كشف الأمين العام لحركة الجهاد رمضان شلح، هذا الجمعة، عن مساع سعودية وقطرية تبذل في سبيل تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، واعتبر شلح أنّ المملكة بإمكانها لعب دور أساسي في موضوعي القدس والمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية.
وفي حوار نشرته صحيفة الوطن السعودية، وصف شلح أنّ الحديث عن الانقسام أصبح ذريعة وشماعة يعلق عليها الهروب العربي من تحمل المسؤولية تجاه فلسطين والقضية الأمّ، متصورا أنّ الانقسام هو نتيجة وليس سببا.
وحول تحفظات الحركة على الورقة المصرية، قال شلح:”الورقة لم تقدم لنا رسميا، ونحن قرأناها في الإعلام”، كاشفا أنّ هذه الورقة بالأساس جمعت بين الحديث في تفاصيل المشكلة بين فتح وحماس كتنظيمين متنازعين في الساحة الفلسطينية، قائلا بضرورة الفصل، مضيفا:” صياغة الورقة تتطلب معالجة تسمح لنا كتنظيم مقاوم غير مشارك في السلطة، وغير منخرط في هذه العملية المتنازع عليها اليوم بين فتح وحماس، بأن نكون جزءا من أي اتفاق قادم، أما الصيغة الحالية فهي تطلب منا أن نوقع على شيء نحن لسنا جزء منه”.
في غضون ذلك وصل إلى قطاع غزة، اليوم، سفيان أبو زايدة عضو المجلس الثوري لحركة فتح، في زيارة تستمر سبعة أيام، بعد غياب دام لأكثر من ثلاث سنوات بعد أحداث الانقسام في جوان 2007، حيث أكد أبو زايدة عدم وجود ترتيبات للقاء مع حركة حماس قبل وصوله.
وقال أبو زايدة إنّ زيارته لقطاع غزة لها معاني كبيرة، وتأتي في سياق الحق الطبيعي للإنسان الفلسطيني، بأن يتنقل بين المحافظات والمدن الفلسطينية، معتبرا إنّ الشيء الغريب في الأمر هو أن يحرم المواطن الفلسطيني من زيارة أهله وذويه والعيش في كنفهم تحت أي ظرف من الظروف.
موازاة مع ذلك، أكدت حركة حماس أنها تتعرض لضغوط داخلية وخارجية من مصر بسبب رفضها التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية، وشدّد سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس، أنّ حركته متمسكة بملاحظاتها على عدد من بنود الورقة المصرية، ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
واتهم أبو زهري القاهرة التي ترعى الحوار الفلسطيني بفرض ورقتها للمصالحة وفق نصها قائلا:” بكل أسف، اللغة كانت وما زالت كما هي، يجب أن توقعوا أولا وأخيرا على هذه الورقة، كما هي”.
كما اعتبر أبو زهري أن هذا الموقف يصب في المصلحة الأميركية والإسرائيلية، مضيفا أنّ حركته تملك معلومات دقيقة عن وجود فيتو أميركي على أي مصالحة ما لم تفض إلى تشكيل حكومة فلسطينية تقبل بشروط اللجنة الرباعية، وفي مقدمتها الاعتراف بإسرائيل .
ووجه أبو زهري أصابع الاتهام في حقيقة ما يجري من ملابسات حول عرقلة تعديل الورقة المصرية إلى فصائل منظمة التحرير بشكل عام، التي قال إنها ترتبط بموقف حركة فتح المتأثرة بالمواقف المالية المرتبطة بتوفير ميزانية لهذه الفصائل من خلال ميزانية السلطة، وأضاف أبو زهري إنّ حركة فتح من خلال هذه الميزانية تعمل على ابتزاز الفصائل إذا غيرت مواقفها اتجاهها وستجعلها تدفع ثمن ذلك باهظا عبر حرمانها من الميزانية المذكورة.