"المطالبون بإبعاد زياني وعنتر من المونديال عليهم بإيجاد بديل"
"الفوضى التي شبت داخل ودادية قدماء اللاعبين لم تكن لتحدث لو غاب زيدان"
أكد اللاعب السابق للفريق الوطني حدو مولاي أثناء حلوله ضيفا على مكتب الشروق بوهران بأن المدرب رابح سعدان يعرف جيدا ما يفعل حين قام بشطب أسماء اللاعبين المحليين قبل 3 أشهر فقط من المونديال.
وأضاف بأن إبعاد رحو و زاوي وبابوش وأوسرير لا يعتبر إنقاصا من قيمتهم كلاعبين أدوا دورهم على أكمل وجه، حتى وإن لم يعتمد عليهم الناخب الوطني كثيرا، مضيفا بأن مصلحة الخضر فوق كل اعتبار بعيدا عن الأحاسيس والعواطف التي لن تنفعنا عندما نصطدم بكبار المنتخبات العالمية.
= مرحبا بك حدو مولاي في الشروق، ما سبب غيابك عن عالم كرة القدم كل هذه المدة؟
== بداية، أريد أن أشكر الشروق على هذه الاستضافة الجميلة والتي سعدت بها كثيرا، أما فيما يخص ابتعادي عن ميادين كرة القدم، فقدفضلت الركون إلى الراحة والالتفات لحياتي الشخصية بعد سنوات طويلة من ممارسة كرة القدم، والآن قررت التواجد قرب عائلتي الصغيرة وقضاء بعض الوقت معها.
= ألم تفكر في العودة للميادين على الأقل كمدرب؟
== طبعا فكرة القدم تجري في دمي، ولن أستطيع الابتعاد عنها كثيرا، وقد قمت بتسجيل نفسي في المركز الوطني للتدريب وتنتظرني مجموعة من التربصات، كما أنني لن أدرب أي ناد بدون الوصول إلى درجة عالية في عالم التدريب، لأتمكن من تقديم دوري على أحسن وجه، فهناك فرق كبير بين أن تكون لاعبا وأن تصبح مشرفا فنيا على أي ناد.
= أثارت قضية استبعاد المحليين قبل المونديال بـ3 أشهر جدلا كبيرا، ما رأيك فيما حصل؟
== نعم، لقد تابعت باهتمام كبير الظروف التي مر بها فريقنا الوطني، لكنني أثق كثيرا في المدرب رابح سعدان لأنه وببساطة صانع أمجاد الكرة الجزائرية، وطالما اقترن اسمه بتأهل الخضر إلى المونديال في 3مرات، وإبعاد المحليين من اختصاصاته كمدير فني، ومن وجهة نظري فإن اللاعبين المحليين لم يثبتوا أنفسهم بصفة بارزة تضعهم في موقع قوة رغم التزامهم الشديد وانضباطهم داخل وخارج الميدان، لكن كما تعلمون هذا غير كاف لحمل الألوان الوطنية.
= إذا أنت موافق على استبعاد الأسماء المحلية؟
== لا يجب تضخيم الأمور أكثر من اللازم، وتصوير ما حصل على أنه حڤرة تطال المحليين فقط دون غيرهم. فما حصل للخضر يحدث داخل كل المنتخبات التي تريد تقديم الأفضل، واستبعاد رحو وزاوي وبابوش لا يعني أنهم ضعفاء، بل تغيرت العديد من المعطيات، وانخفاض مستوى البطولة الوطنية هما السببان الرئيسيان فيما وصلنا إليه.
= لكن البطولة الوطنية زاخرة بالمواهب التي يمكن الاستفادة منها، أم لك رأي آخر؟
== أنا أوافقك في جزء مما طرحت، وأخالفك في جزء آخر، صحيح أننا نمتلك المادة الخام والمواهب الكبيرة داخل الوطن، لكننا تحتاج لليد الفنية المحترفة حتى تصقلها وتشبعها بالعقلية الاحترافية القائمة على أساس الانضباط والعمل القاعدي، وما يحدث في الجزائر لا يقدم لنا لاعبا واحدا يستطيع منافسة المحترفين المتخرجين من مدارس كروية عريقة، بل على العكس تماما فضعف البطولة الوطنية ونقص الاحتكاك بالأندية الكبرى يقتل هذه المواهب ويحول اللاعبين الموهوبين لمشاريع نجوم فقط لا يمكن تجسيدها مستقبلا.
