تحيي الجزائر اليوم ذكرى “يوم العلم” المصادف للذكرى ال70 لرحيل العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، رائد حركة الإصلاح في الجزائر ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وعشية الذكرى شهدت ولايات الوطن عدة ملتقيات علمية وفكرية تخليدا لهذه الذكرى المصادفة ليوم ال16 أفريل من كل سنة.
وفي ملتقى وطني احتضنته جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة بعنوان “منهج العلامة عبد الحميد بن باديس في التفسير”، أشاد خلاله المشاركون بدوره في محاربة الجهل والأمراض الاجتماعية الناجمة عن الاستعمار آنذاك وذلك لحماية وصون المبادئ والمثل الاجتماعية والثقافية والدينية والهوية الجزائرية.
رئيس جامعة الأمير عبد القادر الدكتور عبد الله بوخلخال:
القضية الوطنية .. جيلا عن جيل
من جانبها أحيت ولاية قالمة يوم العلم بتنظيم لقاء ثقافي فكري حول الذكرى ال54 لاستشهاد ابنها البطل سويداني بوجمعة .
وأكد مدير الثقافة للولاية أن الهدف من هذا الملتقى هو جعل هذه المناسبة ذكرى تربط بين التاريخ والعلم لأنها تجمع بين رحيل رائد الإصلاح في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي كان يوم 16 أفريل 1940 وكذا استشهاد البطل سويداني بوجمعة في نفس اليوم من سنة 1956 “.
وتم خلال هذا اللقاء التطرق إلى سيرة الرجلين ودورهما في الحركة الوطنية منها محاضرة للأستاذ محمد برقطان شاعر ومدير سابق للثقافة بقالمة حول ” ابن باديس الرمز والمشروع الوطني الحضاري ” والتي تطرق فيها إلى فكره ودوره في الإصلاح الثقافي والديني وآثاره.
كما ألقى الدكتور محمد شرقي رئيس قسم التاريخ بجامعة قالمة محاضرة بعنوان ” سويداني بوجمعة الرجل والقضية” تطرق فيها إلى السيرة الذاتية للبطل منذ ولادته سنة 1922 بمدينة قالمة التي تحصل بها على شهادة البكالوريا وانضمامه إلى الكشافة الإسلامية ونشاطه الرياضي ضمن فريق ترجي قالمة ثم انخراطه في النضال ضد المستعمر في المنظمة الخاصة بين قالمة ووهران والجزائر العاصمة إلى غاية استشهاده في حاجز قرب مدينة القليعة.
الشيخ الثعالبي.. عالم زاهد ومصلح
واحتضنت ولاية بومرداس هي الأخرى بالمناسبة ملتقى فكري نظمته مديرية الثقافة للولاية، تناول موضوع إسهامات العلامة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي في إشعاع الثقافة الإسلامية بمنطقة شمال إفريقيا.
وقد نشط هذا اللقاء كل من الباحث زعيم خنشلاوي والأستاذ الجامعي عبد الرزاق قسوم ، الذي أراد أن يقدم من خلال محاضرته الشيخ عبد الرحمان الثعالبي كعالم وكزاهد متصوف، مؤكدا أن الزهد والتصوف عنده كان متمثلا في الأخلاق، وهو عالم عامل بعلمه وصالح مصلح لغيره.
الدكتور عبد الرزاق قسوم:
الدكتور زعيم خنشلاوي، أكد من جانبه بأن العلامة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي لعب دورا كبيرا ومحوريا في بلورة المرجعية الدينية للهوية الجزائرية في وقته ولا تزال أثاره شاهدة على ذلك إلى اليوم، مضيفا بأنه كان له دورا عظيما في التأسيس وإحياء روحانية متنورة في عصره طبعت السلوكات الاجتماعية لسكان الجزائر العاصمة و ما حولها.
وقال المتحدث أن الشيخ استطاع أن يحافظ على معالم وخصوصيات الشخصية الجزائرية في ظل تسلط الاستعمار وما تبعه من إبادة ثقافية وعمرانية شاملة، وذلك بفضل شخصيته وقربه ومعايشته لمختلف شرائح الشعب بشتى مكوناته من فقراء وأميين ووجهاء.
وأضاف أن الشيخ عبد الرحمن الثعالبي الذي ولد سنة 784هـ الموافق لسنة 1384 م بواد يسر وتوفي في 23 من شهر رمضان سنة 875 هـ الموافق لسنة 1470 م، اشتهر بزهده و تصوفه ومحاربته للبدع والفتن والجهل والظلم في أوساط المجتمع، مشيرا إلى أن له مواقف مشهورة في محاربة المحتلين للبلدان والمستضعفين للشعوب والمستلبين لخيراتها.