دعا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، هذا الخميس، “هيرمان فان رومبوري” رئيس المجلس الأوروبي إلى التدخل لدى السلطات المغربية، بغرض إنقاذ حياة السجناء الصحراويين السياسيين الـ29 المضربين عن الطعام بالسجون المغربية منذ الثامن عشر مارس الفارط.
وفي رسالة نشرتها وكالة الأنباء الصحراوية، حمّل الأمين العام لجبهة البوليساريو، كامل المسؤولية للدولة المغربية عن كل ما وقع وسيقع للمعتقلين السياسيين الصحراويين وعائلاتهم، مركّزا على الأضرار الجسدية والنفسية والمادية، وهو سلوك لا إنساني يستدعي تدخلا عاجلا للإتحاد الأوروبي، خصوصا في ظلّ التجاهل المتعمد وخطر الموت البطيء، على حد تعبير الرئيس الصحراوي.
وبمقابل تشديده على حتمية احترام صفتهم كسجناء سياسيين تم الزج بهم في الزنازين المغربية نتيجة مواقفهم وآرائهم السياسية من قضية الصحراء الغربية، حذر الرئيس عبد العزيز من أنّ أوضاع المعتقلين الـ29 بسجني سلا وتيزنيت باتت تنذر بوقوع مأساة، بعد أن وصلت حالات هؤلاء الصحية إلى مرحلة خطيرة جدا تنذر بكارثة في أي لحظة، مشيرا إلى إصابة غالبية الأسرى بأمراض مزمنة جراء مضاعفات الإضراب المستمر لليوم الرابع عشر على التوالي.
وركّز عبد العزيز على أنّ مطالب السجناء “بسيطة وواضحة وعادلة ومشروعة”، ولا تتعدى المطالبة بإنهاء وضع شاذ وغير قانوني، تبعا للاحتجاز الظالم والعدواني الذي طال السجناء لما يفوق عن الخمسة أشهر دون محاكمة، وهو ما جعلهم يطالبون بالإسراع إلى محاكمتهم على نحو عادل ونزيه أو إطلاق سراحهم فورا و بدون شروط.
وانتهى زعيم البوليساريو إلى أنّ ما تقوم به الحكومة المغربية اليوم من تجاهل وتغاضي واستخفاف أمام الحالة الخطيرة للمعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام في سجونها رغم عدالة ومشروعية مطالبهم، لهو عمل خطير لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الانتهاك الجسيم لحقوق إنسانية مقدسة ليس أقلها الحق في الحياة والحق في التعبير.
غالي يطالب بإنقاذ حياة 29 معتقلا صحراويا بالسجون المغربية
ندد سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر إبراهيم غالي بالوضعية المزرية والخطيرة التي تهدد حياة المعتقلين الصحراويين المضربين عن الطعام حيث ارتفع عددهم إلى 29 مضربا منهم مجموعة الستة الذين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ 18 مارس الماضي ثم تتالت المجموعات تضامنا معهم.
وخلال ندوة صحفية نشطها، اليوم الخميس، بمقر السفارة الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، دعا إبراهيم غالي كل المنظمات والهيئات الدولية خاصة هيئة الأمم المتحدة إلى التدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياة هذه المجموعة 29 المعرضة للخطر والتي يمكن، يضيف، أن تفقد حياتها في أي لحظة.
كما طالب أيضا بضرورة إطلاق سراح المعتقلين المتواجدين بالسجون المغربية الذين وصل عددهم إلى أكثر من 59 معتقلا.
في سياق متصل أكد السفير الصحراوي شرعية مطالب المعتقلين الستة الذين لم يحاكموا منذ اعتقالهم من قبل السلطات المغربية في 8 أكتوبر 2009 حيث طالبوا بمحاكمة عادلة أو إطلاق سراحهم في أقرب الآجال، مبرزا تعنت النظام المغربي وتجاهله الرسمي لمطالبهم.
وقال:”إن وضعية هذه المجموعة تشغل بالنا وعلى العالم أن يلتفت إلى المخاطر المحدقة بحياتهم وإذا استمرت هذه الوضعية ستحدث كارثة إنسانية ومجزرة حقيقية منددا بالانتهاكات والممارسات القمعية التي لازالت ترتكبها السلطات المغربية ضد كل المعتقلين السياسيين الصحراويين “.
كما أشار السفير إلى الحالة الصحية السيئة التي يعيشها أعضاء هذه المجموعة حيث أصيب عدد منهم بالشلل ولم يعد بإمكانهم المشي ناهيك عن ما يعانونه من أمراض مزمنة كالربو والقلب وغيرها.