= تحدثت على قضية الانضباط، وشاوشي ولموشية أعطوا مثالا سيئا عن اللاعب المحلي، هل أنت من مؤيدي هذا الطرح؟
== طبعا.. إلا أنني لا أحب خلط الأمور بين ما حدث للموشية والحارس شاوشي، فلموشية ترك الفريق في ظروف صعبة للغاية خلال كأس الأمم الإفريقية، وحسب ما تداولته وسائل الإعلام فان مغادرته لمعسكر الخضر راجع لخلافات بينه وبين المدرب رابح سعدان لرفضه البقاء كاحتياطي، وهذا غير مقبول على الإطلاق. ورغم معرفتي الجيدة بلموشية التي تؤكد بأنه لاعب خلوق وجيد، لكن ما بدر منه خطأ ولا يجب أن يصدر عن لاعب بحجمه وقد خسر المونديال بنسبة كبيرة، وخرج من الباب الخلفي للمنتخب. أما شاوشي وعودته مرة أخرى لصفوف الخضر رغم قلة انضباطه، إلا أن حالته مختلفة، فشاوشي قام بتصرفات غير لائقة داخل الملعب اتجاه الحكم كوجيا وليس ضد مدربه، وشتان بين تصرف لموشية وعصبية حارس الوفاق.
= لعبت 8 سنوات في الفريق الوطني، وفرضت نفسك رغم تواجد المحترفين، ما الفرق إذا بين جيلك و الجيل الحالي؟
== جيل اللاعبين المحليين الذي لعبت برفقته كان قويا، ومستوى البطولة كان أحسن بكثير، لأن ما نشاهده حاليا لا يمكن تصنيفه ككرة قدم، وخلال الثلاث سنوات الماضية لمست تراجعا رهيبا في المستوى.
= كيف ترى مستوى الأسماء التي سيستقدمها سعدان؟
== هي جيدة للغاية، وستقدم الإضافة المرجوة منها، لأن مستوى التنافس في البطولات الأوروبية كبير ولا مجال للصدفة، والمجهود المقدم على أرضية الميدان هو الفيصل الوحيد لضمان مكان في التشكيلة الأساسية أو البقاء على مقاعد الاحتياط، فقد تابعت بودبوز من خلال فريقه سوشو ولاعب وفرهامبتون الانجليزي قديورة، وأعجبت فعلا بإمكانياتهما وأتنبأ بتقديمهما لمستوى عال وحجز مكانة أساسية في تشكيلة المدرب الوطني رابح سعدان.
= تعالت العديد من الأصوات المطالبة بالاستغناء عن زياني وعنتر يحيى لتواجدهما المتواصل على دكة البدلاء.بماذا تنصح؟
== فعلا، لقد استغربت لأمر المطالبين بعدم استدعاء زياني وعنتر يحيى للمونديال، وحتى إن سلمنا بأنهما لا يلعبان كثيرا في ناديهما وقرر سعدان استبعادهما، فمن سيعوضهما في ظرف لا يتجاوز 80 يوما قبل انطلاق كأس العالم، فهما لاعبان مهمان للغاية ويصعب سد الفراغ الذي قد يتركانه، ومن يطالبون بشطبهما من القائمة المسافرة لمونديال جنوب إفريقيا فليحضروا لنا البديل الجاهز، وحينها لا أحد سيرفض.
= في اعتقادك.. هل أخذ زياية فرصته كاملة في المنتخب الوطني؟
== بصراحة لا، عبد المالك زياية لم يأخذ فرصته كاملة، وشارك خلال دقائق معدودة لم تكن كافية لإبراز جميع إمكانياته الهجومية، وسعدان مطالب بمراجعة حساباته، لأن مستوى زياية حاليا مع نادي اتحاد جدة السعودي يخوله لحمل الألوان الوطنية.
