكيل عوالمه السردية، وكيفيات تأثيث الخطاب السردي، خرائطه اللفظية ومحمولاته الدلالية، بالإضافة إلى الفضاء السردي وأدواته الفنية، ووظيفة المخيال الانزياحي في تأطير دلالة النص، موضوعات خصبة للتداول على منصة المحاورة والنقاش من طرف المشاركين أيام 24، 25 و26 من الشهر الجاري، حيث تجمعهم الرغبة الواحدة في الوعي بآليات الكشف والتأويل التي تحيل على التحكم في معرفة أجزاء الجسد النصي، والتمكن من مفاتيح الدخول إلى خلاياه.
الملتقى سيعرف تدخل نخبة من المهتمين، على غرار كل من الدكتور عيسى بريهمات، شعيب إبراهيم، خليفة محمد، عامر مسعود، بديار بشير، صحراوي مسعود، دبة الطيب، قريبيز محمد، وغيرهم.
وتأتي أهمية هذه التظاهرة الأكاديمية من مكانة موضوع السرد الذي أصبح يحتل مركزا مهما في دائرة الجدل الثقافي في الجزائر، وفي البلاد العربية في القرن العشرين، استطاع أن يفرض نفسه على واجهة الهوية الجمالية الحضارية العربية، ويفتح الباب لقيام فضاء عميق يعكس التحولات الجذرية في المجتمع العربي الباحثة عن التموقع بين امتداد الموروث وهاجس الحداثة.