شدّد المؤرخ والجامعي الفرنسي المعروف “أوليفيي لوكور غران ميزون”، على عدم أحقية زعيم الإليزيه “نيكولا ساركوزي” ومن سماها “الزمرة اليسارية” في تمجيد مجازر الاستعمار، في ردّ قوي على ما تخلل الانتخابات الجهوية الأخيرة في فرنسا وما رافقها من تجاوزات عنصرية.
وفي مساهمة نشرتها مجلة “كليلة” الصادرة عن المركز الثقافي الجزائري لباريس في عددها الأخير، أبدى داكور استغرابه لحصيلة استعمارية أرادها نيكولا ساركوزي أن تكون ايجابية ورأى أنّها تروم إحياء الماضي الإمبريالي للبلاد من أجل تلبية مطالب هيئة ناخبة باتت ضرورية لفوز اليسار.
ورأى المؤرخ أوليفيي لوكور، أنّه لا يحق في 2010، أن يتّم ذكر الماضي الاستعماري من الجانب الفرنسي، لا في خطاب المسؤولين السامين للدولة، ولا في خطابات قادة اليسار البرلماني ولا في وسائل الإعلام الفرنسية”، متسائلا عن دواعي الاحتقار والنسيان والصمت تجاه الماضي غير المشرّف للمحتل الفرنسي القديم.
ولدى تطرقه إلى المعنى المزدوج لتاريخ الثامن ماي 1945، شهرا قبيل الذكرى 65 لتلك المجازر الرهيبة ، ركّز داكور على أعمال العنف البربرية التي تعرض لها سكان سطيف وقالمة وخراطة، وكتب داكور:”الأمر يتعلق بروايتين متعارضتين كليا ومترابطتان في الوقت نفسه، لكنّ الأولى ممجدة والثانية مدفونة”
كما احتوت المجلة علي إسهامات المؤرخ الجزائري “محمد حربي” وكذا المؤرخ الفرنسي البارز “جان لوي بلانش”، حيث تطرقا بدورهما إلى المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بدعم من مليشيات مدنية في الثامن ماي 45 احتفالا بنهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
وكتب محمد حربي:”السياسة الفرنسية أثارت بالجزائر وضعا جعل من الثورة أمرا شرعيا”، بينما اعتبر “جان لوي بلانش” مؤلف كتاب “سطيف 1945: تاريخ مجزرة معلنة”، أنّ تلك الصفحة المظلمة من التاريخ التي أثارت جدلا كبيرا، ليست سوى “تجسيدا للطبيعة المرضية والسلبية للاستعمار”.
وبمناسبة الذكرى 65 لهذه المجازر، برمج المركز الثقافي الجزائري عرضا لفيلم وثائقي “مذكرات 8 ماي 1945″ لمريم حميدات وفرانسوا نيماتا، كما جرى عرض كتاب “دروب و رجال” لمحمد رباح، فضلا عن تنظيم نقاش من تنشيط المؤرخين جان لوي بلانش وجيل مانسيرون.