عاد الأديب الجزائري الكبير “الطاهر وطار” (74 سنة)، مساء هذا السبت، إلى الجزائر، بعد رحلة علاجية مطوّلة استمرت سنة وبضعة أشهر بفرنسا.
وحل وطار بمطار هواري بومدين الدولي في حدود الساعة السابعة مساءا حيث كان في استقباله كوكبة من المسؤولين والمثقفين، قادما من باريس، أين ظلّ يعالج بمستشفى سان ميشال من داء اليرقان، وحُظي طوال فترة علاجه بمتابعة شخصية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، علما أنّ صاحب “اللاز” أجرى عملية جراحية ناجحة بتاريخ الرابع جانفي 2009.
وفي غياب وطار الذي يحلو لمقربيه مناداته بـ”عمي الطاهر”، تولى نائبه محمد بن صادق تسيير شؤون جمعية الجاحظية، هذه الأخيرة واصلت تقديم نشاطاتها بشكل عادي.
وظهرت أولى علامات المرض على محيا الطاهر وطار أثناء الزيارة التي قام بها الروائي المصري علاء الأسواني إلى الجزائر، واضطر وطار حينها للمغادرة بعد استقباله للأسواني مباشرة دون أن يحضر اللقاء الذي احتضنه مقر الجاحظية آنذاك.
وحُظي وطار أثناء إقامته الطويلة بالمستشفى الباريسي، بزيارة نخبة من المثقفين بينهم المفكر الشهير “برهان غليون” مدير معهد العالم العربي بباريس، فضلا عن كوكبة هائلة من الشعراء والأدباء الجزائريين والفرنسيين والعرب، ناهيك عن عدة اتصالات تلقاها وطار من مسئولين بالجزائر للاطمئنان على حالته الصحية.
وكانت الأشهر الأخيرة لمرض وطار، استثنائية، بعد فوز رئيس الجاحظية بجائزة العويس للرواية والقصة والمسرحية شهر ديسمبر الماضي، بما عزّز مكانته كعلامة مضيئة في الأدب الجزائري.
ورغم معاناته من المرض وملازمته الفراش منذ فترة طويلة، إلاّ أنّ أب الرواية الجزائرية “الطاهر وطار” ظلّ حاضرا في عمق المشهد الثقافي الجزائري من خلال إصراره على الإبداع الدائم.
ووصفت لجنة تحكيم مسابقة العويس، التجربة الروائية لوطار بكونها “حقلاً فنياً ودلالياً متميزاً” من حيث تطور الأدوات التجريبية في صناعة الرواية التي راوحت لديه بين الأصالة القائمة على الواقعية في رسم الأحداث لكشف الواقع الاجتماعي، والرغبة في الطموح لطرح رؤية فنية جديدة، تتجاوز البناء الكلاسيكي للأحداث والشخصيات.
وسبق لوطار أن زار الجزائر قبل فترة بشكل خاطف، حيث زار شقيقه الأكبر قبيل رحيل الأخير بمدينة عنابة.