= بإمكان الخضر التأهل للدور الثاني بوجود انجلترا وأمريكا؟
== ممكن وغير ممكن، وكل شيء مرتبط بالمستوى الذي سنقدمه في المونديال، فمقارعة منتخبات كبيرة بحجم انجلترا المدججة بأسماء كروني وجيرارد ولامبارد ليس بالأمر الهين على الإطلاق، مع أنني أؤمن بحظوظنا من منطلق تقارب مستويات الفرق المتأهلة لكأس العالم، ولا يوجد منتخب ضعيف وآخر قوي إلا داخل المستطيل الأخضر.
= بالرجوع إلى الوراء قليلا، لماذا لم يتمكن جيلكم من التأهل للمونديال رغم لعبك بجوار لاعبين ممتازين كبلماضي وبن عربية؟
== الأمور اختلفت كثيرا، ففي الفترة التي لعبت فيها للمنتخب الوطني كانت الإمكانيات محدودة للغاية ولم تتوفر لنا نفس الظروف التي حصل عليها الجيل الحالي، فتصور أننا كنا مطالبين بإرجاع الأقمصة والألبسة الرياضية التي كنا نرتديها عقب نهاية كل مباراة، وكان لا يمكنك إهداء قميصك لأحد أفراد عائلتك أو أقاربك أو حتى الأنصار، لأنك إن فعلت فستتعرض لمشكلة كبيرة، وبهذا المثال البسيط يمكن أن تتصور الفرق بين ما يحصل اليوم وما عانينا منه في الماضي بالإضافة للعديد من المشاكل الأخرى كانعدام الاستقرار مثلا.
= لعبت لمولودية وهران فترة طويلة، وفريقك المفضل يعاني كثيرا، ما السبب وراء ذلك؟
== سأتحدث بصراحة عن الفريق الذي أحببته ولا زلت أحبه، وهو مولودية وهران وببساطة المولودية لها أزمة رجال قبل كل شيء، فالكل يريد أن يستفيد من هذا الفريق الكبير دون أن يعطيه دينارا واحدا، والدليل الأزمة المالية التي يمر بها و تراجع المستوى. و ما زاد الطين بلة، هو تحكم أطراف خارجية في تسييره فاللاعبون القدامى يتحكمون و الأنصار يقررون من يلعب ومن يبقى احتياطيا و أعضاء الجمعية العامة لا يفكرون سوى بلغة المصلحة، ومن الشروق أوجه رسالتي للجميع: "إن أردتم مشاهدة الحمراوة "كيما زمان" لا بد من رجال يعطون ولا يأخذون".
= البعض يقول بأن تكرار نفس الأسماء على كرسي الرئاسة بين جباري تارة وبليمام تارة أخرى يعتبر السبب الرئيسي في تدهور أحوال المولودية، أليس كذلك؟
== قبل أن نلوم بليمام أو جباري، علينا أن نلوم أعضاء الجمعية العامة المنقلبين على أنفسهم في كل مرة، فهم من يصوتون لصالح هذا أو ذاك، وهناك تجاوزات كثيرة تحدث خلال انعقاد أشغال الجمعية العامة التي أنا عضو فيها، وقاطعت حضور اجتماعاتها منذ فترة ولن أحضرها مادامت الأوضاع على حالها، وسأصارحكم أنني تمنيت لو شطبوا اسمي من القائمة، فلكم أن تتصوروا بأن قائمة أعضاء الجمعية العامة لا تزال تضم أسماء موتى وآخرين أصيبوا بأمراض عصبية ونفسية، ولا زالوا أعضاء مسجلين لحد الآن، فماذا عساي أن أقول.
= في الأخير، نود أن نعرف ما الذي حصل قبل إقامة مبارة ودادية قدماء اللاعبين مع منتخب فرنسا 98 يوم 3 مارس الفارط؟
== هي الفوضى التي تعودنا عليها في أي حدث كروي هام حتى وإن كان وديا، وأنا حضرت المباراة من منطلق تمثيل جميع الأجيال تحت إشراف الودادية، والحمد لله مرت الأمور بسلام بعد أيام من الشد والجذب، وتفسيري لما حصل هو أن حضور زيدان خلق كل هذه الفوضى. ولو أن زيدان اعتذر ولم يحضر سوى لوران بلان ورفاقه لما حدث كل الذي شاهدناه و سمعناه فنحن بحاجة لتنظيم أنفسنا أكثر لإعطاء صورة أفضل عن الجزائر، وفي الأخير أشكركم جزيل الشكر على هذه الاستضافة الرائعة.